الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس مجلس السلطة الفلسطينية التشريعي رفيق النتشة قضية متناقضة مع ذاتها!!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2003 / 12 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لا يحق لمسئول في السلطة الفلسطينية أن يرفض وثيقة جنيف التي وافق فيها الجانب الفلسطيني على التنازل عن حق اللاجئين في العودة إلى الديار التي هاجروا منها هم أو آباؤهم وأجدادهم خلال حرب عام 1948. وعندما يرفضها مسئول في السلطة فإنه لا ينسجم مع نفسه؛ مثال ذلك رئيس مجلس السلطة الفلسطينية التشريعي رفيق النتشة الذي يبدو لي قضية متناقضة تتركب من عناصر القبول والرفض لأوسلو التي منحته فرصة التربع في منصبه الرفيع جدا في كيانية السلطة التي أنشأتها اتفاقية أوسلو.. الاتفاقية ذاتها التي تمخضت عن اتفاقية جنيف التي تتنكر لحق العودة!!
النتشة من جماعة أوسلو,, هل يستطيع أن ينكر؟! عليه أن يتخلى عن منهج وتطبيقات أوسلو قبل أن يتحدث بحماس عن تفريط اتفاقية جنيف بحق العودة كما فعل خلال مشاركته المفاجئة في مؤتمر انعقد في غزة للتنديد بالموقعين على اتفاق جنيف وبالاتفاق ذاته!
لا يستطيع منصف عاقل أن يزعم أن أوسلو تسمح بتطبيق حق العودة للاجئين؛ لماذا؟ لآن الهدف الأساسي من أوسلو هو ضمان أمن دولة إسرائيل. ولن يتم ضمان أمن إسرائيل إذا عاد ملايين الفلسطينيين إلى الأراضي التي قامت فيها إسرائيل عام 1948.. تطبيق قرار 194 الذي يتبنى حق العودة للاجئين يقضي على دولة إسرائيل.. وكان مهندس أوسلو من الجانب الإسرائيلي شمعون بيرز قد أعلن عند توقيع اتفاق أوسلو أن الاتفاق هذا هو أكبر انتصار لإسرائيل.. بيرز ذاته كرر تحذيراته من أن إسرائيل ستواجه الكارثة إذا لم تقم دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة يعود إليها اللاجئون الفلسطينيون. وهذا ما قررته اتفاقية جنيف..
قيام دولة فلسطينية طبقا لاتفاقية أوسلو أو وثيقة جنيف هدف ثانوي للمشروع السلمي الفلسطيني الإسرائيلي؛ سيقوم بدوره بتوفير الأمن الاستراتيجي لدولة إسرائيل!
يستند اتفاق أوسلو وتوأمه وثيقة جنيف إلى القرار الدولي 242 الذي يضمن الأمن لإسرائيل ويتبنى حلا  لقضية اللاجئين؛ لا يستند إلى قرار حق العودة.. وبهذه المعادلة؛ فلن يكون الحل لقضية اللاجئين وفقا لقرار 242 هو الحل الذي يقضي على الكيان الإسرائيلي.. القادة الفلسطينيون يعرفون هذه الحقائق معرفة جيدة؛ هذه المعرفة تقف وراء مباركة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات – الشفوية لأغراض تكتيكية – لوثيقة جنيف؛ وتقف وراء ما طرحه عرفات في مقال نشرته له صحيفة أمريكية جاء فيه أن الفلسطينيين لن يطالبوا بتطبيق قرار حق العودة للاجئين بكيفية تهدد أمن دولة إسرائيل..
ولا يهدد أمن إسرائيل شيء أخطر من تهديد انقلاب الميزان السكاني في المناطق التي تقوم فيها لصالح العرب الفلسطينيين. وعودة ملايين اللاجئين وفقا لقرار 194 ستقلب الميزان ضد أمن إسرائيل. هذا الانقلاب لا تسمح به اتفاقية أوسلو التي جعلت من النتشة رئيسا لمجلس السلطة الفلسطيني التشريعي..
هل غابت الحقيقة عن رئيس مجلسنا التشريعي؟ أم أن النتشة قرر أن يتخلى عن منصبه وأن ينضم لصفوف المعارضة ..؟! حيث عند ذلك فقط يحق له أن يرفض اتفاقية جنيف.. قبل أن يستقيل النتشة من رئاسة المجلس التشريعي لا يحق له أن ينتقد وثيقة جنيف.. انتقاده ورفضه لوثيقة جنيف وهو لا يزال مسئولا بارزا في سلطة أوسلو يجعل منه قضية متناقضة مع ذاتها كما يقول المناطقة!!

*********
غزة – دير البلح في 4/12/03








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المنتخب الإنكليزي يعود من بعيد ويتأهل لربع نهائي مسابقة أمم


.. أسير محرر يتفاجأ باستشهاد 24 فردا من أسرته في غزة بعد خروجه




.. نتنياهو في مواجهة الجميع.. تحركات للمعارضة الإسرائيلية تهدف


.. أقصى اليمين في فرنسا يتصدر الجولة الأولى للانتخابات التشريعي




.. الغزواني يتصدر انتخابات موريتانيا