الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خريفية

السمّاح عبد الله
شاعر

(Alsammah Abdollah)

2008 / 1 / 21
الادب والفن



حكايتها كالأساطير
ومثل الخرافاتْ
ويعرفها الناسُ والطرقاتْ
تلفُّ الموائدَ والعتباتْ
تدور القرى والمدائن
وكانت مدينتها فوق شط الذين يروحون
دخانيةً
بها النارُ والبرقُ والرعدُ والخوفُ والأمنياتُ الخئونْ
بها طرقاتٌ يروحون فيها ولا يرجعونْ
بها شجرٌ
ورقٌ أخضرٌ
حملته العصافير عاما فعاما
وصار خرابا
بناياتها نسجت من خطايا البشر
ومن قافلات الرحيلِ
مزيجٌ من الريح والعاصفة
ومن أمسيات الجنائز
وكانت جميلة
تُرَقِّصُ في خطوها مهرجانَ الرياحِ إذا عبرتْ
فاصطفتها المرافيءُ
بين الرّواحِ وبين الغُدُوّْ
وبين الشروق وبين الأصيل
انتقتها النوارسُ
معشوقةً للأعاصيرِ
كانت جميلة
وكان جمالا حزينا
تعلَّمت الشمسُ منهالغروبَ
تعلم منه الخريفُ الرجوعَ
وكانت تحبُّ الغناءَ
تظل تدقّ على باب وحدتها
وتُرَقِّصُ أوجاعها
وتسهر في الليل بين الشواطيءِ
يعشقها البدرُ
والطيرُ
والقبَّراتُ الطروبُ
وتبني بيوتا من الحزنِ
والشجنِ الهاديءِ الحُلوِ
ترسم عاشقها بالصباباتِ والرملِ
تحكي له عن زمان الرحيلِ
وعن طرقات التغرُّبْ
وتشكو له المد والجزر
والقاطرات التي لا تعودُ
تغني له أغنيات الفراقِ
وتبكي على راحتيه
تصالح فيه الزمانَ البخيلَ
تجرّبُ فيه التعشّقَ
والتوقَ
والصدَّ
والهجرَ
والأمنيات الحلوب
تجرب فيه الزمان الجميل
وتسهر في الليلِ فوق الشواطيءِ
تعبث في الرملِ والماءِ والريحِ
ترسم عاشقها
وتعاتبه
ثم تهدمه
وتغني لطير الوداعِ
وللزمهرير
وتنشد أشعارها لزعيق العواصف
كي تتسلّقَ دارتها
وتراودها عن مواويلها
وتغني لطير الوداعِ
وللزمهرير
وللمزنِ حين النزول :

{

/ وخذني حبيبي ،
وخاصم زمانَ التخاصُمِ ،
إني خاصمتُه .
وصالحتُ فيك الزمانَ الجميلْ .
وأطفيءْ بصدريَ نيرانَ شوقي ،
إنيَ أوقدتُها ،
وانتظرتُكَ عاما فعاما .
وأنتَ اصطفيتَ الرحيلْ .
ارتضيتَ به زمنا ،
وأقمتَ به وطنا ،
وعشقتَ الإقامة . /








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة الراحلة ذكرى تعود من جديد بتقنية -اله


.. مواجهة وتلاسن بكلمات نابية بين الممثل روبرتو دي نيرو وأنصار




.. المختصة في علم النفس جيهان مرابط: العنف في الأفلام والدراما


.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار




.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا