الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذى يحدث فى مصر من 1997 إلى الأن

كرم حليم

2008 / 2 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


سؤال غريب

لأن العالم كله شهد أكبر طفرة فى تاريخه بعد تشغيل الإنترنت التجارى و لأول مرة عام 1990
لكن ما هى الطفرة التى طرأت على مصر عام 1997 و أثرت فى إتجاهاتها حتى الأن

الطفرة هى الإعتداء على السياح اليابانيين و السويسريين فى مدينه الأقصر و قتل 64 إنسان برىء بأبشع الأساليب , إطلاق الرصاص و بعدها إستخدام الأسلحة البيضاء مع من نجوا من الرصاص

هذا الحادث المتعمد ضد صفوة السياح الأجانب ( من حيث المصاريف التى ينفقونها فى مصر) تسبب فى تدمير أسر كثيرة كانت تعتمد على السياحة فى مصر و أضافتهم لقوائم العاطلين أو المزاحمين للغير فى أعمال أخرى , و الأسوء انها وضعت مصر فى القائمة السوداء للمناطق السياحية فى العالم بالرغم من أن بها ثلث أثار العالم و أكبر متحف مفتوح فى العالم

لكن تسارع الأحداث بعد ذلك , من ضرب سفارتى الولايات المتحده فى دار السلام و نيروبى و إنقلاب أمريكا على المسلحين العرب فى أفغانستان و قصف العراق1998 و بدء ظهور المواجهات الأوليه مع الإسلاميين سرعت بالتحول الذى طرأ فى حياة المصريين

نجد فى عام 1998 حادث الأتوبيس أمام المتحف المصرى الذى إرتكبه رجل مصاب بأعراض نفسيه و دخل مستشفى الأمراض النفسيه حتى لا يحاكم على جرائم سابقة , و فى هذا الحادث نجد أسوأ عقوبه حصل عليها مدير المستشفى المسيحى و هى السجن المؤبد 25 سنه و هى الحاله الوحيدة التى يعاقب فيها مسئول كبير بهذا الحكم الجافى و الذى لم ينفذ مع أشخاص كممدوح إسماعيل صاحب عبارات و ليس عبارة واحدة ( السلام 95 و 98 ) الشهيرة بعبارات الموت و المتسبب بسوء إدارته فى موت أكثر من 3000 برىء

فوجئنا فى أكتوبر 1999 و فى عز الرخاء الإقتصادى فى مصر بتغيير حكومة كمال الجنزورى ووزير تموينه الشهير احمد جويلى و التى غيرت فى حياة المصريين بالكثير من الإيجابيات خلال سنوات قلائل و وضع مهندس الإصلاح الإقتصادى و صاحب مقوله ( بيع يا مصرى بيع ) عمنا عاطف عبيد أبو وش سمح , الذى أدعوا له كل ساعه مغربيه بإن ربنا يرزقه ( مش لاقى حاجة تقيلة أقولها ), و فوجئنا بالأرز ابو 90 قرش عدى الإتنين جنيه و السكر شح من السوق و الزيت أبو 2.25 بقى ب3.5 و دلوقت السايب بسبعه جنيه للكيلو الواحد , و لقينا مصيبتين , طيارة تقع فى الأطلنطى بخيرة ضباطنا و رجال أعمالنا ( د.جريش و أخرين ) , و طيارة مخطوفه فى تركيا و كلها أيام قلائل و تقع سيدة من ( كانيف ) القطار و (هى بتعمل زى الناس ) و أكلها القطر و يتم عيالها و و بعدها 3000 أو 4000 إنسان برىء مات فى حادث قطار الشاورمة الشهير بقطار الصعيد

و بعدها فوجئنا بأزمة البطاله تتفجر و مثال عليها الشائعات بدخول شريك سعودى فى شركة غبور نتج عنها 1500 موظف إنضموا لطوابير العاطلين و اصحاب المعاش المبكر و المطرودين من القطاع العام السابق و خريجى الجامعات التى إنهارت مكانتهم فأصبح ساقط الدبلوم الأستورجى أفضل من خريج التجارة الإنجليزى الذى لا يجيد حرفة و إن أجاد ألقى بشهادته فى الزباله و إشتغل تباع على ميكروباظ

إنشغلنا بمتابعة إنتفاضة فلسطين الثانية و نسينا همومنا و مشاكلنا إلى أن وقعت بغته أحداث سبتمبر الأسود صاحبة التأثير الأسود على شعبنا و التى رقصنا و طربنا و هللنا لها بدلا من ان نبين سماحة الإسلام كما يؤمن بها غالبية المسلمين , إعتبرنا هؤلاء المجرمين أبطالنا

كنتيجة لتبطر و إستئساد الوهابيين و السلفيين و الجهاديين و من على شاكلتهم ووجود الدعم السعودى و الإيرانى ( المالى ) و الأمريكى السابق ( بالسلاح ) و بالإعلام الممول من أموال الزكاة و من أموال صالح كامل و أشقائه , و إكتشاف العالم فجأة بان هناك بشر لا يعتبرون أوامر القتال التى لديهم من أدبياتهم ككل عقائد العالم , بل يفسروناها على هواهم , مما قلب الدنيا على مجتمعاتنا ذات الأغلبية المسلمة و غزت امريكا أفغانستان و دارت على العراق و تعالى منطق الجهاد بدلا من الإعتذارعن جريمة أيلول 2001 الأسود كسابقيه فى عمان 1970 ضد الفلسطينيين و ميونيخ 1972 ضد الفريق الأوليمبى الإسرائيلى , إنتكسنا و إنتكصنا لنعود للقرن السابع من خلال الزى البدوى رجالا و نساء و الذى بدأ ينتشر فى مصر راكبا على سحابة سوداء من الخليج

إنتشار التمدن فى قرى مصر بالإسلوب الإستهلاكى و ما رأيناه من حرائق قش الأرز كل موسم حصاد نتيجة لتكاسل الدوله عن شراء قش الأرز و رفض الفلاحين نقله على نفقاتهم بأسعار بخسه و مع إستخدامهم لأنبوبه البوتاجاز و عدم إحتياجهم له يكومونه و يحرقونه

غزو العراق 2003 و تشغيل الإنترنت المجانى و خطوط الدى إس إل فى مصر و إنتشار التليفون المحمول أبو كاميرا و قنوات الساتلايت سواء القادمة من الشرق أو من الغرب و غياب التابو ( المحرمات ) بكل أشكالها

ظهور حركة كفاية و التى جعلت المصريون يتجهون للسياسة لأول مرة منذ عقود بعد أن قتل الإتحاد الإشتراكى و حزب مصر كل المخالفين لفكره , ووجود أحزاب هيكليه بعد السماح بإعاده تكوين الأحزاب

إنتشار المدونات على الإنترنت و حشر الإخوان المسلمين لأنفسهم فى كل الحركات السياسية لركوب الموجة و الإستفادة من الأحداث لزيادة شعبيتهم

لأول مرة ينافس مصرى منافسه حقيقية و ليست صوريه على منصب رئيس الجمهورية و حتى مع وضع الإعتبار إلى ما إنتهى عليه الأمر إلا أنها تجربة غيرت كثيرا فى تفكير المصريين

لأول مرة عرفت شعوبنا ذات الأغلبيه المسلمة بأن إنتقاد المقدسات الإسلامية مباح و متاح على الأنترنت و بدأ ظهور أعراض الصدمه من بشر كانوا لا يتوقعون من أى شخص النفد الموضوعى او التهكم على دينهم , و زاد الإحتقان لدى بشر كانوا يكفرون الغير و يعتبرون معتقداتهم مسلمات حتى لبشر لا يؤمنون بها , بدون أن يجدوا اى رد , خوفا من سيوفهم , فإزدادت هجرة شعوبنا لداخل الماضى الذى نتخيله سعيدا كما يحكى كهان بنى وهاب و يسهبون فى وصفه ,

وزاد عليها ظهور الداعيه الجنتل أبو صوت ناعم بتاع الهزار ( عمرو خالد ) صاحب الدور الأول فى إلباس نساء مصر الزى البدوى المعروف بالحجاب و مشتقاته ( بالرغم من دورة كصاحب تجديد بدلا من الأسلوب الخشن و تقديمه لقيم و أفكار جديدة يمكن أن تخدم المجتمع كله و أغلبها ينتحلها من القس الإنجيلى سامح موريس ) و كذلك الدعاه من عينه القرضاوى و سلمان العودة و تأييدهم للإرهاب

التشبه بالنمط الخليجى بعد فرار العراقيين من جحيم المعارك لبلادنا بأموالهم و أموال غيرهم المسروقة و شراء اراضينا و بناتنا و تقليدنا لهم فى الملبس و المعيشة

فى غمار الحروب الدينية و العقائدية ظهر القمص زكريا بطرس و الذى أعتبره المبشر الأساسى للمسيحية لدى المسلمين ( بإعتبارى من أنصار حرية الرأى حتى لو كان مخالف لما اؤمن به طالما كان ذلك بإسلوب ودى ) إلا ان أسلوبه الساخر قلب الدنيا على رؤوس مسيحى الداخل جناح الأمة المصريه

توغل و توحش دور يوسف البدرى و امثاله من دعاه الحسبة , ضد المثقفين و غير المسلمين والمرتدين عن الإسلام يسانده الصحف الصفراء
توهج أضواء السوبر ستارز من معيه الإسلام السياسى مثل زغلول النجار و محمد عمارة و إتجاه الصحف الرسمية لإحتضانهم ( بعد أن تدروشت الصحف نفسها و تحولت إلى منابر دعوة ) و خصم و حكم فى الوقت نفسه


تراجع دور الأزهر و دار الإفتاء بصورة مقلقة لأى مصرى
( بإمكان عبد العزيز الشيخ مفتى السعودية دعوة المسلمين فى مصر للجهاد ضد كل من يخالفهم الرأى و هذا ممكن بعد أن أصبحت نسبه ملحوظه من المصريين يلتزمون بصوم و إفطار رمضان ) طبقا للتوقيت السعودى و ليس المصرى


تدخل السعودية بشكل بارز بعد فوز الأخوان المسلمين ب17 و 88 مقعد فى إنتخابات مجلس الشعب الدورتين الماضيتين و إشغالهم للشعب فى أمور سطحية تافهه لم توفر رغيف خبز لأحد و إهتمامهم بإخفاء من يقومون بإغواء المسيحيات خصوصا فى مناطق نفوذهم فى دوائرهم الإنتخابيه التى كسبوها , كما هو واضح لكل من يريد أن يبحث عن مناطق إختفاء المسيحيات و يقارنها بأسماء أعضاء مجلس الشعب عن نفس الدوائر ,
ظهور أقباط المهجر بصورة لافته و خصوصا مع إنتشار إستخدام الإنترنت و صدامهم مع الحكومة و مشايخ التكفير و هم و إن قاموا بجهد ملحوظ بإظهار مطالب المصريين المسيحيين إلا أنهم عادوا الكثير من رموز الإسلام السياسى فى مصر و الذى أدى لإتهامات مجحفه لهم و لمسيحى الداخل بالعماله لإسرائيل و أمريكا
ظهور طوائف لم نكن نسمع عنها كالشيعه ( و التى يتعبد بعباداتها المخلوطة بممارسات السنيه غالبيه المصريين المسلمين و كذلك البهائيين فى مشكلتهم مع الهوية الشخصية الجديدة و اللادينيين و منهم من حبس لرأيه مثل صلاح الدين محسن و كريم عامر
وهناك الكثير مما خانتنى الذاكرة فى سرده أو أحداث و توجهات سياسية و لكن ما يهمنى بعد هذا الحراك فى خلال عشر سنوات , تفوق فى تأثيرها ماتم من عشرات أو مئات السنوات
إلى أين تتجه مصر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب