الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكنيست كقاعة لأفراح الأثرياء..!

أمجد شبيطة

2008 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



*اليوم مؤتمر هرتسليا.. وغدا؟! * ربما..عرس العبد ابن أبو العبد كلفتة طيبة لـ "توطيد العلاقة مع أبناء الأقليات"؟! * شرفونا، سايق عليكو الله تشرفونا.. بس كذب! أبو العبد مش ذنب لكديما! دايمه..*
الكنيست، وهي السلطة التشريعية في البلاد، كانت أمس الأول على موعد مع حدث تاريخي، حدث جلل مجلجل..
الكنيست، نعم نعم السلطة التشريعية ، "منحت" قاعة المؤتمرات في مبناها القابع في القدس الموحدة لمنظمي مؤتمر هرتسليا، وهو المؤتمر الهام، مؤتمر ذوي الياقات البيضاء والجيوب المناطحة للكروش انتفاخا وخَـ..
داليا إيتسيك رئيسة الكنيست، وإيال يانون سكرتير الكنيست، هما صاحبا الفكرة، أو على الأقل هما من عبرا عن موقفهما المساند لها إعلاميا، قالت إيتسيك إن "إحتضان مؤتمر هرتسليا يعيد إلى الكنيست مكانتها ويعيدها حلبة للنقاش الجماهيري.."
وداليا إيتسيك، مضيافة تفهم بالأصول، ولديها شرط "إن أردتم أن تفتتحوا المؤتمر في الكنيست، بشكل احتفالي بمناسبة العام الـ 60 لتأسيس الدولة، فلدي شرط وهو أن تكونوا في ضيافتنا يوما كاملا، وأن تجروا كل دراسات هذا اليوم في الكنيست!"
سايق عليكو الله، ما بتروّحو غير بعد الغدا، وما تشربو إسبرستكو.. أقسمت داليا!

**
داليا إيتسيك تريد أن تعيد الكنيست إلى الأضواء، تريدها أكثر "ريليفانتيةً" بين الجمهور. فأين هي المشكلة، لمَ الانتقاد ولماذا تركب إيتسيك رأسها فتؤلمها؟!
النائب حاييم أورون (ميرتس) توجه إلى إيتسيك، بصفته رئيسا للجنة الأخلاقيات البرلمانية مطالبا إياها بالعدول عن خطوتها بمنح القاعة لجهة خاصة، لكنها "طنّشته"، وأما الطوشة فقد أجّلتها، توفيرا لجهودها أمام خصمتها اللدودة شيلي يحيموفيتش.
شيلي بعثت برسالة إلى داليا تقول فيه "بدلا من مواجهة الهبوط الذي تعيشه الكنيست، يُدخلون الهبوط إلى الكنيست" داليا ترد "بالعكس، فهذا ما سيعيد إلى الكنيست مكانتها"، فتضيف شيلي "وهذه خدمة لأصحاب رؤوس الأموال" لترد داليا بتعابير وجهها المتأففة دوما: "ما هذا النفاق فمن المعروف بأن الفقراء لا يتبرعون للجمعيات!"


**

النائب روبي ريفلين، والذي ألغى مشاركته في المؤتمر احتجاجا على افتتاحه في الكنيست وضع النقطة على الحرف حين قال بأن استقبال الكنيست لهذا المؤتمر وتصريحات داليا إيتسيك، تثبت بأن مؤتمر هرتسليا أصبح أهم من الكنيست.
وهذه هي الحقيقة: الكنيست باتت بحاجة إلى رعاية هذا المؤتمر وغيره من مؤتمرات الأغنياء لاسترداد بعض اعتبارها، فلا ثقة للجمهور لا بالكنيست ولا بأعضائها، بل حتى لا ثقة لأعضاء الكنيست بالكنيست.
أما من بدأ هذا المشوار بشكل سافر فهو رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون، الذي اختار الإعلان عن خطته بفك الإرتباط عن قطاع غزة في أحد هذه المؤتمرات بدلا من الكنيست.
هذه المؤتمرات، ومن يقف من ورائها من أصحاب رؤوس الأموال، هي التي تحدد السياسة في الدولة.


**

إذًا، فداليا إيتسيك تريد رد الإعتبار للكنيست، مش هيك؟! ما دام الأمر هكذا، وبحسب نفس المنطق، فمن غير الغريب أو المستهجن أن تنظم إيتسيك إياها، في الصيف القادم، مؤتمرا صحفيا تعلن من خلاله عن السماح بإقامة حفل زفاف لأحد أبناء الأقليات في باحة الكنيست، نظرا لما تشهده القاعات من ازدحام عشية شهر رمضان المبارك، وحينها ستقول إيتسيك بأن هذه اللفتة النبيلة جاءت لرفع رصيد الكنيست بين أبناء الأقليات، ولكن القليل من البحبشة سيكون كفيلا بالكشف بأن سعيد الحظ هو بمحض الصدف لا سواها إبن أو ابن شقيق أو ابن خالة ابن عم أحد كبار مقاولي الأصوات لـ "كديما"..
بالصدفة طبعا، وما غريب إلا الشيطان!


**

ولكن على ماذا كل هذه الضجة؟!
المحللون لا يستبعدون أن تكون هنالك علاقة بين قرار إيتسيك هذا وبين دعم بعض الجهات الواقفة خلف مؤتمر هرتسليا لحزب كديما وبعض رموزه، أي "حكّ لي أحكّ لك".. يعني، ما دمنا نعلم بأن هؤلاء الأغنياء يملكون أكثر من صوتهم العادي في الإنتخابات ولديهم القدرة على تثبيت قادة وتطيير آخرين، فلماذا نستكثر عليهم إحدى القاعات لبعض الساعات؟!
عاشت قشة الجمل، عاش الفرق الطفيف! وتسقط الأخلاقيات الرأسمالية!
تقرير: أمجد شبيطة*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قررت مصر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا في هذا التوقيت؟ |


.. بيسان ومحمود.. أجوبة صريحة في فقرة نعم أم لا ??????




.. دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو/أيار


.. -مطبخ مريم-.. مطعم مجاني ومفتوح للجميع في العاصمة اللبنانية




.. فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان