الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوتان مباركتان ولكنهما يحتاجان الى مبادرة عملية

عبد العالي الحراك

2008 / 1 / 23
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


دعى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الاستاذ حميد مجيد موسى وامين عام الحزب الوطني الديمقراطي العراقي الاستاذ نصير الجادرجي والامين العام للحركة الاشتراكية العربية الاستاذ عبد الاله النصراوي وآخرين , من خلال تصدرهم لقائمة الموقعين على الدعوة الى (دولة عراقية ديمقراطية مدنية )ومعهم مئات ان لم يكونوا آلاف من العراقيين المخلصين , الداعين الى قيام مثل هذه الدولة التي ينشدها ويستحقها العراقيون . وهي دعوة مخلصة يحتاجها الشعب العراقي ولكنها بحاجة الى خطوات عملية ومبادرات فعلية من قبل اوائل الداعين اليها , كي يثبتوا للعراقيين حسن النوايا وصدق الاهداف وعودة الثقة بين اطراف اليسار اولا والاطراف الوطنية الديمقراطية ثانيا . لان الدولة الديمقراطية المدنية تبنيها قوى اليسارالموحدة او المتفقة على برنامج عملى وطني ديمقراطي مدني , مع القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى , بعد الاعتراف بالآخر وعدم احتكارالحقيقة للذات , والتنازل عن بعض المواقف المنفردة المتشنجة من كل الاطراف والتوجه الى هدف اولي ومركزي في المرحلة الراهنة وهو الديمقراطية الحقيقية . واولى الخطوات العملية التي يجب ان يتخذها سكرتير الحزب الشيوعي العراقي هي المراجعة الواقعية والتحليلية للعملية السياسية وكيفية مشاركته فيها , و نقد نتائجها بشكل علمي جريء وايجاد البديل لها الكفيل بقيام دولة ديمقراطية مدنية , ثم دعوة اطراف اليسار جميعا و بكل تواضع واحترام وبأسماء احزابهم وكتلهم وشخصياتهم , كدليل لأمتلاك التاريخ النضالي والسمعة الطيبة و لأستيعاب وفهم الآخر , ولسعة الصدر وحسن النوايا , للمناقشة والحوار وليستمر ما يستمر , ولا مانع من ان يحافظ كل تنظيم او تكتل على افكاره وبرامجه الحزبية والتنظيمية ان اراد , دون اثارة الامورالايديولوجية الخلافية وهي ثانوية في هذه المرحلة الوطنية العامة, بل العمل ضمن برنامج وطني مشترك عام لأقامة دولة ديمقراطية مدنية تشترك فيه جميع القوى السياسية والشخصيات الوطنية والديمقراطية والليبرالية العلمانية , مستثنيا قوى الاسلام السياسي , لأنها قوى ليست مدنية في الاساس ولا تؤمن بالديمقراطية , الا لتحقيق اهدافها الطائفية كما تفعل الآن.
دعوة مباركة اخرى تأتي من الاستاذ رزكار عقراوي , حول ضرورة العمل المشترك من اجل تحالف يساري ديمقراطي علماني في العراق , الذي يصب في بناء الدولة الديمقراطية المدنية المنشودة , التي اساسها وقاعدتها قوى اليسار والوطنيين الديمقراطيين , الذين يتوجب عليهم العودة الى طريق النضال مع الشعب , وهم لم يضعفوا بسبب سيطرة قوى الاسلام السياسي على الاوضاع في العراق بعد الاحتلال , بل بسبب مشاركتهم في عملية سياسية طائفية متخلفة , لم يستطيعوا التأثير الايجابي في مجرياتها , فجمد نشاطهم وتركوا كوادرهم والشعب في حيرة.
الآن اثبتت الأحداث وخلال الخمسة سنوات الماضية بأن القوى الدينية قد فشلت في الحكم والسلطة , والساحة مفتوحة لقوى اليسار والديمقراطية , والوضع مهيأ لان تبدأ حركتها وتنظم صفوفها دون مضيعة للوقت, ودون انتظار تحالفات سياسية مؤقتة غير متجانسة لا يجمعها برنامج مشترك , وانما لأهداف انتخابية صرفة . بل بالعكس التحالف بين قوى اليسارالان يجب ان يشمل البرامج الانتخابية القادمة والتهيئة لها بشكل اشمل وافضل.
لا يفيد في شيء التعصب التنظيمي , فلكل شخص الحق في الاعتزاز بعمله ونضاله , خاصة عندما ينتقل ذلك التنظيم السياسي المعين الى موقع افضل في النضال وثقة امتن بالشعب. اما البقاء معزولين عن الشعب وهمومه و منعزلين عن بعض , كل يناجي ماضيه و تراثه النضالي ولا شيء في الحاضر ملموس ان لم يكن سلبيا وسيئا, فسيؤدي الى الفشل ان لم يكن الفشل بعينه.
ان القوى السياسية التقدمية التي اقتنعت اخيرا, بضرورة العمل المشترك من اجل بناء الدولة العراقية الديمقراطية المدنية , وهي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحركة الاشتراكية العربية وآخرين , عليهم ان يدعوا علنا الاحزاب والكتل الوطنية الاخرى في الداخل والخارج و الشخصيات السياسية والثقافية المستقلة , لان تدعم مشروع الدولة الديمقراطية , وهنا تخلق الحركة وينبعث النشاط الذي غاب عن حركة اليسار. لقد خرج اليمين الديني من الحسينيات والجوامع الى السياسة واخذ يعبث بحقوق الشعب وخيرات الوطن , بينما دخل اليسار في مكاتبه الحزبية والرسمية بعيدة عن الجماهير وهي مكاتب ليست ثوبه وليست خاصيته.
التجارب العالمية في اتحاد اليسار منتشرة الان في انحاء العالم وخاصة اوروبا . فهذا اليسار الايطالي مثلا , الذي كان رائد لليسارفي اوروبا, خلال حقبة ما قبل سقوط الاتحاد السوفييتي يتحد الان ويوحد صفوفه في ما يسمى ب ( اتحاد اليسار الايطالي) الذي يتكون من الحزب الشيوعي الايطالي- اعادة البناء وحزب الشيوعيين الايطاليين المنشق عنه بسبب الموقف من الاحداث في يوغوسلافيا السابقة وتدخل حلف الناتوعام 1996, وحزب الخضر الايطالي , ومجموعة جديدة لليساريين الايطاليين انشقت عن (حزب اليساريين الديمقراطيين) بسبب تشكيل الاخيرللحزب الديمقراطي الايطالي الذي اعلن عنه في منتصف شهر تشرين الاول من العام الماضي.
اذن هناك خطوات وتجارب في العالم حول اتحاد اليسار, والخروج من حالة التشظي والاحباط ومسك زمام المبادرة والعودة الى الساحة من جديد , فهي لا تحلو الا على ايدي اليساريين المخلصين. وليتحد يسار العراق ليوحد شعب ووطن العراق . عبد العالي الحراك 21-1-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النائب عن تحالف اليسار ديفيد غيرو: سنعرض مرشحنا لشغل منصب رئ


.. نائب المستشار الألماني يرحب بفوز اليسار على أقصى اليمين في ا




.. بعد الانتصار.. معركة جديدة في صفوف اليسار الفرنسي؟


.. نتائج التشريعيات في فرنسا: احتفالات أنصار اليسار وخيبة أمل ا




.. ما ردود الفعل في موسكو على هزيمة اليمين المتطرف في تشريعيات