الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون والسياسة الواقعية

جمال هاشم

2008 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



منذ صعود حركة حماس وهيمنتها على المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية ، مزقت كل الإتفاقيات المبرمة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط ، الشيء الذي نتج عنه تباينا في الرؤى بينها وبين منظمة فتح التي تتبنى الواقعية السياسية ، هذا بالإضافة إلى أن منظمة حماس التي تشبعت بالفكر الإخواني وسعيها إلى إقامة دولة > على كامل التراب الفلسطيني وطرد دولة إسرائيل . إن منظمة فتح التي ينتمي إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس حاولت عدة مرات إرجاع قادة حماس إلى جادة الصواب ، وثنيهم عن سياستهم الإنتحارية التي تنعكس سلبا على الشعب الفلسطيني وتهدد كل مكاسبهم الدولية خاصة بعد أن قامت حماس بانقلابها الشهير على السلطة و> غزة وحاولت تحويلها إلى مدينة فاضلة ، لكن ما حصل هو المقاطعة الدولية لنهج التطرف وإيقاف المساعدات التي كانت تضمن الحد الأدنى لسكان القطاع ، بالإضافة إلى ظروف الحصار وإغلاق المعابر وتدني الخدمات الصحية والتعليمية . إن حماس التي نجحت بشكل ديمقراطي لم تميز بين خطاب المقاومة ، وخطاب السياسة الواقعية التي يدعمها المنتظم الدولي بهدف توفير شروط تعايش الدولتين والشعبين الفلسطيني والإسرائيلي . والطامة الكبرى ، هي تحويل غزة لقاعدة إطلاق صواريخ القسام على المستوطنات الإسرائيلية الشيء الذي يوفر الذرائع للإسرائيليين كي يقوموا بردود أفعال انتقامية في ظل رجحان ميزان القوى لصالحهم ، وتأييد العالم لهم باعتبارهم يدافعون عن أنفسهم . إن المقاومة ليست هي مواجهة القوى العظمى والأمم المتحدة ورفض قرارات التسوية ورفض الإعتراف بإسرائيل ورفض كل ما قامت به السلطة منذ عهد ياسر عرفات ، دون التوفر على أدنى الوسائل لمواجهة العالم كله . إن إسرائيل دولة عضو في الأمم المتحدة ، وقرار تقسيم الأرض أصبح قرارا أمميا ، والحل الوحيد هو الإعتراف المتبادل بين الدولتين ، واستكمال مسلسل التفاوض لتحقيق سلام عادل يخدم مصالح شعوب المنطقة ، أما المراهنة على خطاب التطرف وعدم الإعتراف بإسرائيل ، والدعوة إلى الإلقاء باليهود في البحر ، وإقامة دولة دينية متشددة ، فهذا خطاب للإستهلاك ، ولايقنع الفلسطينيين أنفسهم ، خاصة وأنهم جربوا كل السبل منذ أكثر من ثمانية عقود دون الوصول إلى أية نتيجة ، بل العكس هو الذي حصل باحتلال المزيد من الأراضي . إن السياسة الواقعية التي تدعو إليها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة فتح هي المخرج الوحيد للقضية الفلسطينية فالمنتظم الدولي بما فيه جامعة الدول العربية ، أقر بمشروعية قيام دولتين تتعايشان بسلام ، أو الحرب اللامتكافئة الدائمة ، كما أن الخطابات الحماسية النارية ، والدعوة إلى الجهاد لإزالة إسرائيل وإقامة دولة متشددة في المنطقة ، مسألة تتعارض مع كل قرارات الشرعية الدولية ، وتدفع أصحابها إلى العزلة والمقاطعة بتهمة الإرهاب ، وتهديد أمن إسرائيل ، كما تقود إلى الإنتحار التدريجي والمزيد من الضحايا الذين يستشهدون بشكل مجاني دون تحقيق أي تقدم على الأرض ، فهل ستؤدي الأحداث المأساوية المتتالية إلى نوع من العقلانية السياسية وتليين الموقف الحمساوي لفك الحصار عن غزة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -