الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجندة غزة وشطب الذاكرة -10 -

غريب عسقلاني

2008 / 1 / 24
القضية الفلسطينية


يحدث الآن في غزة – 4-

1- اتفاق خارج الحوار

اتفق الناس في غزة بدون الحاجة لجلسات حوار خاسرة, وبدن شروط مسبقة, بدون وسيط ولا ترسيم خارطة للاتفاق..
خرجوا وانتشروا في الشوارع والأزقة والحارات والأسواق الساحات.. تلفعوا بعلم واحد واعتمروا كوفية واحدة..
حدث ذلك في ذكرى رحيل أبوعمار/ياسرعرفات.
خرج الذين أحبوه وشايعوه وبايعوه وساروا خلفه منذ الطلقة الأولى..
وخرج الذين رافقوه الدرب الطويل وعارضوه وانتقدوه وترصدوا له العثرات..
وخرج الذين كم وضعوا في طريقه المعيقات بدعاوي الشراكة والمشاركة في قيادة المركب..
خرج الذين اختلفوا معه ولم يختلفوا عليه..
وخرج من دفع ضريبة الاحتلال والاقتتال وسواد الحصار..
ما الذي دفع الناس للخروج؟؟
باختصار:
خرجت غزة, خرج الوطن يبحث عن رمز في زمن الندرة, خرجت غزة في وجه الرموز البديلة التي أصابها عمى الألوان, فخيل لها الوطن أصغر من مساحة زقاق..
باختصار:
خرجت جموع الناس من بين الركام, تطير رسائلها إلى من يتوهمون أنهم أصحاب القرار في غزة/ في رام الله/ في الوطن وفي الشتات.
إن الذين خرجوا لا يطلبون من متاع الدنيا أكثر من كوفية وعلم.
خرجوا يبحثون عن رمز يأخذهم إلى خارطة/ وطن.
طوبى لغزة
طوبى لكل العاشقين الذين رضعوا فقط من صدر الوطن.
-------------
----------
2- في الاجتياح

يوم 15/1/2008 حدث اجتياح كالعادة, سقط سبعة عشر شهيدا وعدد كبير من الجرحى, وكان من بين الشهداء نجل القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار..
الدكتور الزهار علق الوسام الثاني على صدره, وقد أصبح أبا لشهيدين قضيا في سبيل الله والوطن.
كان الاجتياح عرسا داميا, خلف مأتما فلسطينيا كبيراً نال من القلوب, وصدع الأفئدة, وتدافعت الجموع إلى بيوت العزاء.. صعد الجميع على الجراح الصغيرة أمام بهاء الدم المراق, فالدم راية, وأرواح الشهداء ما زالت نابضة في الدروب.. دافئة لم يأخذها جليد الغياب..
كان الرئيس أبو مازن أول المعزين, وكانت مبادرة لاقت الترحيب من كل الناس,باستثناء البعض الذين يرتعون في مساحات الخلاف, ولا يجدون مواقعهم إلا في الزوايا الضيقة من أجندات التواريخ الملتبسة.. لا يأبهون إلى سؤال الأسئلة:
هل يقبل الشهداء الخلاف حولهم والاختلاف عليهم؟
وهل يقبل الشهداء أن يتحولوا إلى استثمار رخيص في أسواق المزايدة؟
وهل يستهجن الشهداء كما استهجن البعض, أن يكون رئيس الشعب المنتخب أول من شجب العدوان, وأول المعزين, وأول من يعلن الوفاء للأرواح الزكية؟
وهل ينكر الناس, كل الناس أن الرئيس أبو مازن كان من أوائل المفجرين للكفاح المسلح قبل أكثر من أربعين سنة, متسلحا برؤيته الوطنية والدينية؟
أه من غصة في الحلق, وشكة في عين القلب يا وطن
وطوبى لك يا غزة الباقية على الوفاء, تكفكفين دموعك بعد كل مواجهة واجتياح..
طوبى لك يا سيدة البلاد.. ويا حاضنة العباد..كل العباد..
-------------
-------------
3– غزة موصدة الأبواب

أغلقوا المعابر في وجه غزة, حوصرت حتى عن ضروريات الحياة, لكن غزة في الحصار تمارس الحضور مع ألق الغياب..
تصبح حالة:
واسعة باتساع الحلم, ضيقة مثل حصيرة الفقراء.. عطشى تأخر عنها غيث السماء هذا العام..
هل دخلت غزة عتبة الجفاف؟؟
لا غذاء ولا دواء ولا وقود.. عزة تعيش على بقايا دفء نبضها في عمق الشتاء..
هل سكنت غزة عنق الزجاجة
أم أصبحت عقدة الاختيار؟
والاختيار إلى أين..؟
لا جواب.. والفضاء مزروع بزنانات ترصد الأحياء قوافل شهداء والموت على صدر غزة أعراس على الأرض, وفي الأثير تبادل اتهامات..
هل تسير غزة حثيثا نحو إعلان الإمارة؟
هل تعود إلى عين فؤاد الوطن والصبر إشارة؟
ومتى تخرج غزة من لعبة الوقت التي اتخذت منها سلعة للتداول في أسواق السياسة والشطارة ومواخير الدعارة,.
متى تفيق من ذهول الحالة, وتسطر في الأجندة قفزة نحو الوطن, وهي من تملك دوما تفاصيل العبارة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر