الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملتقى الأول لتحالف الحضارات

جمال هاشم

2008 / 1 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


انعقد بالعاصمة الإسبانية مدريد الملتقى الدولي لتحالف الحضارات وتم ذلك بتنظيم من اسبانيا وتركيا ، وبإشراف مباشر من الأمم المتحدة التي حضر أمينها العام لافتتاح الملتقى الأسبوع الماضي بحضور أكثر من 400 شخصية تمثل العديد من الدول ، ويأتي هذا الملتقى بعد ندوة تونس الدولية حول الإرهاب وسبل مواجهته . ولعل تنظيم هذا الملتقى ، غير بعيد عن موقع تفجيرات مارس 2004 التي هزت العاصمة الإسبانية وخلفت العديد من الضحايا من جنسيات وأديان مختلفة ، وعلى بعد أسابيع من إحياء الذكرى الرابعة لهذا الحدث الإرهابي الذي اقترفه مجرمون باسم الدين الإسلامي ، لأمر ذو مغزى كبير ، خاصة وأن الجماعات الإرهابية ، بنشرها لثقافة الحقد والكراهية والتكفير، تسعى إلى ترسيخ الصراع والتنابذ بين الثقافات والأديان المختلفة ، خاصة وأن الإرهابيين نجحوا في تأجيج الأحقاد بين أبناء الديانة الواحدة (كما هو حاصل في العراق وباكستان وبعض دول الشرق الأوسط بين أهل السنة والشيعة رغم أنهم مسلمون ) إن هدف مؤتمرمدريد هوالبحث عن نقط الإلتقاء بين الحضارات الإنسانية ، فبدل الترويج لفكرة صدام الحضارات ، يسعى أعضاء الملتقى الدولي إلى تشجيع حوار الحضارات وتحالفها وتعاونها، لقطع الطريق على الإرهابيين ،وفقهاء التكفير ، ومروجي عقيدة الولاء والبراء الذين يسعون إلى إثارة الفتن والحروب ، بين شعوب العالم ، بعد إثارة الفتن داخل الدول الإسلامية . لقد كان العالم الإسلامي في عصور ازدهاره منفتحا على كل الحضارات الإنسانية ، فكان يأخذ العلوم والإنتاجات الفكرية المتقدمة ، كما أن الحضارات الأخرى أخذت عن المسلمين علومهم وإبداعاتهم الفكرية ، ولم يحصل الإنغلاق والتقوقع ، إلا بعد تقهقر الحضارة الإسلامية وتخلفها ، حيث أغلقت أبواب الإجتهاد وتراجعت العلوم والمعارف ، وتم رفض الثقافات الإنسانية باعتبارها ثقافة > وبقي الأمر على ما هو عليه إلى غاية أن استعمرت الدول الإسلامية ، ووجدت نفسها أضعف من أن تقاوم استعمارا قويا بعلمهوتقنيته قبل أن يكون قويا برجاله . إن عودة العالم الإسلامي إلى التاريخ لم تتم إلا من خلال الإنفتاح والتعاون مع الدول المتقدمة من خلال العلاقات الدبلوماسية والثقافية والعلمية ،وداخل المؤسسات الدولية المتخصصة ، لهذا أدرك الجميع أن لغة التحالف والتعاون هي أسلم طريق لوضع لبنات تنمية حقيقية للدول العربية والإسلامية ، بعيدا عن ثقافة الكراهية والتقوقع التي ينشرها الإرهابيون من داخل العواصم الإسلامية ومن داخل العواصم العربية (وتلك هي المفارقة : يأكلون غلتهم ويسبون ملتهم) إن اقتراح الوفد المغربي في ملتقى مدريد إنشاء جائزة محمد السادس لتحالف الحضارات ، إسهام رمزي من دولة إسلامية منفتحة ، على مواجهة ثقافة الكراهية وتثمين المجهودات الفكرية التي تدفع في اتجاه تفاعل الحضارات الإنسانية فيما بينها ، واعتمادها الحوار الفكري والثقافي لحل جميع الإشكالات العالقة ،كما يسعى هذا الإقتراح إلى وضع أسس عولمة حضارية وثقافية مؤنسنة ، يتقاسم في ظلها الجميع ، ثمار المجهود العلمي والتكنولوجي ، والقيم الإنسانية المشتركة ، مع احترام الخصوصيات الدينية والثقافية ، لأن التعدد والتنوع يغنيان الوحدة ولا يتعارضان معها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا