الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغيف العيش

كرم حليم

2008 / 2 / 1
كتابات ساخرة


نا لا أفهم لماذا أصبحنا نستورد القمح

يقول قائل : العدد زاد

لسنا نعانى من ذلك وحدنا

الصين تتزايد بإستمرار و مع ذلك لا تستورد الأرز

أين يكمن الخلل ؟؟

هل هو قانون الإصلاح الزراعى الذى قسم الأرض على الفلاحين و جعل كل فلاح حر فى التصرف فى أرضه ,

و كذلك أولاده و أحفاده مع إختلاف إهتماماتهم و تطلعاتهم

أو هى سياسات الجمعيات الزراعية

والتى شاهدناها فى فيلم ( الرصاصة لا تزال فى جيبى )

متمثلة فى مشرفها ( عباس بيه ) مشرف الجمعية الزراعية و أمثاله

أو أن السبب فى جشع مستوردى التقاوى و البذور و المبيدات ومستلزمات الزراعة ,

و إن كانت حجتهم ( العمله الصعبة ) ,

نجد امامنا تساؤل مهم ,

طالما لدينا قناه السويس و الغاز و البترول و السياحة

لماذا لا نشترط على المشترين الأجانب الدفع بالعملة المحلية لنجعل لها قيمة و لماذا نربط أنفسنا بعملات معرضة للإنهيار فى أى لحظة

أو يكون العيب فى الإنفتاح الذى جعل المصرى يهجر أرضه و يسافر إلى ليبيا

لينام على كرتونة أو شيكارة أسمنت فى الخلاء و يلتحف السماء , فى مقابل أن يعمل فى البناء و النظافة

أو يذهب للعمل فى الخليج ليعود بالثلاجة و الريكوردر و يفتتح نصبة فول لأصحاب البطون و قهوة بلدى لأصحاب المزاج

أو فى وزارة الزراعة التى أصبحت تحمل أصحاب الأرض تكاليف النقل و التخزين

و تشترى من الفلاحين بأسعار 20 سنة مضت و بإجراءات تدخل الشيخ إلى بطن أمه ثانية هربا من التعقيد

هل المشكلة فى الفاقد الكبير فى الصوامع و المطاحن المتهالكة أو النقل و التداول الغير منظم

أو هو فى تغير نمط حياة الفلاح و نزوعه للإستهلاك مع غزو التحضر للريف

و رفض النساء تجهيز القمح فى البيت للطبخ أو للخبيز و إعتيادهم على شراء الخبز من المخابز كما يفعل أهل المدن

أو هو لجشع أصحاب المخابز و تهريب الدقيق المدعم خارج نطاق المخابز و بيعه بأربعه أضعاف سعره على الأقل ,

و هنا نأتى لسؤال مهم .

هل هى أزمة ضمير فرد أم أزمه ضمير مجتمع

إذا كان فساد ضمير فرد

يكون الحل سهل جدا و هو تطبيق عقوبة الإعدام على الفاسدين بلا رحمة و لا تهاون كما تفعل الصين

أما إذا كانت أزمة فساد يتقبله ضمير مجتمع , فهذه هى المصيبة ,

التى تحتاج أن نراجع فيها كل قيمنا و عادتنا و ما يستجد على مجتمعنا

بدون أن ندفن رؤوسنا فى الرمال و بدون أن نضع تابوهات لأى شىء و لكل سخص

فالكل متهم مهما ثبتت براءته من وجهة نظرنا حتى نعرف المتسبب فى القصورأو الإهمال و نبدأ فى معالجته

لسنا بحاجة إلى صدمه , كصدمه 1967 أو صدمة اليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية لنقف بعدها على أرجلنا من جديد

لدينا التاريخ نراجع دروسه و نستفيد منها

و إن لم نستفد من دروس التاريخ , فما الفارق بيننا و بين الدواب

مشاهدات شخصية

وقفت ذات يوم فى طابور الخبز من الساعة 7.45 و غادرته 9.30 صباحا و انا أرى أمامى الخبز يخرج من الباب الجانبى للمخبز لسكان الشارع من الجيران و المطاعم , بكميات كبيرة فى مخبز يشترط 20 رغيف للفرد كحد أقصى

ملاحظة : غالبية مخابز المناطق الشعبية البعيدة نسبيا عن الرقابة ( أو هى صديقة للرقابة ) , تبدأ إنتاج الخبز فى الساعه السادسة و النصف صباحا و تنتهى من الإنتاج فى العاشرة صباحا أو حسب الحصة التموينية أو ايهما أقرب !!

مشهد أخر :
فى مخبز أخر رأيت العمال يقومون بنقل أجوله الدقيق خارج المخبز بعد إنصراف مفتش التموين

مشهد ثالث :
سيدة فى الأربعينات من عمرها , تحاول أن تأخذ أكثر من 20 رغيف و بسؤالها تبين أنها أرملة من منطقه بعيدة و تأتى كل يوم صباحا لأخذ الخبز لأولادها الأربعه , ( بسبب الزحام الشديد فى المخابز فى منطقتها ) و تذهب به إلى العمل فى مكان بعيد أخر و تعود به للعشاء ولإفطار أطفالها فى اليوم التالى و يرفض البائع إعطائها رغيف واحد زياده ,

كلما ذهبت أنا فى أى وقت فى النهار لنفس المخبز , أجد بائع الفول ( صديق بائع الخبز ) يأخذ الخبز حتى بدون ان يقف فى الطابور بل و ربما يضايق الواقفين فى الطابور بدخان سيجارته و مزاحه الأرعن

مشهد رابع :
رجل يصطحب إبنه الذى لا يتجاوز الخامسة من العمر و ( يهدر أدميته و طفولته ) ليقف أمامه فى الطابور ربما لساعة كاملة أو أكثر, للحصول على خبز إضافى لبقيه أخوته بعد غلاء أسعار الخضر و إختفاء الأرز و المكرونة من موائد فقراء مصر

مشهد خامس :
شخص ما يشترى خبز ليقوم بتجفيفه لإطعام الماعز الذى يربيه
و أخر يخلطه مع ( سقط اللحم ) لإطعام الكلاب و القطط التى تنظف البيت من الحشرات و الفئران
و ثالث يستخدمه لإطعام الأرانب و البط و الوز والحمام
و ربما الحمير أيضا.......
متى تختفى هذه المظاهر









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان