الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بين الحلم والواقع

محمد زكريا السقال

2008 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هذا هو عنوان الندوة التي أقامتها الجمعية السودانية الألمانية للثقافة والديمقراطية والتنمية
بتاريخ 20 / 1 / 2008 وفي مقر الجمعية الذي غص بحشد من الأخوة السودانيين والعرب ، من سوريا ، وفلسطين ، ولبنان والجزائر ، ممثلين عن مؤسسات وجمعيات تهتم بالثقافة والديمقراطية .صحيح ان القاعة كانت من الصغر أقل من أن تتسع لهذا العدد ، ولكن حميمة ما ، ودفء خاص عم المكان حيث قدم .
د . حامد فضل الله رئيس الجمعية ، المستشار الإعلامي لسفارة جمهورية السودان / ألمانيا .
د . يوناس بول دي مانيال
حيث تحدث عن اتفاقية نيفاشا التي أنهت الصراع المرير الذي عاشه الشعب السوداني . سنوات من الحروب الداخلية، أودت بالكثير من الأرواح والكوارث قد يكون التهجير والدمار أقلها، إذا ما قيس بالخسائر البشرية.
بتاريخ 9 / يناير 2005 وبعدما أدرك أطراف الحرب الداخلية في السودان عدم جدوى الحرب ، و نتيجة تدخل أطراف خارجية ، خرجت للنور اتفاقية نيفاشا التي وقعت بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ، منهية بذلك صراع دامي استمر عشرات السنوات ، الإ أنه وفي الذكرى الثالثة لهذه الاتفاقية فإن المواطن السوداني مازال يعيش هواجس الحرب ومازالت الفتن والخلافات تنهش بالجسم السوداني ، ولم يخلق السودان الجديد ، ولم ترسى دعائم مجتمع مدني و لم تخلق تنمية ، ولا حراك يستطيع يفضي لوحدة السودان التي ينشدها السودانيون .
ضمن هذا المناخ جاءت محاضرة الدكتور يوناس لتؤكد ، إن الاتفاقية إذا ما قدر لها أن تأخذ طريقها للتنفيذ فإنها كفيلة بتحقيق سودان موحد قادر على الحياة والتنمية ، مؤكدا أن البنود والنصوص التي اتفق عليها تشكل إجابات حقيقية على المشاكل التي يعيشها السودان إلا أن هذه النصوص تبقى إطار جاف ولا حياة له إذا افتقد الإرادة والانخراط العملي في هموم السودان حيث المعترك العملي يشكل الميزان والترمومتر لصحة وخطأ اجتهادنا إذا ما افترضنا أن الاتفاقية هي اجتهاد السودان والشركاء الذين أدخلوا على خط التوترات التي نعيشها .
الدكتور يانس كان يتحدث بدبلوماسية ذكية يقدم السودان للسودانيين مفترضا أن الهم السوداني يشكل حالة تعاون وانخراط عملي للجميع ، وأدار حوارا رائعا كان فيه فوق التناقضات وفوق العصبيات الضيقة ، وكان حريصا على أن يقول هذا وطننا كل معني به وكل له الحق بالتعبير عن هواجسه وقلقه ، لم يرفض النقد ، ولم ينحز لطرف مقابل طرف ، استمع بهدوء المسئول ، الذي يريد أن يقف على جذر القضية لحشد توافقاتها وتقاطعاتها من اجل سودان جديد .
وكان الجمهور منغرسا بهموم السودان الوطن ، كان الجميع بكل أطيافهم يدلون بالأسئلة الجارحة أحيانا ، ويعبرون على اختلافاتهم بشفافية عالية ، واجهوا بعضهم بصدق وتحدثوا عن هواجس ومخاوف حقيقية ، الشمالي ، الذي يرتاب بحركة الجنوب التي لا تطمئن ، والجنوبي الذي تنتابه مشاعر الظلم والاضطهاد والتهميش ، جميل كان الحوار ، ورائعون كان السودانيون ، والجو ألحميمي الذي خلقته حدة الحوار ، وإدارة الجلسة الذكية التي أدارها الدكتور حامد فضل الله الذي أعطى الأسئلة لمجمل الطيف السياسي وتحمله للتجاوزات والإطالة الغير مملة من السائلين أكد على حيوية هذا الشعب ، وفرز عمق الدفء الإنساني الذي يمتاز به الشعب السوداني الشقيق .
كثيرا ما كنت أتخوف على السودان ، وعلى الحروب الداخلية التي زج بها هذا القطر القارة والذي يحتوي على ثروات ضخمة ، ولكنها مهدورة ، ثروات تأكد إن أهمها هو الإنسان السوداني ، السوداني المجبول على الدفء والحب ، كيف قدر له أن يتمزق وتثار به هذه النعرات والأدواء أدركت هنا كم هو بشع هذا الاستبداد الذي عم المنطقة العربية ، وكم هو مجرم بحق شعوبنا ومقدراتنا ، وكم جلب علينا من كوارث وحروب وأمراض ، كما جعلنا نهبا للمراكز العالمية . كان مساء سودانيا جميلا ، ويبشر بخير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تدخلت أمريكا عسكريًا في عملية إسرائيل لإعادة 4 رهائن؟


.. مراسلنا: قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سك




.. حزب الله يعلن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود إسرائيليون في


.. الاتفاق الدفاعي بين الرياض وواشنطن يلزم السعودية بتطبيع العل




.. رئيس معهد أبحاث الأمن القومي: الضغط العسكري سيؤدي إلى مقتل ا