فى مارس المنصرم نفذ الأطباء أضراباً عاماً فى جميع انحاء السودان لمدة 6 ساعات من أجل مطالبهم النقابية المشروعة والعادلة. وتقيدوا بتقاليد نقابتهم العريقة فى الربط الوثيق بين تلك المطالب، وتوفير الحد الادنى من الخدمات الطبية فى المستشفيات للمواطنين. وحفزت المكاسب التى حققها الأطباء بقية نقابات المهن الصحية، فرفعت الجمعية العمومية للتقانيين والمهندسين فى الأشعة التشخيصية والعلاجية مذكرة لوزير الصحة حول الأجور وتوفير الحد الادنى من متطلبات قسم الأشعة فى المستشفيات. ورفعت النقابة العامة للمهن الصحية والاجتماعية مذكرة مماثلة.
وتصاعدت واتسعت الحركة النقابية المطلبية بين قواعد العاملين خلال شهرى سبتمبر واكتوبر، فواصل اتحاد البياطرة تهديده بالاضراب مالم تلتزم الحكومة بتنفيذ المطالب التى تبلورت خلال ثلاث سنوات من المفاوضات والملاحقة والتسويف.
وتوالت الاضرابات احتجاجاً على تأخير صرف المرتبات والمتأخرات، وكان أوسعها الاضراب الذى اعلنه اتحاد نقابات ولاية غرب كردفان لثلاثة ايام. واتسعت اضرابات مماثلة فى بحر الغزال حيث تكرر التهديد بالاضراب من أجل صرف المرتبات،  وحرمان المعلمين من صرف الفروقات التى بلغت 400 مليون دينار. وفى واراب سار التلاميذ فى موكب منضبط الى امانة حكومة الولاية احتجاجاً على تأخير مرتبات المعلمين، وفروقات المرتبات للفترة  1997- 1999، وفروقات الهيكل الراتبى  2000 – 2003،  فتوقف المعلمون عن العمل واستشعر التلاميذ الخطر على مستقبلهم.
فى ريفى شندى نفذ معلمو مرحلة الأساس اضراباً لمدة خمسة ايام بسبب تأخير صرف المرتبات لشهرين متتالين. وفى ولاية القضارف دخل معلمو مرحلة الأساس اضراب مفتوح بسبب تأخير صرف المرتبات، وتسويف صرف فروقات الهيكل الراتبى البالغة مليارين من الجنيهات.
 تلك حصيلة موجزه للأضرابات فى الفترة من مارس -  اكتوبر 2003 -  وأهم ما تتسم به انها :
أولاً: مفروضة من القواعد النقابية بعد أن نفذ صبرها من الوعود والتسويف.
وثانياً: أنها تجاوزت نقابة المنشأة التى تجمع المدير والغفير، وعادت الى النقابة الفئوية بوصفها المبدأ وألأصل،  نقابة للعمال، تقابة للمهنيين فى كل مصلحة او مؤسسة.
 وثالثاً: أنها ليست بدعة مستحدثة، انما مواصلة لممارسة حق انتزعته الفئات الأولى لعمال السودان بعد اربع سنوات من الغزو الاستعمارى، حيث اضرب عمال مصلحة الغابات عام 1903 من أجل الأجور، وتبعهم عمال مشروع الفاضلاب الذين اضربوا عام 1907 من أجل شروط خدمة وأجور أفضل، ومن بعدهم أضرب عمال مزرعة التجارب فى طيبة عام 1910 من أجل السكن والغذاء وألأجور، واضطرت السلطات الاستعمارية ارسال قوة عسكرية لاخماد الأضراب.... وتوالت الأضرابات حتى اجبر العمال الادارة البريطانية على تقنين حق الأضراب عام 1948.
 ورابعاً: أنها اكدت قدرات العاملين على استرداد وانتزاع حقوقهم، بما فى ذلك حق الأضراب، كيلا يقال، يوما،ً أن حقوق العاملين استعادتها مشاكوس أو نيفاشا أو حكومة ذات قاعدة عريضة....

تحية للعاملين السودانين، تحية للعيد المئوى لأضراب عمال الغابات.

الخرطوم  7   نوفمبر 2003   

  سكرتارية اللجنة المركزية
   الحزب الشيوعى السودانى