الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم تكن هناك مقاومة بالعراق !

طارق الحارس

2008 / 1 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


عكس الصحوة : الغفلة ، ولهذا فنحن حينما نطلق تسمية " المغفلين " على بعض الذين انتموا الى مجالس الصحوة فأننا لا نعني بالضرورة شتمهم من خلال هذه الكلمة ، ولابد لنا من الاشارة الى أن مجالس الصحوة ضمت بين صفوفها العديد من العراقيين الشرفاء الذين لم تسمح لهم ظروف القهر والاضطهاد التي كانت تمارس ضدهم في مناطق سكناهم من طرف تنظيم القاعدة الارهابي وأزلام النظام السابق المساهمة في بناء العراق الجديد .

قلنا مرارا وتكرارا أنه لا توجد مقاومة بالعراق وفسرنا الأعمال الاجرامية التي يرتكبها بعض القتلة ، والمغفلين ، والمرتزقة من العراقيين بأنها ترتكب تنفيذا لأجندات خارجية من طرف أغلب دول الجوار التي أقلقها التغيير الذي حصل بالعراق وأطاح بالنظام الدكتاتوري ، تلك الدول التي تعتقد أن استمرار أعمال العنف بالعراق يؤدي الى عدم استقراره وهو الأمر الذي يعني عدم نجاح التجربة الديمقراطية الجديدة ، فضلا عن الدور الذي يلعبه القتلة من حملة الأجندة التكفيرية لتنظيم القاعدة ، تلك الأجندة التي يستغفل فيها هذا التنظيم العديد من العراقيين وأبناء ( العمومة ) بحجة مقاتلة ( المحتل ) الأمريكي في حين أن هدف هذه الأجندة كان واضحا وهو قتل أبناء العراق دون استثناء والدليل الجرائم البشعة التي ارتكبها في مدن العراق كلها .
من المؤكد أن علينا أن لا ننسى الاشارة الى الجرائم البشعة التي ارتكبها عناصر تنظيم حزب البعث المنحل وهي جرائم ليست لها علاقة بشرف المقاومة ، إذ أن هؤلاء البعثيين ارتكبوها من أجل تحقيق حلم العودة الى السلطة وواستعادة مناصبهم التي خسروها بعد الاطاحة بنظامهم .
انحسرت أعمال ما تسمى بالمقاومة بشكل واضح بعد الصحوة التي حصلت في المنطقة الغربية وبالتحديد في مدن محافظة الأنبار ، إذ قررت عشائر هذه المدن بمقاتلة المجرمين من تنظيم القاعدة ومن ناصرهم من البعثيين ، والمغفلين ، والمرتزقة .
صحوة عشائر الأنبار حصلت نتيجة الظلم الذي حل بأهلها وبأهل العراق نتيجة سيطرت العقول المجرمة والمتخلفة على مدن هذه المحافظة وهو الأمر الذي أدى الى عزل هذه المدن عن باقي المدن العراقية .
اتفقت هذه العشائر مع الحكومة العراقية والقوات الأمريكية لمساعدتها بالقضاء على المجرمين وقد استجابت الحكومة والقوات الأمريكية لطلبها ليتم تطهير الأنبار تدريجيا من تنظيم القاعدة وتنجح تجربة صحوة الأنبار ، أو مجلس انقاذ الأنبار وهي التسمية الأكثر صحة ، ولم نسمع بعدها بأية أعمال لما يسمى " بالمقاومة العراقية " في هذه المحافظة ، بل حتى العمليات الاجرامية التي كانت تحصل ضد المواطنين العراقيين الأبرياء مثل القتل على الهوية ، والاختطاف ، والعلميات الانتحارية قد انحسرت بشكل واضح .
نجاح تجربة الأنبار أدى الى انتباه المغفلين من أبناء العاصمة بغداد وبالذات في المناطق التي كان يطلق عليها " المناطق الساخنة " ، تلك التسمية التي جاءت نتيجة الأعمال الاجرامية التي كانت ترتكب فيها .
انتبه المغفلون ومعهم أيضا المرتزقة ونعني هنا بالمرتزقة الأشخاص الذين كانوا أداة استعملها النظام في أجهزته القمعية ضد أبناء العراق مقابل رواتب ومحفزات كبيرة ، واستعملهم تنظيم القاعدة مقابل مبالغ كبيرة تقدم لهم بعد تنفيذ العلمليات الاجرامية التي يقومون بها ضد أبناء العراق ، انتبه هؤلاء المغفلون والمرتزقة الى أن نهايتهم باتت وشيكة ، لاسيما بعد تطهير الأنبار من تنظيم القاعدة والقدرة الكبيرة التي أظهرتها القوات العسكرية العراقية خلال خطة فرض القانون التي بدأتها الحكومة العراقية في العاصمة بغداد .
المثير للسخرية أن هؤلاء المغفلين ، والمرتزقة الذين كانوا يطلقون على أنفسهم اسم " المقاومة العراقية " شكلوا مجالس صحوة لمقاتلة تنظيم القاعدة تحت اشراف القوات الأمريكية ( المحتلة ) ، بل ويستلمون رواتبا شهرية من هذه القوات .
السؤال الآن هو : مَن تبقى مع ما يسمى " بالمقاومة العراقية " بعد انضمام المغفلين والمرتزقة الى مجالس الصحوة التي تستلم رواتبها من القوات الأمريكية ؟
كلمة أخيرة لابد منها :
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: أسطول جوي قديم ومتهالك؟.. تفاصيل عن مروحية الرئيس رئي


.. الصور الأخيرة للرئيس الإيراني رئيسي قبل تحطم مروحيته وموته




.. الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟ • فرانس 2


.. تساؤلات في إيران عن أسباب تحطم مروحية الرئيس من بين 3 مروحيا




.. سيناريوهات وأسباب محتملة في تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟