الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآصرة الأسرية هي الحبل السرّي للعائلة المتماسكة

لبنى الجادري

2008 / 1 / 24
العلاقات الجنسية والاسرية


كلنا يقدس الترابط الأسري والتماسك بين أفراد الأسرة الواحدة ، والطموح نحو الحفاظ على شكل الأواصر الأسرية بين أعضائها ، والغالبية تسعى نحو تقويتها ، فهي سنة الحياة البشرية وصفة من صفات الأنسانية .
إلا أن هذه الأواصر قد تتعرض لبعض الظروف الأجتماعية ، نتيجة التغيرات السريعة في الحياة الأقتصادية والبيئية المحيطة بالأفراد ، فتصاب هذه الأواصر بالضعف والتراخي وحتى الأنفصال ، في ظروف قد يستغرب لها أصحابها ، فيتسائلون عن السبب الذي جعلها تصل الى مرحلة الخطورة ، وتدخل في حيز الحالات الحرجة .
إننا لا ننكر تأثير العوامل الخارجية على الأواصر الأجتماعية بين الأفراد مع بعضهم البعض من جهة ، وعلى علاقتهم كأفراد إجتماعيين مع آخرين من جهة أخرى.
وندرج أدناه بعض العوامل التي قد تسهم في ضعف الأواصر الأسرية وانحلال الروابط فيما بينها وأرجاعها الى عواملها الأولية ،
1- ضعف العامل الأسري : إننا نعطي أهمية كبيرة الى طبيعة العلاقات التي نشأ فيها الآباء ، وانعكست بالتالي على الأبناء من خلال التعامل معهم .. فنحن نعلم ، أن الأب يأتي غالبا من بيئة قد تختلف عن بيئة الأم الأجتماعية والثقافية ، فنجده يتبنى أحيانا بعض الأفكار التي تعتبر محرمة لدى عائلة الأم ، لكونها من بيئة ومجتمع لا يرضى بهذه المباديء ، كتحميل الأم مسؤولية تربية الأولاد وأعتباره واجبها فقط .
فكثير من الآباء يلقون اللوم على زوجاتهم ، إذا ما ظهر لديهم إبن شاذ في تبنيه مواقف تختلف عن مواقف الأهل .
كما أن أحترام الزوجين للحياة الأسرية ، وإعطاء الوقت الكافي للأسرة ومتابعة الأبناء وتوجيههم عند الحاجة وبأستمرار ، سيقوي علاقات الأسرة ويزيد من قوة الآصرة التي تربطهم .
إن أقتطاع وقت كاف ٍ للأسرة والأبناء ، هي من أهم الواجبات وأقدسها ، إذ أن بناء الأسرة ، عملية صعبة وتتطلب جهدا ومثابرة وسعي مستمر ، ولا تميل الى الكسل والتباطوء ، .. فدقيقة من التأجيل في حق الأسرة سترغمك لبذل الكثير من الوقت للتعويض عنها !

2- تدني العامل الثقافي : تزداد الأواصر الأسرية قوة ولا تقبل التفكك ، عندما يكون الأبوان على مستوى جيد من الوعي الثقافي ، وعلى قدر كاف ٍ من المسؤولية تجاه تربية الأبناء وبناء الأسرة ، فالأسرة لا تبنى بمجرد توفير السكن والمأكل ، بل هي عملية تطورية تستمر بأستمرار تواجد الأفراد داخل هذا المسكن ، لذا تقع على عاتق الأب المثقف مسؤولية التوجيه ، وعلى الأم المثقفة كيفية أستيعاب هذا التوجيه وتفسيره للأبناء .

3- التكيف : قد تتعرض الأسر الى التغيير المكاني ، كالهجرة أو السفر المؤقت ، أو الأنتقال من مكان الى آخر ،.. هذا الأنتقال بأنواعه قد يعرض الأفراد داخل الأسرة الى تجارب جديدة وتعرّفهم الى حالات مجتمعية جديدة تتطلب من الأسرة تقديم التفسير والشرح للأبناء ما داموا تحت رعاية الآباء .

4- العامل الأقتصادي : وهو من العوامل المهمة والضرورية التي لها القدرة على توفير كل ما يلزم الأسرة وتزيد من أمكاناتها وطموحاتها نحو التكاتف والعمل نحو الأفضل .

5- قوة العامل الديني : وهو من أخطر العوامل وأشدها تأثيرا ً ، سواء ً كان هذا التأثير سلبيا أم كان إيجابيا ً . إذ أن التشدد الديني قد يحطم الأواصر الأسرية ، فقد يحارب الشخص المتشدد أهل بيته ، فيراهم بمنظار آخر غير الوضع الذي هم عليه ، فتتوفر بذلك فرصة لتحطيم الآصرة الأسرية ، ناهيك عن عمق هذا التشدد الذي قد يحطم أواصر الفرد مع مجتمعه .
وعلى العكس من ذلك ، فقد يسهم التمسك الديني الصحيح بما يؤمن به الفرد وما يراه ، في تقوية الروابط الأسرية وتثبيت القيم الصحيحة التي تزيد من قوة الآصرة الأسرية التي ستتدعم حينها بوصايا الأحترام والتآخي والسلوك الأنساني النبيل الذي توصي به الأديان ، .. فالدين ، سلاح ذو حدين ، فمن الخطر المميت اللعب به ، ومن الكفر المقيت تجنبه ، وهو وسيلة فعالة للدفاع عن آدمية الأنسان ورقيّه ِ .
إن التربية الحقة في نظري ، هي التربية القائمة على الشرح اليومي المستفيض المشبع لعقلية الأفراد والحديث الذي يتضمن السبب والنتيجة ، .. الخطأ وتصحيحه ، الصدق وتمييزه عن الكذب ، والرغبة في السمو والتعالي عن صغائر الأمور والتحليق في سماء الفضيلة ، هذه السمات تحمي حاملها أينما ذهب وأينما يكون .
لذا ، فعلى الوالدين تبني سياسات مختلفة ، منها
1- تبادل الثقة بين الآباء والأبناء .
2- فسح المجال أمام الأبناء للتعبير عن رغباتهم ومشاعرهم وعدم صدها بشكل جائر دون سبب مقنع .
3- نزول الأباء الى مستوى الأبناء في الشرح والتوضيح .
4- تعريف الأبناء بأسباب الرفض لبعض طلباتهم .
5- رقي ّ العلاقة بين الزوجين سينعكس أيجابيا على الرابطة الأسرية وقوتها وعلى ثقة الأبناء بالأسرة .
6- أحترام وقت الأسرة من قبل الآباء والأمهات وجعله من أولويات الآمور ، ومحاولة وضع نظام خاص بالأسرة والألتزام به .
إن عملية التربية ، هي عملية بناء مستمر، وهي تجذيب وتهذيب للفرد ، وتستمر مدى الدهر ، ما دامت هناك أسر متجددة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة