الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جند السماء أم جند الأرض!؟

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2008 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لا يعنينا في شيء إن كان من نفذ أحداث عاشوراء في البصرة وذي قار كانوا جند السماء أم جند الأرض، فهذه مسألة عقدية لا دخل للتحليل السياسي فيها إلا بالقدر الذي يؤدي العلم في إيديولوجيتها إلى معرفة الدوافع من ورائها، والأهداف التي ترمي إليها هذه الحركة التي تستند إلى جذر ديني.
لكن التنسيق الجيد الذي برز سواء بتوقيت ساعة الصفر التي تحركت بها تلك المجاميع في كل من البصرة وذي قار، او في أساليب القتال التي كشفت التدريب الجيد ودقة التصويب بالنسبة للقناصة، تدعونا إلى التمهل كثيرا قبل الانسياق وراء البيانات الحكومية التي اعتبرت هؤلاء مجرد فئة "ضالة" وزاد عليها وزير الامن الوطني "ومضلة" لتقفز الى اذهاننا فتاوى السلفيين واتهام مخالفيهم بالكفر والضلال.
هنا الموضوع سياسي لا علاقة له بالضلال او بالرشاد، فماذا لو كانت أفكار هذه الحركة أفكاراً علمانية او ليبرالية وليست دينية فما ترى سيكون موقف الاجهزة الأمنية منها وهي تحمل السلاح في وجه السلطة؟
هل ستصفها بالضلالة ايضا ام ستبحث لها في قاموس الشتائم السياسي عن مسمى آخر!!؟
من جانبنا نتعامل، في هذا الموضوع، مع ما جرى بداية الأسبوع في كل من البصرة وذي قار مع حركة سياسية لها اهدافها المفارقة لما عليه العملية السياسية التي تتبناها الحكومة ومجموعة الكتل والاهداف المكونة لها وللبرلمان،يظهر ذلك جليا في بيانها الذي نشرته على موقعها الذي لا يتهم بعض رجال الدين بـــ(الضلالة) فحسب بل يزيد عليها انهم (خونة وعملاء للاحتلال والطاغوت) وفي رسالة يرثي بها احمد الحسن – اليماني - (شهداء) الحركة نراه يتحدث عن (.. ونقمة على الكافرين عبيد امريكا ...) اذن فهو خطاب سياسي يتعلق بالاحتلال والمتعاونين معه او الصامتين تجاه ما يجري منذ خمس سنوات ممّن يُعتقَد ان واجبهم ان يكونوا بالضد منه وان يعلنوا ذلك.
شيء اخر ان الحركة ليست، كما وصفتها البيانات الرسمية، (فئة)؛ فحتى يوم الاثنين الماضي بلغ عدد المعتقلين 172 معتقلا (وما زالت قوات الامن تتعقب الفارين)- حسب وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والمعلومات الوطنية- فيما بلغ عدد القتلى والجرحى في كلتا المدينتين الجنوبيتين من المسلحين وقوات الشرطة والمدنيين اكثر من 320 قتيلا حسب البلاغات الحكومية حتى اليوم المذكور ايضا.
نحن اذن امام جماعة منظمة تنظيما جيدا ولها اهدافها السياسية وهي من الكثرة ان قدمت هذا العدد من القتلى والجرحى والمعتقلين ومن القوة بمكان انها جعلت الاجهزة الامنية تدخل في حالة انذار قصوى، وان الاشتباكات فيما بينها وبين قوات الامن التي، شكلت غرفة عمليات من اجل المتابعة والتنسيق، ما زالت تتجدد حتى الان.
ما يثير الاستغراب في تصريحات الرسميين والبيانات التي صدرت عن الاجهزة الامنية وغيرها انها وكما في كل مرة تحدث فيها مثل هذه الحوادث فانها تتهم دولا اقليمية بالتحريض والدعم، وزادت عليها هذه المرة ان قالت على لسان مدير مركز العمليات الوطنية والمتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف:ان "جهة دينية في بلد إقليمي" متورطة بالوقوف وراء جماعة ( أنصار المهدي)، لكنه رفض الكشف عن تلك الجهة أو الدولة قائلا "حكومة هذه الدولة ليست هي المتورطة بالوقوف وراء تلك الجماعة ودعمها بالمال، وإنما جهات دينية في تلك الدولة (هي المسؤولة)، وتفرض سرية التحقيقات عدم كشفها."
وما يزيد الامر غرابة ان من يتهم دائما هي جهات رسمية لا ادري مم تخشى ان تعلن اسم الدولة او الجهة في تلك الدولة الاقليمية كما جاء في تصريح المتحدث باسم الداخلية.
وكالعادة يبقى الامر طي الكتمان فلا ادلة يبرزها المسؤولون تدعم مزاعمهم لتقيد القضية كما الكثير من القضايا التي سبقتها ضد مجهولين لان من نفذها وقتل او اعتقل ليس هو المتهم الحقيقي لان العضو في حركة اية حركة يبقى مجرد منفذ لامر صدر له من قيادته والذي ربما هو ايضا لا يعلم عنها ولا عن اهدافها الحقيقية شيئا وان كان هذا لا يعفيه من المسؤولية القانونية.
هناك الكثير مما يثير فضول العراقيين وتساؤلاتهم معا فعلى المسؤولين ان يكشفوا عن هذه الجهة ومن وراءها وما هي اهدافها الحقيقية ليشبعوا فضول العراقيين ويجيبوا على تساؤلاتهم فيما ان كان ما جرى قد نفذه جند تنزلوا من السماء حقا ام جاؤوا من الارض بعد ان انشقت عنهم!؟
فما المانع؟
السنا في عصر الميتافيزيقيا السياسية!!!؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريو الحرب.. تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وحزب الله


.. البابا فرنسيس يشارك في قمة السبع لأول مرة.. ويدعو إلى توجيه




.. هل يُرجح الحرس الثوري الإيراني كفةَ قاليباف على حساب جليلي؟


.. التصعيد الإقليمي.. جبهة لبنان على وشك الانفجار | #رادار




.. حماس: إسرائيل قتلت 2 من المحتجزين بقصف على رفح | #رادار