الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 1 / 25
القضية الفلسطينية


لم ارتكب جريمة يحاسب عليها القانون.. لم اسرق .. ولم اقتل.. ولم أخون الوطن.. وجريمتي الوحيدة هي أنني ومثل بقية أبناء شعبي نحب الوطن كثيرا.. نحبه حتى صار همه يطاردنا ليل نهار.. نحب الوطن ونكره أعداءه، ونحاول أن نفعل شيئا من اجله.. جريمتي كانت أنني وغضبا على ما أصاب قطاع غزة الحبيب-- الجناح الآخر لوطننا السليب.. أردت أن أقف مع غزة-- ولو بصوتي.. ولو بتحريضي للجماهير-- كي تخرج إلى الشارع لتعبر عن شعورها ضد القتل والاجتياحات، ضد التجويع والحصار، ضد قطع الكهرباء والوقود، وضد منع دخول الأغذية والعلاج.. خرجت وخرج معي المئات من المزارعين والشباب والنساء لننجح الحملة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، وهي الحملة التي قررت القيام بها كل القوى الوطنية الفلسطينية، ومعها شبكة المنظمات الأهلية.. خرجت إلى شوارع مدينة رام الله بتظاهرة ( تم تقديم طلب للجهات المسئولة لترخيصها ).. وعندما وصلت ورفاقي إلى المكان المحدد ( حيث لم نتسبب بإعاقة السير ) وبدأت رفع الشعارات الوطنية.. تقدم مني ومن تجمعنا ضابط شرطة فلسطيني، ليأمرنا بمغادرة المكان، وما كان مني لحظتها وهو يوجه لي الكلام بنبرة تهديديه إلا أن أجبته بأنني مواطن فلسطيني جاء للتظاهر دعما وتأييدا لشعبنا الصامد الصابر في غزة.. وكي لا تتطور الأمور أبلغت ذلك الضابط بأننا منحنا الموافقة حسب الأعراف الوطنية المتبعة.. لكن ذلك الضابط أصر على مغادرتنا المكان فورا، فرفضت الطلب إيمانا مني بأنه لا يجوز لفلسطيني أن يمنع عمل يخدم الجهد الوطني.. عندها أمر ذلك الضابط عناصر قوته باعتقالي وسحبي إلى مخفر الشرطة.. وسرعان ما وجدت نفسي مقادا وأسير مخفورا برجلي شرطة بمنظر مهين-- كأي لص أو حرامي أو مجرم خارج على القوانين..
سالت نفسي والمرارة تعتصر قلبي.. ألهذا الحد وصلت الأمور في بلادنا..!! وهل هكذا يعامل المناضلون..!! تذكرت مئات الأنشطة الوطنية والتظاهرات التي شاركت بها ضد المحتلين قبل قدوم السلطة وبعدها-- على الجدار وفي الأراضي المصادرة، وبالقرب من المستوطنات وعلى بوابات الجدار وعند الحواجز.. تذكرت كم مرة أغمي علي بفعل الغاز المسيل للدموع الذي كان يلقيه علينا المحتلون.. وكم مرة تعرضت للضرب المبرح بالهراوات وباللكمات على أيدي جنود الاحتلال.. وكم مرة كان القدر وحده الذي تدخل ليحول دون استشهادي.. تذكرت كل ذلك بسرعة وأنا أجرجر في شوارع رام الله أمام أعين نفس الجماهير التي خطبت بها عشرات المرات.. وسرت على راس تظاهراتها الوطنية ضد الاحتلال أحيانا، ومن اجل مصالحها وفي سبيل تحسين ظروف حياتها أحيانا أخر.. وفي الحقيقة انتابني للحظات شعور بالخجل للطريقة المهينة التي اعتقلت بها وللطريقة الأكثر اهانة عند سحبي عبر الشوارع.. لكنني في أحيان أخرى فلت لنفسي إنها الضريبة التي لزاما علي أن أظل ادفعها، لقاء ما آمنت به من مبادئ ومثل.. ولحسن حظي ولتدخل احد المسئولين الذي يعرفني تمام المعرفة لم امكث بالمخفر إلا لوقت قصير.
كان غضبي الأكبر ليس على ما فعله ذلك الضابط المنفذ للأوامر والتوجيهات-- رغم انه كان يبدو عليه انه يستمتع كثيرا بتنفيذ كل تلك الأوامر الظالمة، ولكن غضبي كان منصبا على من شرع تلك القوانين والذي أصدرها-- الذي يبدو انه لم يقرا أبدا وثيقة الاستقلال، ولم يعد يتحمل البقية الباقية من حرية الرأي والتعبير، فأراد أن ينقض على الحقوق والحريات، ويفرض إرادته السامية حتى ولو بالقوة المفرطة، ليمنع الناس من قول شيء آخر يخالف رؤياه.. أراد أن يكمم الأفواه وتقييد الحركة الجماهيرية، ( تحت مبررات كان يجب أن لا تكون عمياء وان تميز بوضوح بين العمل الوطني الخالص للوطن وبين العمل التخريبي ).. فالنشاط الذي عوقبت أنا ورفاقي عليه كان نشاطا وطنيا خالصا بعيدا كل البعد عن الفئوية-- بل وكان يوجه السهام كلها إلى المحتل الإسرائيلي.. وكانت كل شعارات الفعالية تدعو إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف.
رام الله – 23/1/2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا