الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوس -قصة قصيرة -

إبراهيم الحسيني

2008 / 1 / 23
الادب والفن


عند جامع البكري , الذي يقع علي أطراف القرية , في الوقت بين المغرب
والعشاء , كان الأولاد – الصبيان والبنات – يلعبون ألعاب الليل لا النهار , يثيرون التراب والغبار خلف أقدامهم , وهم يركضون هنا وهناك , يختبئون فرادي في الغيطان – وسط كثافة الظلمة ونقنقة الضفادع وهسيس المزارع – وخلف أسوار الدور الكبيرة , التي يقطنها كبار القوم وأسياد القرية .

نهضت سعدية من مرقدها , ذهبت إلي دورة المياه , تأملت جسدها الذي جف وتيبس , وكاد يتشقق , لمحت طيف حمدان الغائب في بلاد الناس البعيدة , وكانت تشعر بالبرد والقشعريرة .
قالت سعدية لنفسها :
يا رب يا واهب الأرزاق , رجع لي جوزي الغايب في بلاد الناس البعيدة .
بالت ثم اغتسلت , وعادت إلي مرقدها مرة أخري , وكانت لا تزال تشعر بالبرد والقشعريرة .

تسلل الولد زكريا , اقترب من البنت عفاف , لف ذراعيه حول خصرها , خلف سور جنينه الحاج متولي عبد الحق , همس في أذنها بكلمات قليلة , انطلقا بعدها إلي كوخ مهجور , في قراريط حمدان بن عبد الرحيم التي بارت وتشققت .

شق ضوء السيارة – المحملة بالشنط والكراتين – جدار الظلمة السميك .
سمعت سعدية , وهي في مرقدها , طرقات سريعة ومتلاحقة , فنهضت , فتحت المزلاج , وهي تتثاءب .
تأملت وجه الغريب الذي قال , خافضا رأسه : لقد سقط حمدان هناك تحت البلد وزر .
وقال : وكانت تلك حقائبه وأوراقه .
وناولها رزمة من الأوراق المالية ..
وغاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر