الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعماً لمانشره الاستاذ عبد الخالق حسين الديمقراطية الحل الوحيد لقضية حقوق الانسان في المجتمعات العربية-

علي جاسم

2008 / 1 / 21
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تعقيباً على الموضوع الذي نشره الاستاذ عبد الخالق حسين في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان " حول قرار البرلمان الأوربي وحقوق الإنسان في مصر" اقول ان ماذكره الكاتب في مقالته يشكل جزء بسيط من حقيقة كبيرة يعرفها العالم باسره بان الشعوب العربية تتجرع منذ عقود طويلة ويلات الاستبداد المبرمج والعشوائي من الحكام العرب ، والحقيقة التي تحاول الانظمة العربية تلوينها وتجميلها باشكال متعددة ،منها اجراءات انتخابات مسرحية ومهزلة محسومة نتائجها قبل الاقتراع ، وبعضها الاخر من خلال استغلال وسائل الاعلام بشكل مكثف نحو اظهار بعض الدول العربية على انها بلغت مرحلة الرقي العمراني والاقتصادي الذي يضاهي اوربا كما في دول الخليج من اجل التغطية على مسائل حقوق الانسان في مجتمعاتها وتتغاضى على ماترتكبه من استبداد عنصري ضد الاقليات المذهبية والاجتماعية او المراة التي لاتأخذ في اجندت الانظمة العربية اي حيز يذكر.
ان اختيار الكاتب لمصر انموذجاً للاستبداد والتسلط الذي تمارسه الدولة بحق مواطنيها وحكمهم مثل القطيع على حد قوله لايعني بالضرورة بانها اكثر من غيرها استبداداً وظلماً ، فالحكام العرب يتساون بهذه المهمة ، اما في مايخص المقارنة بين الدول العربية وبين دول اوربا فان جميع الدلائل تؤكد بانهُ لاتوجد اية مقارنة بين نظام الحكم في مصر او غيرها من الدول العربية وبين دول الاتحاد الاوربي لان مجرد التفكير في وضع اية مقارنة بسيطين بين الطرفين سيكشف مدى الفارق المذهل بينهما ... واول هذه الفوارق ان الدول العربية تشترك في اشياء عديدة ومتنوعة تأتي في مقدمتها اللغة العربية والدين الاسلامي والتاريخ السياسي المشترك والعادات والتقاليد فضلاً عن ذلك فانه لاتوجد اية حدود طبيعي تفصل بين دولة عربية واخرى باستثاء الحدود الاصطناعية التي وضعها الاستعمار البريطاني _الفرنسي اثر اتقاقية سايكس-بيكو- عام 1916.
الاان ان تلك المميزات العربية لم تسعف ذهنية الحكام العرب لاعلان وحدتهم العربية او اتحادهم العربي على غرار الاتحاد الاوربي بمعنى ان تكون الحدود مفتوحة بين العرب ولاتوجد فوارق بين عربي واخر، بالرغم من ان المناخ والظروف الملائمة تساعد على اعلان مثل هكذ وحدة او اتحاد ، وظل هذا المشروع الوحدوي سجياً داخل افكار وتطلعات الشعوب العربية وحدها لان الحكام العرب وبسياستهم البهلوانية فرضوا قيوداً كبيرة تمنع خروج تلك الافكار والتطلعات الى حيز التنفيذ لانها تسطدم بمصالحهم الشخصية ، لذلك نجد الحكام العرب لايتفقون على شيء الا في مساعيهم الدؤوبة على تمزيق و تفكيك روح الاخوة العربية داخل سايكلوجية الموطن العربي ،وكان النظام العراقي السابق خبير في تحقيق مثل هكذا تمزق وتفرقة وتصديره الى الدول الصديقة منذ حربه مع ايران مروراً بدخوله الكويت انتهاءاً بتسليم العراق الى المحتل، وخير دليل على التمزق العربي_ العربي ماتعرض اليه ابناء العراق من الذين اجبرتهم الظروف القاهرة في العراق الى مغادرته منذ عام 1980وحتى يومنا هذا ،من اجراءات تعسفية مارستها انظمة وشعوب دول الجوار والتي تعكس حقيقة هذا التفكك في القيم العربية التي ياتي في قدمتها اكرام الضيف لااذلاله ،في الوقت الذي احتضنت فيه دول اوربا المهاجريين العراقيين وعاملتهم باحترام وكرامة.
نعود مرة اخرىً الى الفارق بين الدول العربية وبين دول الاتحاد الاوربي ان دول اوربا تختلف مع بعضها باللغة والعادات والتقاليد وكذلك بالموروث الثقافي فضلاً عن اوربا مرت خلال القرون الماضية بصراعات وحروب كبيرة مابينها كانت خاتمتها الحربيين العالميتين التي راح ضحيتها ملايين البشر من الشعوب الاوربية ، اذن ان مقومات الوحدة الاوربية اضعف بكثير من مقومات الوحدة العربية ، الاان اوربا استطاعت وبفضل الحركات السياسية المتحررة التي كان يقف في طليعتها المثقفيين والكتاب الاوربيين ان تتحد وتكون اكبر منظومة دولية عرفها التاريخ الحضاري يعيش فيها ملايين المواطنيين من 27 دولة يجمعهم برلمان واحد وعملة واحدة ومبادئ وقيم واحدة دون المساس بلغة وثقافة وشخصية وكيان الدولة المنضوية تحت هذا الاتحاد، ويرجع الفضل في ذلك الى التوعية الاجتماعية التي افرزتها الديمقراطية في النظم الاوربية وكذلك الى وعي الفرد الاوربي الذي كان جزء مهم من اجزاء المنظومة الديمقراطية في اوربا والتي ادت الى تحقيق تطور اقتصادي وتكنلوجي وعمراني وبالتالي الى ثورة معلوماتية وعلمية كبيرة ،اما المواطن العربي لم يستطيع ان يستثمر تلك التطورات الهائلة التي حصلت في اوربا ولا الاستفادة من نتائجها ولان الانظمة العربية ساهمت اسهاماً بارزاً في تعطيل عقلية شعوبها ومنعتها من استيعاب التقدم الحاصل في اوربا.
لذلك فان الاتحاد الاوربي عندما يوبخ مصر، واتوقع ان يوبخ في المستقبل دول عربية اخرى لانتهاكها حقوق الانسان فانه يمارس جزء من مبادئه الانسانية النابعة من احترام حقوق الانسان والاقليات في العالم وعدم السماح بالممارسات الهمجية وغير الحضارية ،ان الحكام العرب لايستيطعون ان ينتزعون عن افكارهم وذهنيتهم وتصرفاتهم النزعة القبلية والعشائرية الموروثة من العصور الجاهلية والبادية والتي مازالت تشكل جزء كبير من شخصياتهم وعكسوا ذلك على شعوبهم التي مازالت تعاني من قساوة الحكام العرب واجهزتهم الامنية التي شخصها الكاتب السعودي عبد الرحمن منيف في روايته الشهيرة"شرق المتوسط" التي يصف فيها قساوة الانظمة العربية واستبدادها بحق شعوبها والتي كان الشعب العراقي له حصة الاسد من قمع اجهزة الدولة في زمن سلطة البعث وكذلك في سوريا ومصر وليبيا ودول المغرب العربي والسعودية ..الخ لااستثني اي دولة عربية من الاستبداد السلطوي الذي ذكره المنيف في كتابه .
اما اقتراح الكاتب بخصوص "دعوة منظمات حقوق الانسان في البلدان العربية لمطالبة امريكا بربط معوناتها الاقتصادية لمصر، ولجميع دول العالم الثالث، إلزام هذه الحكومات بتبني الديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان، وإلغاء التمييز ضد الأقليات بجميع أشكاله، وتحقيق دولة المواطنة، وأن تقوم أمريكا بدعم الحركات الديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان في هذه الدول، وقطع هذه المعونات لهذه الحكومات في حالة عدم التزامها بهذه الشروط"... ارى ان هذا المقترح قد يكون مناسب لتحقيق بعض الالتزامات على صعيد حقوق الانسان الاانه لايكفي لضمان حقوق الانسان في المجتمعات العربية على المدى البعيد اضافة الى انه يرتبط بالدولة الغربية من ناحية مادية ومالية ممايشكل حساسية لدى المواطن العربي نفسه، لذلك اقترح ان يكون المطالبة من امريكا والدول الغربية بممارسة المزيد من الضغوط السياسية لاعادة هيكلة انظمة الحكم في العالم العربي وفق تطبيق المفاهيم الديمقراطية وضمان حقوق الانسان ، اضافة الى تنبيه رؤوساء الدول الغربية بان زياراتهم المتكررة الى المنطقة العربية ستعزز من مكانة الحكام العرب وتعطيهم الشرعية .
ان الديمقراطية وحدها تكفل حصول المواطن العربي على الحياة الكريمة وتضمن للاقليات حقوقهم امام الاغلبية من خلال انشاء مجتمع متحضر قائم على القيم الانسانية والعلاقات الاجتماعية ، وعلى المثقفيين العرب ان ينهضوا بهذه المهمة من خلال تسخير كتاباتهم وثقافتهم في اتجاه تشجيع ديمقراطية الحكم والتصدي للانظمة الاستبدادية وكشفها امام العالم .
ان نصرة الكاتب لمظلومية الشعوب العربية ومحاولته لاخراجها من قمقمها المظلم القابع تحت سلطة الانظمة الدكتاتورية والاستبدادية جاءت امتداداً من معانات جيل كامل عانوا من نظام الاستبداد البعثي،لذلك نجدهم يسخرون اقلامهم منذ فترة طويلة لكشف الممارسات الاستبدادية ليس للنظام البعثي فحسب انما شمل كافة الانظة الدكتاتورية في العالم و نحن نؤيد مطالبهم المشروعة في دعم القضية الديمقراطية ومحاربة الاستبداد القمعي للانظمة العربية كافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا


.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.




.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع