الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة فوق الحصار

عاصم بدرالدين

2008 / 1 / 27
القضية الفلسطينية


ككل الكلمات،هي مجرد تعبير..لو أن الكلمات تجدي نفعاً ، لكنا نحن العرب ، وصلنا إلى أعلى سلالم المجد،وصرنا حكام العالم.
لا أسخف دور التعبير والرأي..ولا أقضي على أهمية الكلمة،لكن قولوا لي ما فائدتها أمام الجوع؟ وأمام القتل؟ والتشرد؟ والظلام؟ والفقر؟...؟
لاشيء..الكلمة لا شيء أمام كل هذا..ولكننا ما عدنا نملك شيئاً سواها ، بعد أن جردنا من كل أسلحتنا..بعد أن قطع عنا الوقود لنضيء طريقنا مع العلم أننا أرض النفط. وبعد أن قطع عنا القمح لنشبع أطفالنا ونحن من يحصد السنابل صيفاً. وبعد أن جردنا من سلاحنا بحجة أن العدو تزعجه مظاهر القتل والدمار،وتشوه صورة العرب،دعاة السلام الأُول!
السلام غايتنا جميعاً،والسلاح ومن بعده الكلمة هما الطريق الأصلح للوصول إليه.ألم نسأل أنفسنا يوماً،لماذا يقاتل الفلسطيني؟ ولماذا يقاتل اللبناني ؟ ولماذا قاتل العرب من قبل؟ طبعاً ليس من أجل القتال والموت (مع وجود بعض الإستثناءات ربما!!!)..نحن نقاتل من أجل السلام،حين ينعم شعبنا،رجالنا نساؤنا أطفالنا، بالسلام..يكون السلام.
يطلبون منا السلام ويدفعوننا إليه ، ونحن جرحى وقتلى وفقراء وجياع وعُجَّز! أيقل؟أيطلبون من القتيل أن يرفع راية السلام؟ وكيف نعيش بين الرايات البيضاء وأجسادنا ملطخا بالدماء،ومطعمة بنكهة الرصاص؟

غزة ليست في غزة وغزة ليست في فلسطين..غزة في كل مكان وفي كل شيء، غزة في القدس ودمشق وبيروت وبغداد وعمان والرياض والقاهرة..غزة في الفلسطيني والسوري واللبناني والعراقي والأردني والسعودي والمصري..غزة في نفوسنا جميعاً،غزة هي كل منا،أنا غزة وأنتَ وهي وهم..وما تعانيه اليوم غزة يعانيه الجميع،جميعنا..غزة ضحية والعالم العربي كله ضحية،غزة تشارف على التحول إلى جثة ، أقصد إلى بقايا جثة فلسطينية ،والبلدان العربية سبقتها وأصبحت بقايا من بقايا جثة السلام المزعوم.
والفلسطيني هو الثقوب المنثورة على الجثة،والمواطن العربي هو ثقوب المدن العربية..ثقوب تتألم وتصرخ ...لكن دون جدوى،صراخ بلا معنى..صراخ لا يسمعه أحد، لا صدى له، ليس لأنهم يصمون أذانهم عنه.. لا،بل لأنه صراخ صامت!

غزة تشتعل في عتمتها..وتنطفئ في جوع سكانها،غزة تموت..وفلسطين بدأت بحفر قبرها منذ أن تقاتلوا أولادها..بيروت كتبت وصيتها ولبست الكفن..ودمشق معتقلة في سجون "اليأس" بعد أن أتهمت بــ"دس الدسائس والإخلال بالأمن القومي"، دمشق تقاتل السجان،وهو يخنقها.. وبغداد تغرق في دمها وتنام في "بيوت الرخام" وتستفيق على متفجرة وإنتحار،لتعود لتنام إلى جانب كومة جديدة من المقابر المشردة..والقاهرة،صامتة،صامتة خرساء...فقدت النطق الــ"مبارك"..مدينة بلا صوت،بلا أوتار،تحكي بلا صوت،تموت في صمتها..
غزة تموت ونحن نموت.. ظلمة غزة هي ظلمة عقولنا،وجوعها هو جوعنا إلى قليل من الحرية،القليل من العزة والشرف،القليل من الكرامة والقليل من الإستقلال.
باعوكِ يا غزة..لا تحزني..لا تلومي،فلقد باعوا مدنهم،وبيوتهم ونفوسهم وأجسادهم من قبلك!
حاصروكِ يا فلسطين..محاصرة؟! لا تهتمي فأنت فوق كل شيء.. وغزة فوق الحصار.
نحن مثلكم يا أهالي غزة،نحن جياع..لكن جوعنا أشد من جوعكم،جوعنا يقتل،أما جوعكم فحيي!

رجالكِ والمدافع
والرصاص رفيق
وطفل بلا مأوى
في الخندق يحيك
وطناً بيع في سوق الرقيق...
كان مزاده علناً
والبائع شقيق!
وأخر يروي قصة بطلٍ
دفع روحه ثمن أن يكون طليق..
غزة..لا تموت
لأنها للحياة تليق
غزة..تحيي
لا تميت..
والحياة بلا كرامة..موتٌ رتيب
أو موتٌ بطيء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30