الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدن وشعراء

سهر العامري

2008 / 1 / 21
الادب والفن



صدر في السويد وعن دار نشر فيشون ميديا (Visonmedia) كتاب : مدن وشعراء للكاتب سهر العامري وقد جاء في مقدمة الكتاب الآتي :
حديث المدن هذا حديث اجتمع فيه الماضي البعيد بالحاضر القريب ، ذلك الماضي الذي عاشته تلك المدن بشعرائها ، والحاضر الذي شهدته منها أنا بعد أن رحلوا عنها هم ، فقد قمت أنا بزيارات متباعدة زمانا ومكانا لكل المدن التي يتحدث عنها كتابي هذا ، هو حديث امتدت مدة كتابته سنوات طويلة ابتدأت منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم حيث قمت بزيارة للعاصمة الدنماركية ، كوبنهاكن ، وزيارة كذلك الى العاصمة الهنغارية ، بودابست ، صيف سنة 1994 م ، ثم تكررت زياراتي في سنوات لاحقة حتى بلغت تسع زيارات ، بينما كانت مدينة كوبنهاكن هي المحطة التي أنطلق منها في كل سفرة أقوم بها الى مدن هذا الكتاب رغم أنني خصصت لتلك المدينة رحلات بعينها للإطلاع على معالمها وأحوال أهلها .
لقد كنت شديد الحرص على زيارة مدينة هيدابي (Hedeby) تلك المدينة التي كانت في يوم من الأيام مدينة دنماركية حل بها شاعرنا يحيى بن حكم الغزال في منتصف القرن الثامن الميلادي ، ولكن الذي حال دون زيارتي لها هو كونها أصبحت أثرا بعيد عين ، وسيدرك القارئ بنفسه ذلك حين يطالع هذا الكتاب ، فلم يبق من المدينة شيء الآن سوى بقايا أحجار من سور كان يحميها زمن وجودها وازدهارها ،حتى أن الأرض التي كانت مشادة عليها قد صارت الآن في حوزة الدولة الألمانية بعد أن خسرتها الدنمارك في الحرب التي عرفت بالحرب السليسفيكسكية الثانية (andra slesvigska kriget) وذلك سنة 1864م .
في صيف سنة 2005 م قمت بزيارتي الثالثة الى القاهرة بعد أن زرتها من قبل زيارتين وقبل زيارتي الأخيرة لها كنت قد زرت صيف سنة 2003 م أربعا من المدن الأندلسية هي : ملقا ، قرطبة ، أشبيلية ، غرناطة ، هذا بالإضافة الى مدينة الزهراء الأثرية . وقد حرصت في زياراتي لكل هذه المدن أن أوثق تلك الزيارات بصور أخذتها بنفسي كي أنقل للقارئ الكريم واقعا مكانيا عاشه الشعراء الذين كتبت عنهم ، وكيف أصبح هذا الواقع المكاني بعد أن رحل عنه هؤلاء الشعراء رحلتهم الأبدية ، ولكنهم خلدوا في بطون الكتب والتاريخ رغم كل هذه السنوات الطويلة التي تفصلنا عنهم حين كانوا أحياء يهاجرون من مدينة الى أخرى رغم عثار الطريق ، وصعوبة الواسطة ، فأبو نواس سافر من بغداد في العراق والى الفسطاط ( القاهرة ) في مصر على ناقة قطعت به بحورا من الصخور والرمال ، بينما سافر يحيى بن حكم الغزال من قرطبة في الأندلس والى هيدابي في الدنمارك على ظهر سفينة مخرت به أمواجا كالجبال ، رأى الموت بينها رأي عين ، ولكنهم رغم كل هذه الصعاب فقد هاجروا وكتبوا عما رؤوا وشاهدوا .
ولا بد لي أن أشير أخيرا الى أنني قمت بتصوير أغلب الصور التي ضمها هذا الكتاب بعد أن نزلت أماكنها وعشت فيها أياما ، لكنني استعرت البعض الآخر منها من محرك البحث (Google) وقد شكلت تلك الصور مصدرا مهما لمادة كتابي هذا بالإضافة الى المصادر من الكتب التي توزعت لغاتها على ثلاث لغات هي : العربية والسويدية والإنجليزية . أما صورة الغلاف فموضوعها سماء العاصمة الفرنسية باريس من خلال أشجار في حديقة معلقة ، تقع بالقرب من محطة قطارات ليون (Gare de Lyon ) الشهیرة ، وقد قام بتصويرها ابني الصغير سديد .
المؤلف
السويد في 1 / 1 / 2008 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل