الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الى موسم -الولي عريش - !!!! ؟؟

ناصر اسماعيل جربوع

2008 / 1 / 29
القضية الفلسطينية


اعذروني أيها القراء على هذه التسمية التى لا أنكر أنها تبطن نوع من السخرية ,ولكن الواقع المضحك المبكى للأمة العربية بشكل عام وللشعب الفلسطيني المقهور والمغلوب على أمره بشكل خاص دفعني لاختيار هذا العنوان --
فى صباح 25 -1 - 2008 م كان فجر جديد على أهل غزة المحاصرة منذ أكثر من ثمانية أشهر عانى فيه شعبنا الفلسطيني الصابر شظف العيش وتحملوا الصعاب وتعالت أنات الجرحى والمرضى وسقط العديد من شهداء الحصار وهم يصارعون سكرات الموت المحتوم لغياب الدواء وازدياد الداء والمرض الذي أصبح ضيف ثقيل غير مرغوب فيه على ارض وسماء غزة 00
فى صباح هذا اليوم فتحت الحدود البرية القسرية بين غزة وجارتها مصر وتدفق أكثر من 700 ألف فلسطيني إلى رحلة غير ممتعة إلى مدن مصر الثلاث (رفح والشيخ زويد والعريش )-- والتي لم تسمح الحكومة المصرية بتجاوزها - لست ندري ما المانع عند الحكومة المصرية الشقيقة من فتح باقي المدن المصرية وما الحجج الوهنة المساقة لتبرير هذا المنع لشعب كتب علية أن يكون معتقل فى اكبر سجن عرفه التاريخ !! ؟؟؟ لا أبالغ عند القول انه اشد قسوة من سجن " الباستيل الفر نسى " الذي يعتبره المؤرخين رمز الظلم فى العالم 00000 وعند سقوط الجدار الفاصل بين غزة ومصر تخيلت فى أول الأمر أن الباستيل سقط من جديد ورجعت بخيالي الوراء لعام 1789 واعتقدت متيقنا أن الحصار والسجن انتهى لشعبنا المقهور فى غزة 0000000
ولكن وعندما شاهدنا هذه الجحافل تتوالى تترى إلى المدن الفقيرة الثلاثة وكاميرات المحطات الفضائية تلاحقهم وتصور مآسيهم جريا وراء سبق صحفي من هنا وهناك 00 وسماعنا لمفرقعات كلامية من هنا وهناك لدرجة أننا تخيلنا أن شعب فلسطين أصبح مجالا واسعا للمزايدات ولا نبالغ حين القول أن الشعب معروض للمزاد العلني والاستغلال كل حب مبتغاة وهواه 0000
اخوانى القراء الأفاضل كثير هي الأفكار التى تتزاحم عند رؤية الشعب الفلسطيني الذاهب فى رحلة ملؤها المعاناة والبرد القارس بحثا عن لاشيء أحيانا , ولكن الهدف هنا فيه مكنون سيكولوجى محض 00 وسألنا بعض المغلوب على أمرهم لماذا تذهب إلى العريش فكانت الإجابة أكثر مفاجئة --- لا ادري --- المهم شعرت اننى خرجت من سجن غزة وأخرجت جزء من قرفي وشعرت ولو لحظة واحدة اننى إنسان كباقي البشر ممكن أن اجتاز حدود بلادي ولو بضع كيلو مترات 00000
وقفت بعدها مطرقا تفكيري وسائلا بكل سخرية وانا أشاهد تلك الجموع هل يوجد " ولى " صالح -- من أولياء الله الصالحين -- اسمه (عريش) ظهر فى منامنا وأوحى للفقراء والغلابة انه لزاما عليكم أن تذهبوا وتحجوا إلى دياري وتقدموا الهدايا والقرابين أمام ضريحي 00 جاء هذا التفكير الساخر اخوانى الأعزاء من واقع أن فقراء غزة قدموا كل ما يملكون من قوت يومهم والبعض باع هاتفه المحمول لشراء اى شيء من موسم الولي عريش 000
وهنا تذكرت تاريخيا تلك المواسم الدينية التى اقرها ( صلاح الدين الايوبى ) بعد تحرير الأقصى المبارك فى غرة 27-رجب لعام 1187 م-تلك المواسم التى كان هدفها تجميع المسلمين وتعارفهم وتحابهم وتوادهم من اجل خلق اللحمة فى الجسم الاسلامى وليس من اجل استغلال فقرائهم كما حدث فى العريش التى امتصت أموال الفقراء فى غزة وكل شيء ابصح بثمن – حتى شربة الماء هذا عدا عن الأسعار المضاعفة جدا وشهدنا فى العريش حصار فوق الحصار !!!؟؟؟؟ -- وحدث بلا حرج 0000
عفوا يا صلاح الدين أن استخدمت مصطلح موسم لمقالي واعترف هنا اننى قزمت المصطلح الذي كان يشهد فى عصرك وعصر من خلفك التجارة النزيهة الحرة والفروسية والمبارزة والشعر والاحتفالات الإسلامية والعربية والتي كان العربي يذهب إليها معزز مكرم ويرجع فرحا منتعشا بعد قضاء أجمل أيام حياته فى مواسمك الرائعة واستذكر هنا المواسم الفلسطينية التراثية الرائعة ( موسم النبي صالح فى الرملة وموسم النبي روبين قضاء يافا والنبي موسى فى أريحا ) وغيرها وها نحن سيدي صلاح الدين شاء لنا التاريخ أن نقزم تلك المواسم بموسم جديد مربوط بنوايا سياسية لادري ما ورائها طاب لي أن اسميه موسم الولي " عريش " الذي رفعت راياته حتى الآن مرتين الأولى صيفا والثانية شتاءا ولست ادري هل ننتظره فى الربيع والخريف فى المرة القادمة الله اعلم – فقد يكون مرتبط بالرياح السياسية الموسمية التى تهب من المرتفعات الجبلية المصلحتية المجاورة لتسقط أمطار من محلول المخدر السياسي ( البنج )على الشعب الفلسطيني الذي خلق من كوكب آخر يختلف عن كوكب الأرض يسمى كوكب الغلابة 000








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا