الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام النخبة وصمت العامة

جاسم العايف

2008 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


جال الرئيس الأميركي في قسم من البلاد العربية، و عاد وبقينا نحن محكومين بـ"خفي حنين" و بين الـ"مطرقة والسندان" وهي صفة أيامنا وأوضاعنا الراهنة. الرئيس "بوش" جاء وعاد حاملا سلّته بخطاباته الحديثة قولا، الفارغة فعلا ومنها : دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ومتعايشة مع دولة مجاورة لها اكتسبت هذه المرة صفة الـ"يهودية" وهي صفة من سُلم أوليات غلاة المحافظين الأمريكيين الجدد الـ"متصهينين"؛ كما تحدث عن الديموقراطية ، وآلآمال المعلقة عليها وألاخطار المحدقة بها . وفي الأهم فإن الرئيس "بوش" باع أسلحة جديدة، لبعض البلدان التي زارها، بشرط ان يبقى التفوق الدائم للدولة الـ"يهودية" بلا منازع، كما ذكر ذلك في رسالة وجهها للكونكرس الأمريكي ؛ وليس من المعروف كيف يمكن لرئيس "أعظم ديمقراطية" في العالم أن يوافق على إكساب "صفة جديدة" لـ"دولة" مضى على تأسيسها في ضوء قرارات الأمم المتحدة أكثر من نصف قرن ولم توصف عندـ تأسيسها- بالـ"اليهودية" إلا حديثا!؟؛ ألا يعني هذا في عرف ((الديمقراطية)) ذاتها ان يسعى الآخرون في المنطقة نفسها إلى دولة أو ((دويلات)) أخرى تحمل صفة متعارضة مع تلك الصفة او تشظّ آخر لدول أخرى ..لبنان ، العراق، مصر ، السودان، البحرين ،السعودية، وحتى في تركيا وإيران..الخ . و اكتفى الرئيس بوش بمن جاء من العراق من ممثلي أمريكا فيه سياسيا وعسكريا و التقاهم في دولة مجاورة ، وأيفاد وزيرة خارجيته "رايز" لنا لتبارك مشروع "مصالحتنا"و هرول لها- رايز- نحو بغداد مَنْ كان "يوبخها" على موقفها وموقف الأدارة الأمريكية على وجهة نظرها الواقعية "الحديثة" بشأن محافظة كركوك العراقية معتبرين ان ذلك تدخلا في الشؤون العراقية الداخلية.. !!. وفي مصر تغير خطاب"بوش" شيئا ما..وأخيرا عاد الرئيس غير عابئ بمن قتل منا ومن غيرنا أو مَنْ سيقتل في القادم من الأيام ..وقبل ايام من جولة "بوش" في المنطقة حدث أن واجهت في مياه الخليج العربي "طرادات صغيرة" ، "مدمرات كبيرة" و ما أن جد الجد حتى لاذت الطرادات بعيدا ، وثمة رواية اخرى عن الحادث تتفق في المضمون وتختلف في الشكل فكل "بما لديهم فرحون" ..يبدو حديث الديموقراطية بالنسبة للادارة الأميركية الجمهورية لازما إلا انها تصمت عنه عندما تصل اقدام الرئيس إلى بلد تربطه به مصالح غير تلك التي تنبني عليها "الديمقراطية" شكلا ومضموناً وإذا ما تحدث عنها-الديمقراطية- فأنه يعلن أن ثمة اصلاحات ستتطور مع الايام . أما ايران المنتشية بأوهام ((قوة النخبة)) فإنها يبدو لم تستوعب دروس التاريخ القريبة منها زمنا ومكانا ولها في ما حدث في العراق مثل قريب لكنها تغمض عينها عن هذا المثل الأقرب اليها من حبل الوريد..مرة علق الرئيس الأمريكي "جونسن" على تصرف دُفِع اليه الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" دون تقدير مناسب للعواقب والنتائج فقال بأن ((الديك الرومي)) - وهو وصف كانت المخابرات الأمريكية تطلقه على الرئيس عبد الناصر- ((قد وقع في الفخ)) ، وأعتقد ان ثمة فخاً آخر تُدفع اليه المنطقة عبر صفة اخرى للـ"ديك الرومي" ، المعمم هذه المرة، مع الفارق في الوصف والأمكانات فـ"ديك" هذه الأيام يسعى لأن يكون ريشه نوويا، ومن من المعروف انه لا يمكن ان تتكرر الشخصيات والاحداث ثانية ما لم تتغير الشروط اللازمة لذلك و في الصميم منها إنعدام الحسابات الدقيقة لاستغلال مشاغل وورط أمريكية في مناطق أخرى و منها العراق .. إن احدا لا يمكن ان يتصور ان ايران تمثل في المستقبل المنظور، خطراً على الولايات المتحدة في المنطقة، بأستثاء الساحة العراقية ، ومراهناتها على تدمير مصالح امريكا الموجودة في بلاد العرب ،الخليجية خاصة، فهذه مسألة صعبة التحقق حيث عند الجد والخيارات النهائية الحاسمة الصعبة لا مجال لاختيار (إيران) نهائيا من قبل دول الخليج العربي ، كما لا قيمة لطرادات تكتسحها موجات متدافعة في مياه خليج العرب التي مازالت تحمل غوارق و بقايا لعراقيين وإيرانيين متفسخة و لم تنتشل حتى الان .. وثمة فرق واضح بين أوهام "قوة النخبة" و"مصالح العامة" في ايران ذاتها في وفي المنطقة أيضا..فحتى فرنسا ومن خلال زيارة الرئيس"ساركوزي" الخليجية الأخيرة بدأت بالاستعداد لإنشاء قاعدة بحرية ستغدو جاهزة خلال أقل من عام واحد في ارض خليجية ومقابل خليج هرمز.. وبات لازما تجنيب المنطقة ومن فيها "اوهام قوة النخبة" والبحث عن "مصالح العامة" وما اكثرهم ..ولكن بعض من المشكلة يكمن في ان "العامة" غدوا أعمق صمتا وأقصر ألسنة ، فالرغبة شيء والقدرة اشياء آخر..ليس الموضوع هو تحرشات من بعد؟ أو تهديدات من هنا وهناك ولكن ما سيأتي بعدها وما ستفرزه تلك التحرشات والتهديدات من نتائج فعلية على واقع الشعوب ومصالحها هنا.. فلا مراهنة على ما يقوله آلآن من يتنافس بشراسة على منصب الرئاسة الأميركية القادمة من الديمقراطيين أو غيرهم والذين يسعون بمختلف الخطابات والوسائل المشروعة ، وغيرها لكسب الأصوات للوصول إلى البيت الأبيض، فثمة ثوابت في صلب السياسة الأمريكية تعبر عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية المتنوعة وفي هذه المنطقة بالذات، وعلى أهلها تجنيبها و"عامتها" الدمار والقلق وحلب الأموال المتواصل ، فكل التشدد الراهن واللعب بالنار حاليا ، يصب في صالح تلك المصالح والتي لا يمكن لأي رئيس امريكي قادم مهما كان نوعه أو لونه أن يتنكر لها او يفرط بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |