الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا أصحاب ضمير أو عقل

عمار ديوب

2008 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إن الجرح النازف في غزة،ليس أول مرة تسيل منه الدماء.بل هو جرح لا يلتئم إلا لكي ينفتح من جديد،وهو الآن يتحوّل إلى مضاعفات قد تصل إلى أمراض لا يعرف كيف الشفاء منها.
قتل غزة بمن فيها هي إحدى نتائج زيارات العم سام.وهي نتيجة وضع مأساوي تتقاسم أسبابه فلسطينياً حماس وفتح.حيث لم تكونا على مستوى المسئولية التاريخية أمام الشعب الفلسطيني .هذا الشعب المجاهد.لقد غرقت الحركتان في وهم السلطة.فكان جهادهما غير مقدس ،جهاد الوصول إلى السلطة.والاحتفاظ بها وبأي ثمن..إسرائيل استغلت هذا الانقسام وتلك الزيارة الامبريالية للرجل النبيل!من اجل سياسات خاصة بها،وتحتاج إلى كثير من التحليل،ولكن ما سمح لها بذلك، فلسطينياً ما أشرت إليه.
الوضع لا يحتمل،وسيكون إلى سابق عهده-العهد الإسرائيلي المطلق-إن توقفت مرحلياً والآن إسرائيل عن الإغلاق والقتل. وبالتالي وكي لا نكون بلا عقل لا بد من التفكير بكيفية خلاص الشعب الفلسطيني بعد إفلاس حركته المجاهدة حماس وحركته الوطنية فتح.
هذا الأمر يتطلب من كل ثوري أن يفكر فيه.الآن كما منذ أن بدأت اتفاقيات السلام الاستسلامية.كان على الثوريين إعادة تأهيل أدمغتهم ثورياً لا مصلحياً،والتخلص من أوهام المشاريع الشخصية العديمة المعنى ما دامت على حساب تضييع الأصل.أي العمل من أجل فلسطين كدولة ديمقراطية علمانية لكل الفلسطينيين ومن يعينه الأمر من اليهود.الوضع الفلسطيني يتطلب من هؤلاء كشف مؤامرة هذه السلطة الفلسطينية بكونها سلط لا تهتم إلا بمصالح قادتها وتوزع شيء منها إلى كوادرها.الذين عليهم التنبه إلى خطورة مشاريع القتل لهم ولحساب القادة وللأسف.
وما نشاهده من تمسك بالشرعية العرجاء هو ما تستغله إسرائيل لدك الشعب الفلسطيني وإعمال الذبح فيه.
نعم،يجب الانتباه،وكفانا كلاماً عن إسرائيل فقط،فهي-وهذه من المسلمات –دولة صهيونية عنصرية لا يهمها إلا خدمة الفئات الصهيونية فيها والدول الداعمة لها وتحديداً سيدتها أمريكا.وطبعاً الكلام على الصهاينة من الإسرائيليين.
انتبهوا:التاريخ لا يرحم.أطفال غزة يحتاجون الحليب والدواء والطعام.المرضى بحاجة لمستلزمات علاجهم وإلى المشافي.الشيوخ لا يمكن إيقاف أدويتهم.الناس لا تعيش بدون طعام أو دواء.الشتاء لا يمكن مواجهته دون مازوت أو كهرباء.الصناعة الزراعة الحياة،لا يمكن أن تستمر بدون كهرباء ومازوت .فقراء غزة يعانون من كل ذلك ومن القتل الصهيوني القذر.
الآن لم يعدْ يكفي القول: بأننا ضد،وضد.أو الدعوة إلى اجتماعات مجلس الأمن أو الأمم المتحدة.أو جامعة الدول العربية المثيرة للغثيان.العرب الفقراء يجب أن يستلموا زمام حياتهم،وهذا ما يطرح مجدداً مسألة مستقبل الشعب الفلسطيني،ويطرح مجدداً موقف مسئول من السلط العربية والفلسطينية.فلا خلاص دون الخلاص من هذه السلطْ.
العاطفة ليست الوسيلة الوحيدة أو الصحيحة للتفكير ،وهي ضرورية وبدونها نصبح بلا وجدان أو حس أو حب ولكن العقل هو هو الذي يدلّنا على أن زمان البشر لا بد أن يبدأ وعلى طريق الخلاص ويوظف العاطفة في هذا العمل.
البشر يمتلكون زمانهم بامتلاكهم المعرفة القادرة على تخليصهم من مستنقع الأنظمة العربية والمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
هذه المعرفة هي الوعي الحداثي العلماني والعلمي الذي بُدأ به طريق الخلاص من خلود الطبقات والاستعمارات والفقر والإذلال والديكتاتورية. هذه المعرفة مجدداً لا بد للعرب من امتلاكها ليس بالجزء بل بالكل وإذا لم يفهموا ضرورة العيش في الحاضر ومن خلال هذا الوعي لن يعيشوا في الحاضر ولن يكون لهم مستقبل ولن يمتلكوا الماضي الناصع بأي معنى من المعاني.
غزة كما فلسطين كما فقراء العرب سيعانون بدون توقف إن لم يملكوا بأيديهم مصائرهم ودولهم ومستقبلهم.هذه حكمة التاريخ للخلاص من الانتقاص لأي حق من حقوق البشر وأولها جلاء المستعمر ونيل الحريات العامة.
أخيراً وفي ظل ما نحن به، وما تعيشه غزة وعموم الشعب الفلسطيني ،لا يمكن القول عن أنفسنا إلا بأننا لسنا أصحاب عقل أو ضمير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش