الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي / ملاحظات على دعوة ..ودعوة بمقترحات

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2008 / 1 / 27
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي
(ملاحظات على دعوة ..ودعوة بمقترحات)
أ.د. قاسم حسين صالح

لا اريد ان اتحدث بتحليلات سياسية عن أزمة العراق ومأساة أهله ، فقد اغنانا عنها الزملاء رزكار عقراوي وياسين النصير وعبد العال الحراك وآخرون ، انما اريد أن اتحدث عن واقع آخر اغفل تماما" هو الواقع السيكولوجي للناخب العراقي الذي اراه حاسما" في فوز هذه القائمة أو تلك في انتخابات مجلس النواب القادم.
ان الدعوة الى توحيد قوى اليسار والعلمانية والديمقراطية والوطنية من اجل بناء الدولة المدنية في العراق هي واجب وضرورة وطنية وانسانية لتغيير واقع العراق ومستقبله نحو الافضل . لكن العامل الحاسم في تحقيق ذلك ليس فقط نبل محتوى الدعوة انما الأهم طريقة ايضاح الحاجة لها وسلامة اساليبها في واقع اجتماعي له خصوصياته الدينية و السيكولوجية .
لقد وجدت في خطابات الداعين لها ان معظمهم يعيش في الخارج، وانهم متأثرون بالحياة الاوربية ومناخها الديمقراطي ، ويكتبون عن العراق كما لو كان السويد أو النرويج أو الدنمارك أو هولندا ، ويستشهدون بتجارب اليسار والعلمانية في أيطاليا وفرنسا وغيرهما ، فيما الواقع الاجتماعي السيكولوجي الديني للفرد العراقي يختلف جوهريا" موازنة بمثيله الاوربي . والأوجع من ذلك أنهم يطلبون من الناخب العراقي أن يفعل في الانتخابات ما لم يستطع كثيرون منهم فعله لو كانوا في العراق !.
ووجدت في الخطابات مفردات تذكّرنا بالماضي من قبيل :النضال والكفاح ... وعبارات تستفز خصوما أقوى كوصف اليمين الديني بأنه خرج من الحسينيات والجوامع الى السياسة ، واتهامه بأنه عبث بحقوق الشعب وهدر خيرات الوطن ... ويصورون الأمر بأن على قوى اليسار والعلمانية ان تتوحد وتتحد وكأننا مقبلون على صراع ( أقرب الى معارك بالسلاح ) مع قوى الاسلام السياسي وينسون ان اليمين في العراق ليس كاليمين في أوربا ، لأن بين قادة اليمين هذا أو حماته رموز دينية لها الأمر المطاع لدى الجماهير المغيّب وعيها حتى عن مصالحها الحياتية ، وان هذه الجماهير مستعدة ان تلوك العلمانيين باسنانها.. ويستطعمون اكلهم! بمجرد اشارة من هذه " العمامة " أو تلك أو بفتوى تقول : " ان العلمانية كفر والحاد ". وتاريخنا الحديث يحدثنا عن فتاوى مماثلة ذهب ضحيتها المئات من خيرة العقول العراقية ، وحاضرنا يحدثنا بما هو أبشع وأشنع . فهل ستتوقعون بمثل هذا النوع من الخطاب حصول قائمة " اليسار والعلمانية " ولو على عشرة مقاعد في البرلمان القادم ، ولم تغب عن بالنا بعد نكبة الحزب الشيوعي العراقي بحصوله على مقعدين برغم تاريخ نضاله الطويل وتضحياته الجسيمة وسمعته ونزاهته؟! .
ولقد وجدت في تلك الخطابات مفارقة : ان يدعو اليسار الى الديمقراطية فيما يسفّه افكار قوى الأسلام السياسي ويناقض أهم مبدأ في الديمقراطية : " أحترام الرأي والرأي الآخر ". فضلا" عن عدم تقدير موضوعي للواقع الاجتماعي العراقي الذي لا يدرك صاحبه ان استفزار قوى الاسلام السياسي وتسفّيه بعض معتقداتها سيفضي الى ان يكون اليسار هو الخاسر لأن بين الناس جمهور واسع (لاسيما النساء )يطيعون اليمين أو رجل الدين المعادي للعلمانية طاعة " المنوّم مغناطيسيا" ".
ثم من قال ان كل قوى الاسلام السياسي تصّنف على انها " يمين " وليس فيها وسط ويسار وكأننا نسينا عمرا وابا ذر وعمار ابن ياسر وعليا !. ومسألة أخرى : هل هنالك فرز علمي وعملي لليمين واليسار في واقع العراق السياسي ؟ .
ايها الزملاء والزميلات المحبون للعراق :
ان الفرد العراقي يعيش الآن حالة احباط وشعور بالندم كما لو أنه خدع بانتخابه اشخاصا للبرلمان ظنّهم سينتصرون له فخذلوه ، وانه الآن حائر بشأن من سينتخب في الانتخابات القادمة . فأن لم يجد البديل فتأكدوا ان الشيعي سيعود ينتخب قائمته الشيعية والسنّي قائمته السنّية والكردي قائمته الكردية .... وقد لا يكون انتخابه حبا" في هذه القائمة أو تلك انما تدفعه " سيكولوجية الاحتماء " ليلوذ بمن سيسميهم " أهله ! "أو جماعته التي تحميه بعد أن تفشى في العراق مرض البارانويا السياسية ، وصار بين الفرقاء عداوة " كسر عظم " فانكفأ الغالبية يندبون حظهم في غياب البديل الذي يمنّون أنفسهم به .
فليكن هذا البديل المنقذ : الكفوئون من الاختصاصات كافة والنظيفون من الوطنيين والديمقراطيين واليساريين والعلمانيين والقوميين التقدميين ورجال الدين المتنوريين . ولنعلم ان الذي يحسم الأمر في انتخاب " البديل المنقذ " هو الناخب العراقي ، وان من بين أهم عوامل فــوزه هو : ( المدخل السيكولوجي للفرد العراقي الذي يحقق الاقتناع الذاتي لديه ) وليس التنظير الفكري والرطن بالسياسة ، فالعراقييون قد شبعوا حدّ التقيؤ من ايديولوجيات العراق المتخم بالتنظير الفكري والسياسي والديني ، ويريدون الذي ينقلهم من البؤس الى الرفاهية باجراءات عملية نابعة من نوايا صادقة ومستندة على تخطيط علمي. فالذي يحسم الأمر هو الوعي .. وعي الناخب ، ليس بمعنى اقناعه بتفضيل فكر على آخر أو نظرية على أخرى انما وعيه بأن يعطي صوته لمن يعتقد عن يقين بأن من ينتخبه سيعمل على تغيير واقعه نحو الأفضل ..وهذا هو قفل القضية ومفتاحها ايضا .
انني ادعو( بصفتي تقدميا مستقلا ) الى ظهور قائمة انتخابية تضم اشخاصا" باسمائهم لا باسماء احزابهم أو كتلهم ، اعني ان يكون الترويج الاعلامي للقائمة وبرنامجها لا لهذا الحزب المؤتلف فيها او ذاك. وأن تكون حصة المستقلين فيها من الديمقراطيين والوطنيين والقوميين التقدميين ورجال الدين المتنورين بالموازنة التي تحدث انطباعا لدى الناخب العراقي بأن القائمة لا تمثل حزبا أو تكتلا سياسيا معينا .
ان نجاح هذا المشروع الوطني الكبير يحتاج الى أن نحسن ادارته من الآن بعدد من الاجراءات ، من بينها :
1. أن يكون أسم القائمة خال من مفردات " العلمانية ،واليسار " كأن يكون " قائمة ممثلي الشعب " أو " قائمة الانقاذ الوطني " أو "القائمة الوطنية الديمقراطية "أو أي عنوان آخر أفضل .وأن تكون أهدافها خالية من الدعوة الى قيام مجتمع عراقي علماني ويساري !.
2. أن يجري الترويج الاعلامي للقائمة ليس على اساس الاحزاب والتكتلات المؤتلفة فيها بل على اساس برنامجها الانتخابي وماذا ستفعله من أجل الناس والوطن .
3. تسمية اشخاص يجيدون فن الاقناع في الخطاب الاعلامي ، وأن لا يكونوا من الوجوه التي استهلكت اعلاميا .
4. أن تبتعد خطاباتها عن مهاجمة قوى الاسلام السياسي في أفكاره ومعتقداته وتوجيه الاتهامات والنيل من الاعتبار ،وأن تحترم القيم الاجتماعية والدينية ، وتعتمد ما يقوله الفرد العراقي عن حاله ومأساته .
ان الهدف هو الفوز في الانتخابات القادمة بمقاعد تؤثر في صنع القرار ، والذي يحسم هذا الفوز هو الناخب العراقي ، والأمر يتوقف على قدرة القائمة في توليد القناعة لديه بأنها البديل المنقذ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟