الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع

عزيز العراقي

2008 / 1 / 28
دراسات وابحاث قانونية


توجت الدعوات النبيلة لتوحيد جهود قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية بأصار نداء من قبل الاساتذة حميد مجيد موسى ونصير الجادرجي وعبد الاله النصراوي , والذي وقعه الكثيرين من ابناء هذا الشعب المنكوب بكل طوائفه وقومياته , ولايزال مثار اهتمام العراقيين الراغبين في بناء عراق ديمقراطي حقيقي يضمن سلامة العراق , وسلامة شعب العراق , بديلاً عن الوحدة الهشة التي ارتكزت على ما يسمى بالمكونات العراقية , وكأن هذه المكونات ليست متداخلة ولا متجانسة , ولا تشكل بمجموعها الشعب المنكوب . وكان حصيلة هذا التوافق الهش و (الانتهازي ) بين قيادات هذه المكونات,المحاصصة القاتلة للتضامن الوطني , والمسؤولة بالتضافر مع سلطات الاحتلال , وعصابات البعث , والمليشيات الطائفية , عن الوضع الدموي الذي وصلنا اليه.

ولعله من المفيد ايضاً الانتباه للصعوبات التي ستواجه الخطوات العملية لبلورة هذا التوجه , واهمها كما اكد بعض الاخوة على ضرورة التحرر من الاطر المكونة للذات الحزبية , او الفردية , باتجاه الاتفاق على الوسط الجامع . ومن جانب آخر فان الاستجابة الواعية لهذا التوجه ستثير المخاوف الجدية لدى اغلب القيادات السياسية المتنفذة في الوقت الحالي , والمستفيدة من ضرورة استمرار وتثبيت طرق العمل الحالية في ادارة الدولة , والمبنية على اسس المحاصصة الطائفية والقومية .

ولكي لايكون التفاؤل مفرطاً , فلاشك ان العراقيل التي ستضعها القوى ( المتنفذة ) ستكون كبيرة . وكلنا نذكر تجربة الانتخابات السابقة , وكم من دجل الشعارات روجوا , وكم من المقرات احرقت , وكم من الشهداء سقطوا , وبالذات من القائمة " العراقية " لأنها الوحيدة التي امتلكت برنامج سياسي وطني خارج الاطر الطائفية والقومية . والفشل الذي رافق وحدة عمل " العراقية " ينبغي الاستفادة منه في وضع الضوابط التي تفرق بين من يريد ان يركب السفينة الديمقراطية عن قناعة , وبين من يريد ان يعبر بها الى الضفة الاخرى فقط , مثل الدكتور اياد علاوي وجماعته عندما وافقوا على برنامج القائمة " العراقية " , ولكنه سرعان ما التجأ الى دول الجوار العربي الرافضة للتغير الديمقراطي في العراق , وقوى عراقية معادية في الاساس للعملية السياسية , في محاولته المعروفة للعودة السريعة لرئاسة الوزراء , بعد ان وجد طريق تحقيق برنامج " العراقية " طويل ويحتاج الى الكثير من الجهد للم العراقيين .

ان الرغبة في افشال المادة 140 الدستورية الخاصة بكركوك , وايقاف عقود النفط المثيرة للجدل التي وقعتها حكومة اقليم كردستان مع الشركات الاجنبية , وحد موقف الكثير من القوميين والطائفيين من السنة والشيعة – الذين يتقاتلون الى هذا اليو م - , فما بالك عندما يقوم تيار ديمقراطي وطني حقيقي يعرفون جيداً انه سيكون الاخطر عليهم وعلى مصالحهم , وعن طريق تعديل توجه العملية السياسية لتكون اكثر تعبيراً عن المصلحة الوطنية . وهذا ما سيوحدهم اكثر مع مواقف سلطات الاحتلال التي يدعون انهم يعملون على اخراجها من العراق . والامريكان من جانبهم يقبلون بكل التعثر الحاصل بالضد من رغبتهم , مثل التراخي بخطوات المصالحة, وعدم اقرار قانون النفط والغاز لحد الآن , وغيرها من احتياجات المصلحة الامريكية , ولن يقبلوا ان يتمكن التيار الديمقراطي الوطني الحقيقي من النهوض ورفع راية المصلحة الوطنية , ويكون نداً قوياً لارادة سلطات الاحتلال الامريكي . اضافة لموقف النظام الايراني وباقي الانظمة العربية الرسمية التي لن تقبل ايضاً بالمحتوى الديمقراطي للعملية السياسية العراقية .

ان الصعوبات التي ستواجه هكذا مشروع مصيري , وما سيرافق طريق بنائه من تلكؤ , ويمكن ان يكون تراجع في بعض الاحيان , لايثبط العزم عن السير به , والكل يدرك حجم التمزق السياسي الحاصل , وحجم المأساة التي تعيشها الجماهير العراقية – السند الحقيقي – لهذا المشروع , وبدون استنهاض دور هذه الجماهير لن تتيسر السبل للخروج من الاطر الطائفية والقومية . ورغم التأخر الذي شاركت فيه كل الاطراف الديمقراطية , يبقى هذا النداء وضرورة ايجاد الآليات النشطة لتفعيله على ارض الواقع , الطريق الاسلم لتجاوز التخبط المرير, وانتظار ما تجود به المصالح الامريكية , واحزاب المحاصصة الطائفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل


.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ




.. نتنياهو: شروط غانتس تعني هزيمة إسرائيل والتخلي عن الأسرى


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأونروا: 160 موقعًا أمميًا دمرته




.. الصفدي: الأونروا ما زالت بحاجة إلى دعم في ضوء حجم الكارثة في