الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمسك بمنظمة التحرير، وانضمام الكل تحت لوائها هو الحل

احمد محمود القاسم

2008 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


التمسك بمنظمة التحرير، وتطويرها و تفعيلها وجعلها مرجعية مركزية بحق وحقيقة، هو مطلب وطني فلسطيني، وانضواء كل الفصائل الفلسطينية تحت لوائها هو ما يطالب به كافة أبناء شعبنا الفلسطيني، وتعمل من أجل تحقيقه، كما يجب أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية، تابعة لمنظمة التحرير وليس العكس، وهذا خطأ استراتيجي وقعت فيه السلطة سابقا مع سبق الإصرار، ويجب أن تعمل على تصحيحه الآن، وبالسرعة الممكنة لأهميته، حيث جعلت السلطة منظمة التحرير تابعة لقيادتها بدل من أن تتبع هي لمنظمة التحرير في سياساتها وعملها ومراقبتها.
منظمة التحرير، أنشأت في العام 1964م، وقد قاد المنظمة في ذلك الوقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وكانت ومازالت، أقوى التنظيمات شعبية، وذات إمكانيات مادية كبيرة جدا، و مقبولة من الأنظمة العربية، ولذلك استأثرت بمنظمة التحرير، واعتبرتها ملكا خاصا بها، تفعلها كما تشاء.
ظهرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كتنظيم ديني ومسلح ومقاوم في أعوام الثمانينات، واعتمدت الكفاح المسلح والخطاب السياسي الديني، آلية عملها ومنهجها، وكلا العاملين، بالنسبة لشعبنا الفلسطيني، عاملين عاطفيين مهمين جدا ومؤثرين أيضا في دغدغة أحلامهم وطموحاتهم في التخلص من الاحتلال، مما شد الجماهير الفلسطينية، شدا إليها، وزاد تأثيرها جماهيريا، واستغنت حماس ماديا أيضا، كما لاقت دعم قوى إسلامية عربية ومن دول إسلامية عديدة غير عربية، كونها ارتبطت بالإسلام العالمي والإسلاميين العالميين، فقويت حركتها تنظيميا وشعبيا على الصعيد المحلي خاصة في قطاع غزة، خاصة أنها بدأت تعمل على احتياجات الجماهير الفلسطينية المعيشية وتلبيتها، إضافة لمقارعة العدو الصهيوني من وقت لآخر، أما بخصوص برنامجها السياسي، فهو برنامج براق ولامع، طموح وغير عملي وغير واقعي، لا يملك آلية للعمل واقعية ومنطقية، ولا يتعامل مع المتطلبات المرحلية والعالمية بذكاء ومرونة، والطابع الديني العالمي، هو المسيطر على فكر القيادة، وعندما طلب منها المشاركة بالمنظمة والتعاون والتنسيق معها، اشترطت اشتراطات خاصة بها، وطالبت بتعيين نسبة كبيرة من أعضائها في المجلس الوطني الفلسطيني، كما طالبت بسيطرة قياداتها على مواقع المنظمة الرئيسية بغير وجه حق، وهذا ما لم توافق عليه حركة فتح، والتي كانت مسيطرة على المنظمة والمتحكمة بها بشكل شبه كامل، ومعها بعض التنظيمات الأخرى المنضوية تحت سقف المنظمة والتي لا تشكل ثقلا يحسب حسابه، فالاختلاف كان على تقاسم أجهزة المنظمة، وأيضا على جدوى رفع بعض الشعارات الوطنية مثل تحرير كامل فلسطين من النهر إلى البحر، والاعتراف وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني والتفاوض أو عدم التفاوض مع العدو.
الحقيقة التي كانت واضحة تماما، أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي والشيوعي، كل موازين القوى انقلبت رأسا على عقب، وأصبح فارس الساحة الوحيد والمسيطر بالمطلق، هي الولايات المتحدة وإسرائيل حليفتها السياسية في منطقة الشرق الأوسط، هذه التغيرات الفاصلة غيرت الكثير من مباديء وسياسات وعلاقات كل قوى العالم.
تمكنت فتح ومنظمة التحرير من فهم واستيعاب هذا التغير منذ أعوام التسعينات، والتعامل معه بعقلانية وواقعية، ووفقا لموازين القوى المحلية والعربية والدولية، واستثمرتها باتفاقيات اوسلو التي وقعتها مع الكيان الصهيوني، ومن ثم إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، والتي اعتبرتها حركة حماس بأنها سلطة احتلال، وسلطة عميلة باعتبارها مشكلة حسب تعبيرها من جانب العدو الصهيوني، ولا يمكنها المشاركة بها.
عندما قامت الانتخابات الفلسطينية الأخيرة في نهاية العام 2005م، لانتخاب مجلس تشريعي جديد، وحصلت حماس على نسبة عالية بها، ودخلت الحكومة بقوة والمجلس التشريعي، لم تكن لترغب لتتعامل مع الوضع بشكل مرن، وبفهم على أساس معادلات موازين القوى ومتطلبات العالم واحتياجاته، مما وضعها في مأزق داخلي وعربي ودولي، لم تتمكن من استيعابه ومن مواصلة التعامل مع المتغيرات بعقلية واقعية ومتفتحة، مما أدى لتصادمها مع حركة فتح و حركة الجماهير، وأنظمة الحكم العربية والدولية، وحدث ما حدث أخيرا من انقلاب دموي في غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تتسبب يورو 2024 في أزمة ديبلوماسية بين أنقرة وبرلين بسبب


.. فـرنـسـا: مـا هـي الـسـيـنـاريوهات في الانتخابات التشريعية؟




.. هل الكائنات الخرافية في الأساطير موجودة حقيقة؟ مدينة أمريكية


.. -الأدنى منذ عامين-.. مراسل CNN يلقي نظرة على أسعار -مفاجئة-




.. لمن الغلبة في حرب أوكرانيا؟.. تشاؤم أوروبي | #التاسعة