الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا - للعودة -

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2008 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


(على ضوء التنازلات التي قدمت للبعث والبعثيين مؤخراً)

يبدو أن بعث العراق قد عادت له بعض أنفاسه مؤخراً على ضوء بعض التنازلات التي تحدثت عنها أخبار العراق بهدف المصالحة أو هكذا يسمونها. لم يعد ذلك خافياً فقد أعتدنا نحن زوار الشبكة الإلكترونية على ملاحظة ذلك بين فترة وأخرى حيث تعود بعض من وجوههم القبيحة إلى الظهور بعد أختفاء لمدد تعتمد على عدد الصفعات التي تتلقاها من هنا وهناك بين فترة وأخرى.

وأمر الصفعات التي توجه للبعثيين العراقيين ليس بالجديد فقد أعتادوا عليه منذ سقوط صنمهم وهم في الواقع أهل لتقبل ليس فقط الصفعات بل الركلات و – الجلاليق – بالمعنى العراقي.

في الأيام الخوالي ، كان من عادات العراقيين أن – يلطخوا – باب الدار التي يثبت أن عاراً لحق بأهلها بما لا يليق بذكره هنا من قاذورات ، فلتجأ تلك العائلة إلى ترك المحلة أو المنطقة خوفاً من الفضيحة. حيث أن هذه الممارسة لم تكن سوى عملية إعلامية تستهدف أعلام الناس بأن تلك العائلة قد مس شرفها ما يمنعها من التعامل مع أشراف الناس وأن بقاءها في تلك المنطقة لم يعد مرغوباً به ، لذلك تتجه تلك العائلة إلى الإنتقال إلى محلة أخرى بعيدة عن الأولى أو إلى خارج الولاية أو الوطن لكي تبدأ حياة جديدة بعيداً عن مكان الفضيحة أو ربما تستمر بممارسة أفعالها الدنيئة وبأسماء وشخصيات مستعارة حسب – أستراتيجيات – تلك العائلة.

وهذا ما حدث بالضبط لبعث العراق ، فرغم حجم – القاذورات – التي لطخت سمعته ووجهه القبيح فأنه ما زال يصر وغلمانه على الإطلال علينا من جحور كتلك التي احتمى فيها – قائدهم الضرورة – لأيام وأسابيع كانت فيها – الصراصير – والجرذان والسلاحف خير صديق ورفيق ومواس ٍعلى معاناة بعثه وحزبه ورفاقه من صفعات الدهر وانتقام الفقراء والمهمشين من أبناء الشعب العراقي والشعوب المجاروة التي طالما عانت من ظلم وعدوان ديكتاتور أرعن رهن الوطن والشعب العراقيين ودول الجوار مقابل نزواته الشخصية التي استورثها من عائلة شاذة خالية من أية أعمدة وأسس عائلية كبقية البشر.

لقد فات بعثيي العراق أن يفهموا ويدركوا أن لا عودة لهم مهما نبحت حناجرهم بالشعارات ، ومهما صدحت أفواههم بالتساؤلات، ومهما نهقت بقاياهم ، ومهما توسطوا وبأي شكل من الأشكال. . بعث العراق قد وقـَّع على سند نهايته منذ بداية ستينات القرن الماضي ، وإذا كان الزمن قد غفل طوال فترة حكمهم الطويلة فهذا لا يعني أن لهم حق العودة بأي شكل من الأشكال.

لا تختلف نهاية أمبراطورية بعث العراق عن أية ديكتاتوريات أخرى شهدها العالم ، وسيبقى العراق المسرح الذي شهد الرفسة الأخيرة لـ " نطيحة" ما كان يُسمى يوما بـ " حزب البعث العراقي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات