الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنابوليس: مؤتمر حرب

ميشال فارشافسكي

2008 / 1 / 23
القضية الفلسطينية


بينما يسعى الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إبراز أن حصيلته الدولية غير سلبية مائة بالمائة، لا يبدو ان ثمة شيئا ملموسا قد يخرج من قمة انابوليس حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. شاركت عشرات الدول، منها في آخر لحظة سوريا.





طبعا خاب أمل بعض السذج الذين كانوا يعتقدون ان مؤتمر أنابوليس قد يكون اجتماع عمل لدفع السلم بين الإسرائيليين والفلسطينيين ُقدما. مع ذلك كان يكفيهم الإنصات إلى تصريحات الوزير الأول الإسرائيلي ايهود أولمرت. فقد كان هذا الأخير، طيلة شهر نوفمبر، يعد تحالفه الحكومي بأن أي موضوع متصل بجوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يوضع على جدول الأعمال، وبأن الإدارة الأمريكية ضمنت له ألا يكون ثمة سوى اعلان نوايا غامض ورزنامة ... يعاد فيها النظر فورا.

وعلى سبيل الرزنامة، وعد الرئيس بوش، مرة أخرى، بأن اتفاق سلام نهائي ( كذا) بين الإسرائيليين والفلسطينيين سيوقع قبل نهاية رئاسته، وأن المفاوضات ستبدأ في أقرب وقت تحت رقابة الرئيس السابق لهيئة الأركان الأمريكية، وهذا بحد ذاته برنامج كامل. أما إعلان النوايا فقد كاد يخلو من توقيع الرئيس الفلسطيني بفعل فراغه من أي مضمون. ولم يوافق هذا الأخير على توقيع الوثيقة إلا تحت الضغط وبعد تعديلات طفيفة.

ولم يخطئ سكان الأراضي المحتلة الفلسطينيون حقيقة ما يجري: تظاهروا بكثافة في غزة ونابلس ورام الله ضد الوثيقة وضد رئيسهم، الفاقد للاعتبار على نحو غير مسبوق. ولم يتأخر رد فعل هذا الأخير على المظاهرات، حيث أدى القمع إلى سقوط زهاء مائة جريح وقتيل واحد بالخليل. يبرز هذا القمع، علاوة على تشكيل وحدات عسكرية مدربة، بمساعدة أمريكية وإسرائيلية، لا لمحاربة المحتل بل لقمع المعارضة ولتعلم العبرية ( كذا)، درجة انحطاط ما تبقى من السلطة الفلسطينية، التي أصبحت قوة مساعدة للإسرائيليين.

لكن من الخطأ اختزال قمة انابوليس في مجرد عملية علاقات عامة للرئيس الأمريكي. فهي في الواقع مؤتمر حرب حقيقي ضد الذين لم يُستدعوا: حماس، وإيران، ولبنان، وحزب الله. هذا لأن الحرب، والأمر يستدعي التذكير، ماثلة على جدول أعمال الإدارة الأمريكية المحافظة الجديدة و خدامها بالشرق الأوسط. انتهت الجولة الأولى، بلبنان، إلى إخفاق، لكنها مؤجلة فقط و يجب أن تجري قبل أن ُيخلي بوش مكانه بالبيت الأبيض. تعاهد المشاركون بانابوليس على القيام بأدوارهم في حربهم الصليبية ضد الإسلام: الأمم المتحدة بافغانستان، و إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، وبمساعدة فرنسا بلبنان، وعباس وإسرائيل ضد حماس، والمملكة السعودية تقوم بدور الممول الكبير.

لقد أقنعت زيارة الولاء التي قام بها ساركوزي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، في الصيف الماضي، المحافظين الجدد بأن فرنسا ستقوم بدورها كاملا في هذه الحرب، وانساق برنار كوشنر أكثر من اللازم مع ذوق السيد لما أطلق تصريحات احترابية صريحة، أججت غيرة اشد المتعصبين من أنصار صدام الحضارات. يبدو الاتحاد الأوربي حاليا مربوطا بصلابة إلى الأسطول الأمريكي وأهدافه الحربية. إن الكرة الآن بمعسكر الحركة الأوربية المناهضة للحرب، وقدرتها على إيقاظ رأي عام يبدو غير مدرك بعدُ لما سيُدعى لتحمله من تكاليف إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية مهاجمة إيران.

6 ديسمبر 2007

من القدس

المصدر : أسبوعية Rouge عدد 2230 ، 6 ديسمبر 2007
تعريب جريدة المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل