الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميليشيا حكيم ،، لمن!!

نوري المرادي

2003 / 12 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(( لا داعي للتضامن ضدها، فهي دسيسة ومؤامرة كالتي جاءها قبله أخوه، وستنتهي أيضا برأسه! ))

ليلة أمس، وبفذلكة المْعلمين، أصدر الرئيس الحالي للدورة الشهرية لمجلس الإمعات – عبدو حكيم، قرارا نوى بموجبه تشكيل ميليشيا من أنصاره وأنصار طلباني ، مهمتها كما يقول: (( حفظ الأمن المنفلت في العراق )).
فإلى م هدف عبدو وأي أمن منفلت عنى؟!
لنعد إلى الوراء قليلا ونتذكر تصريح عبدو إلى صحيفة الشهادة، يوم قال أنه سرق ملفات التسليح العراقي من حافظة النظام، وسلم على أساسها تقريرا من 16 صفحة إلى الأمريكان يحدد لهم أنواع الأسلحة ومخابئها وإمكانيات استعمالها،،الخ، مما ثبت بالدليل القاطع(!) صدقه وصدق(!) مخابراته التي سرقت التقرير. وعبدو هذا هو من لقح لبه الصهيوني العتيد مارتن أنديك بقبلة فما لفم، لم ولن يتحرر من تأثيرها الوجدي ما حيى. وهو أيضا سبق وشكل ميليشيا قبيل الغزو من بقايا جيشه، ووضعها تحت تصرف الأمريكان، الذين أكتفوا بأن أدخلوه هو وأخيه على دباباتهم. بينما استغنوا عن خدمات ميليشياته، ومليشيات كلبي أيضا. وعبدو هذا هو عينه الذي منحه بوش لقبي (آية الله) و( حجة الإسلام) جبرا لخاطره بقتل أخيه باقر وليس اجتهادا. وعبدو أيضا هو وكما يعلم القاصي والداني أحد أهم مجموعة المعارضة الستة التي ورطت أمريكا بمعلوماتها الكاذبة قبل الغزو، وهو أيضا عضو هام بمجلس الإمعات الذي لا يحل ولا يربط، من وجهة النظر الأمريكية على أية حال. وعبدو أيضا هو الذي عين قاضيا لإبادة عناصر النظام السابق كما قال، فأعدم القاضي بعد 6 ساعات فقط من تعيينه، بخطف تم جهارا نهارا ومن قبل خلية في النجف ذاتها. بله ذاته تعرض لمحاولة تصفية، قد لا تفشل ثانيتها، إذا ما عولجت الأخطاء.
مختصرا، فما من خطوة خطاها عبدو نمّت عن مصداقية أو دراية عسكرية أو سياسية ولا حتى دراية بالشعب العراقي شيعته أو سنته أو بقية طوائفه على السواء. والأمريكان يعلمون هذا. ومن هنا فنيته بتشكيل الميليشيا، ربما لن يكتب لها البقاء، ما بالك والقرار الأساس في القضية العراقية بيد رامسفيلد الذي لا ولن يحبذ خطوة يفهم منها أنها ستصب في صالح موضوعة نقل السلطة إلى العراقيين التي ينادي بها بوش ووكيله بريمر. ولو كان في الميليشيا أي نفع للأمريكيين، لشكلوها منذ زمن وما انتظروا حتى يتولى عبدو حكيم الدورة الشهرية لمجلسهم.
ومن ناحية أخرى، فتكوين هذه الميليشيا لن يغير من توازن الرعب القائم بين المقاومة الوطنية وبين المحتل على الساحة العراقية مطلقا. بله ربما يؤثر سلبا على قوى المحتل. ذلك لأن كل العناصر التي يريد عبدو وطرزان تشكيل هذه الميليشيا منها، هذه العناصر تعمل على أرض الواقع لصالح المحتل مخابراتيا وتعمل أيضا معه ضمن خلايا سرية للاغتيالات والمداهمات وما إليها ضد المقاومة والوطنيين العراقيين عموما. أي أن كل ما تستطيعه هذه الميليشيا لو تشكلت رسميا، هي عمليا تقوم به ومنذ الغزو حتى اليوم، اللهم سوى أنها تعمل بلا لباس رسمي. فإن تشكلت ولبسته، فستكون عمليا ما فعلت شيئا أكثر من أنها كشفت نفسها، لتصبح أهدافا سهلة للمقاومة. ناهيك عن المعنى النفسي السلبي الذي ستعكسه على قوى المحتل، حيث أن إظهارها علنا وبلباس رسمي سيعني اعترافا من الأمريكان بفشلهم. وهو ما لا يحبذوه، أو ما يكابرون على الاعتراف به حتى اللحظة.
المهم، أن إظهار هذه الميليشيا إلى العلن، سوف لن يؤثر على المقاومة. خصوصا وهذه المقاومة تتزايد ضرباتها وتزاد الأعداد الملتحقة بها وبكتائب استشهادها. ولم نلحظ أن هذه المقاومة عبأت بجبروت أمريكا وإرمادتها، فهل ستعبأ بحفنة من الجلاوزة؟!
وحقيقة فعبدو حكيم يعلم علم اليقين أن إظهار ميليشياته لن يغير من موازين القوى، وكذلك يعلم الطرزان. فهل من أمر وراء الدعوى لتشكيل هكذا ميليشيا؟!
نعم، حتما!
فلقد فشلت جميع محاولات تأجيج الفتنة الطائفية حتى اللحظة. أو ما أفلحت سوى بتأجيج هلوسات كتبة سحوت يتنابحون كالمساعير عن مثلثات ومربعات هنا وهناك ولم يبق لهم سوى الانتصار لكويتب زنيم زعل، أو هرم في الثمانين رميم يكتب المطولات عن الفحولة! ولا الكويتب يؤثر ولا الهرم ولا من يتبعه.
لكن في الفتنة نجاة العدو المحتل ومأمنه، أو هكذا العدو يفترض. ومن هنا فلن يكف عن محاولة إثارتها ولن يألوا جهدا بتأجيجها.
وخير من صنّعته المحافل للفتن والفتاوي النكراء هو تلك العائلة التي سليلها عبدو، الذي جاء الآن باقتراح تشكيل الميليشيا الطائفية، ولتأجيج فتنة.
فإن تشكلت هذه الميليشيا حقا، فمن أتباع مؤسستي حكيم وطرزان فقط. وأي من هاتين المؤسستين هما مشروع طائفي بغيض، وكلاهما حصرا من أوقع العراق بكل ما عاناه من مآس منذ 1960. وما من تراجيديا وطنية إلا ولكلا هاتين المؤسستين أو لإحداهما يد بها. مؤسسة الحكيم متحججة بالدين، ومؤسسة الطرزان بالقومية.
والآن، وحيث اختلفت(!!) وجهات النظر داخل جزء من الجسد الشيعي ( الصدر × سستاني + حكيم ) وبين القوميات (كرد× تركمان + عرب) تفتق ذكاء حكيم بأن يجعل من أتباعه وأتباع طرزان جيشا رسميا يعتاش من أموال الدولة العراقية ويلبس زيها ولكن لأجل أن يؤجج الاحتراب الطائفي، وحسب. فحكيم وأتباعه حتما سيختصون بمهاجمة جماعة الصدر والسنة وبقية الطوائف، بينما ميليشيا طرزان ستهتم بمهاجمة العرب والتركمان وبقية القوميات.
مهاجمة، أو تسيد يأتي بعده الاضطهاد،، وأيـّـه؟!
وبالمناسبة، فعبدو حكيم، وهو رئيس دورة مجلس حكم يقال أن له علاقة بالشعب العراقي، وليس شعبا في المريخ. لكن رئيس الدورة الشهرية هذا، لم يحرك ساكنا حين سمع وشاهد القوات الأمريكية تنتقم من مواطني سامراء الأبرياء المصلين (وهو بالمناسبة متدين، أو يقال هكذا) أو بسحق سيارتهم بالدبابات أو بقصف المنازل والمعامل. لماذا؟ لأن القاصف هو سيده بريمر ولأن أهالي سامراء لا ولن يتبعوا ميليشياته!
ولماذا الذهاب بعيدا، فهل حرك ساكنا لأجل إطلاق سراح نائب مقتدى الصدر الذي اعتقله المحتلون؟! أم إنه ليس مواطنا،،، من آل حكيم؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح