الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل رؤية ناضجة لمستقبلنا الوطني

سلام خماط

2008 / 1 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد ابتعد السياسيون عن هموم المواطن وفصلوا أنفسهم عن قضايا شعبنا وخاصة الفقراء منهم ، حتى حولو خلافاتهم إلى حلبة صراع وتناحر فئوي وقومي ومذهبي والسبب في ذلك يرجع الى المحاصصة فبالرغم من أن الكل يعلم بأن هنالك شرائح واسعة لأنتمي إلى أي حزب أو تكتل سياسي وتمتلك من الطاقات والقدرات العلمية والإبداعية لكنها لم لم تأخذ موقعها الطبيعي ، لذا فأن الترشيح وفق قوائم فردية سوف يفسح المجال لها من ان ترشح الى عضوية البرلمان ، عندها فقط سوف تنحول إلى مجتمع ديمقراطي يعرف كيف ينتخب ويعرف كيف يصون نفسه بعيدا عن التشنجات الحزبية والطائفية .
وبناء على ما تقدم فأن الأغلبية من أبناء شعبنا تطمح بإيجاد إطار وطني يمتلك ثوابت ومزايا تمثل رؤية صحيحة تضمن تمثيل حقيقي لشعب على أساس القوائم الفردية وليس القوائم المغلقة التي تحمل من الأسماء أقل ما يقال فيها ما جاء في الآية الشريفة ( لو أطلعت عليهم ........ ) من هنا يكون السؤال هل إن مشاركتنا في الانتخابات آتت بالفائدة على جماهير شعبنا ؟ هذا السؤال طالما سمعناه وليس من الصعب الإجابة عليه بعد المستوى المتدني الذي مني به مجلس النواب وعدم قدرته في التأثير على القرار السياسي والذي يكاد إن يكون معدوما وذلك بسبب الغيابات المتكررة وعدم حسم أو الإسراع بمناقشة قرارات ومشاريع تهم الشعب ، في الحقيقة المرة التي لا يرد ان يسمعها ممثلو الشعب انهم حصدو على مكاسب مادية وخاصة الرواتب العالية وضمان تقاعد النائب الذي حصل عليه الأعضاء السابقين والذي بلغ 8 مليون دينار شهريا
رغم إن فترة دوامهم لم تتجاوز 72 ساعة .
من هنا وعلى ضوء التجربة السابقة فأني أرى ضرورة التفكير الجدي بصياغة اجندة وطنية وفق ثوابت تخدم المواطن وتبعد الضرر الذي لحق بالبنية السياسية والاقتصادية منذ سقوط النظام الدكتاتوري حتى ألان .
عندها فقط سوف نجد ان الناخب لن يمنح ثقته إلا للأشخاص الذين يتم اختيارهم بشكل صحيح ، وان العراقيين لديهم الوعي الكافي الذي يجعلهم إن يفرقوا بين الذرة والذره ( نبات ) بعد هذه التجربة البرلمانية الغير موفقة.
فعندما اسقط الأمريكان صدام ومعه الدولة بكل بناها التحتية أخذت النخب السياسية تتشاور في أمر هذة الدولة التي لم يكن لها مناص من إن يبنوها على أساس وحدتهم الوطنية ، لكن الحقيقة التي لابد من ذكرها انهم كانوا يتشاورون في امر حصص تقسم بينهم من هنا بدء الصراع وبدأت معه الخديعة والانشقاقات والسباق من اجل الامساك برقبة السلطة ومن بعدها برقبة الاقتصاد .
ان ما يجمع هذة الكتل على مائدة السلطة والقبول بهذا الشخص لرئاسة الوزارة او ذاك هو قيمة الحصة المقررة والمتفق عليها ، وفي حال نقص هذه الحصة ( ليست التموينية ) فأن الصراع والانقسامات والتحالفات سوف تستمر وقد وصف احد الظرفاء هذة الحالة بقوله ( وشكلوا ما طاب لكم من التحالفات مثنى وثلاث ورباع ......... )
ومع ان هذة الكتل تجتمع مع بعضها للدفاع عن مصالحها ومواقعها الا ان مظاهر التشتت بدأت واضحة فمن تجمعه تفرقه المصالح كذلك . ان أي سلطة في العالم سوف تنتكس اذا كانت مبنية على اساس النخب المتنافسة داخل نظام هش من الاليات الدستورية والعلاقات الشخصية والتناغم البيروقراطي ، كما ان أي نظام حكم يتكون من تكتلات سياسية لا يجمعها جامع ولا تجعل للوطن اولوية وتجعل للمصلة الحزبية او القومية او المذهبية الاولوية فهو نظام لا يمكن ان يستمر .
ان البراغماتية جعلت من البعض ان يتعارض ويتقاطع مع ايديولوجية النظام المعلنة بالرغم من تبوءه المنصب المعروف
في هرم السلطة ، وان تناقض المصالح بدأ بين اطراف العملية السياسية وهو في حقيقته احد مظاهر المسيرة الحتمية للتغير ، فطلما سمعنا تصريحات لبعض المنضوين تحت قبة البرلمان بعد أي تشكيل جديد او الاعلان عن تيار سياسي جديد يقول : ان هذا التيار سوف يضم معظم الاطراف السياسية التي تنأى بنفسها عن المحاصصة الطائفية وا لعرقية، وان هذة التصريحات هي تصريحات مثيرة للسخرية .
ان فقدان الانسجام بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بسبب الماحصصة الطائفية اصبح معيار في توزيع المناصب
مما فرض صيغة عمل غيب الكفائات واتاح الفرصة لمن ركب زورق الطائفية للوصول الى مراكز متقدمة في سلم الدولة
من هنا استطيع ان اختم مقالي هذا بالقول : اننا جزء من هذا الجرح النازف وهذذا الوضع المؤلم وعلى هذا الاساس يجب ان نكون رؤية ناضجة لمستقبلنا السياسي والوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب