الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمة جذور تركية للتفجيرات الإجرامية الأخيرة في اسطنبول

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2003 / 12 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


 ليس خافيا على المتابع للأخبار  دور الانظمة و القوى المتحكمة بمصير البشرية في خلق أو دعم قوى الظلام و الرجعية . فالولايات المتحدة كانت أثناء الحرب الباردة تدعم بسخاء القوى الرجعية و خاصة في منطقتنا لمواجهة الاتحاد السوفيتي و اصدقائه . كما كنا على دراية بأن اسرائيل دعمت و ساندت منظمتي حماس و الجهاد الإسلامي لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية.
و قد اعترف مستشار الرئيس الراحل انور السادات بإن رئيسه كلفه بتعبئة عناصر شابة مؤمنة و مسلمة من الجامعة لتنظيم نفسها ضد الشيوعيين و اليساريين، و السادات راح ضحية سياسته حين اغتاله العناصر التي خلقها بنفسه. وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني و مام جلال شكّل في بداية الثمانينات من القرن الماضي " الجيش الكردي المسلم" ، لكنهم ما لبثوا أقدموا على ابادتهم قبل أن يشتد ساعد صنيعهم فينقلبةا عليهم أعداء أقوياء. و لكن الإتحاد فشل ايضا في سياسته تجاه مجموعات اخري بعد التسعينيات من القرن الماضي ، و هذا موضوع يتطلب دراسة مستقلة .
و هكذا في تركيا ،  ففي حينه و  بعد قيام أحزاب كردية في كردستان تركيا و رفعها السلاح بوجه النظام التركي  سمعت من   قرويين أكراد بأن مقاتلات تركية قد رمت عليهم مناشير تدعو " المسلمين" بعدم ايواء " المتمردين " لمعاداتهم الدين الاسلامي و محاربتهم " دولة الإسلام التركية" و تشاكرهم مساندة " حزب الله" التركي.  وقد كان الرئيس الراحل طورغوت اوزال قد لعب دورا في تأسيس حزب الله التركي و دعمه لمحاربة القوى القومية الكردية. 
فالدلائل كلها تشير إلى سياسة " عدو عدوي صديقي " الفاشلة بل الكارثية التي يدفع ثمنها ناس ابرياء كقتلى العمليات الارهابية أو  عائشين في جحيمها  ، و  هذه السياسة  اتبعنها الحكومات التركية المتعاقبة.
التحقيقات في التفجيرات الإجرامية في اسطنبول رغم اعتراف منظمة " القاعدة" اللإرهابية بتبنيها ،  تبين أن عناصرها كلهم من تركيا ، سواء كانوا أكرادا أو أتراكا.
 فالعنف و الإرهاب الإسلاميين في تركيا تعود جذورهما إلى الستينيات من القرن الماضي حيث بلغ اوجهما في 1990 بدعم من العسكر و الحكومات.
لقد تحالف الإسلاميون حيث كان الرئس اردوغان واحدا منهم   و الذئاب الرمادية الفاشية في الستينيات من القرن الماضي ضد اليسار و الشيوعيين و بدورهم كانوا من أوفي حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية  و ينسقون جرائمهم معا و يترصدون كل تحركات الشيوعيين  ، فعندما تظاهر اليساريون في تركيا عام 1996 ضد قدوم الاسطول السادس الأمريكي إلى اسطنبول أغرق حلفاء الأمس القريب من اسلاميين و قوميين  تظاهراتهم في بحيرة من الدماء.
ففي العقود الأخيرة أقدم الإسلاميون على قتل و إغتيال المئات من المثقفين المتنورين و العلمانيين و ارتكبوا ابشع جريمة العام 1993 حين اشعلوا النيران في تجمع لمثقفين ترك و كرد  تجمعوا لبحث مشاكل العلويين و التعاطف معهم إذ  احترق  37  من المثقفين  وكان اكثرهك كتابا وصحفيين في نيران جحيم حزب الله.
كتب الصحفي التركي ارتوغرول قورقجو في Info Türk
 في نوفمبر 23العام 03بان حزب الله قام بأكثر من 500 عملية قتالية ضد  ب. ك.ك. كما ينقل عن الجنرال التركي حسن قونداغجي قوله: " كنا نلاحق ب.ك.ك بكل قوانا بدون أن يؤثر على معنويتاهم و يضعفهم ، فاضطررنا الى اللجوء الة تكتيك آخر و هو حزب الله الذي خبرناه جيدا. كانت مهمة حزب الله  الأولى هي السيطرة على الجوامع و بعدها اصبحوا فعالين حول اطراف الجوامع ايضا ، لكنهم لم يقدموا علة مواجهتنا"

"بينغول"   قصبة  ذات  أكثرية  كردية يبلغ تعداد سكانها 60 ألف نسمة  يمكن اعنبارها قاعدة لحزب الله التركي و مسقط رأسه.  سكان القصبة توجهوا في الاسلام وجهة متظرفة بتأثير من شيوخهم و مرشديهم الروحيين  و ان هناك عديد من اهالي تلك المنطقة تلقوا تدريبات قتالية في دول الخليج و باكستان  بتمويل من المسؤولين على الأوقاف الدينية  في قصبتهم . و نتيجة الفقر و البؤس السائدين في المنطقة ، يلجأ الشباب الى الانخراط في اعمال التهريب و العصابات العالمية أو المتاجرة بالمخدرات و خاصة الهيرويين عن طريق باكستان و ايران ، و من الطبيعي أنه بالتالي يتعاطون مع تنطيم القاعدة و المنطمات الارهابية الأخرى بسهولة حيث مصدر العيش يكون في متناولهم بسرعة .
 فالمجرمون كانوا الى وقت قريب يدعون الى الاسلام الثوري و اعلنوا عداءهم للمجموعات الإنفصالية مثل حزب العمال الكردستاني ، مما اصبحوا يحظون بدعم الدولة المركزية حتى العام 1999 . فالمتطرفون الاسلاميون الاتراك اصبح لهم ايضا نفس مصير طالبان  افغانستان بعد ان اعلن ب. ك.ك و قف اطلاق النار فلم تعد الحكومة التركية بحاجة اليهم فاصبحت مشكلة التخلص منهم عسيرة و الاسلاميون المتطرفون  بدورهم اصبحوا يبحثون عن مصادر مالية جديدة و حماة جدد.  فالمجرمون الانفجاريون الذين فجروا كنيسين يهوديين و القنصلية البريطانية في اسطنبول و البنك الدولي ج اس بي سي فيها ، كانوا جميعا أتراكا و ثلاثة منهم من اهالي مسقط رأس حزب الله " بينغول".

يستنتج المرء مما تقدم أن الفقر و البؤس مصدر الشر و الإرهاب ، و أن القوى التي اعتمدت و تعتمد على قوى الظلام و الشر غير قادرة على اجتثاث جذورها . ففي العراق  نعيش حالة خطيرة و هي عجز القوة العطمى الوحيدة في العالم على اجتثاث جذور البعث الفاشي و التي دعمته بكل امكانياتها من قبل  ، بل الأخطر أن تلجأ إلى المساومة و التعاطي مع الإرهابيين البعثيين والقوميين تحت مسميات جديدة . فاجتثاث جذور الإرهاب هي مهمة المناضلين في سبيل الإشتراكية و كرامة الإنسان . 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق