الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على الطريق بين غزة وبيروت.... ادفنوا النظام الرسمي العربي

خالد حدادة

2008 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


رغم الفرق الظاهري في طبيعة الأزمتين المنفجرتين اليوم بعد زيارة بوش الأخيرة الى المنطقة.... أي أزمة لبنان وأزمة فلسطين متمثلة بالحصار المجرم لمدينة غزة، فإن خيطاً قوياً يمثل اتحاداً لثلاثة خيوط يجمع بينهما.... زيارة بوش، نتائج مؤتمر أناوبوليس، السقوط المدوي للنظام العربي الرسمي....

إن إعلان يهودية دولة إسرائيل، تعني بشكل رئيسي تهجير الفلسطينيين من الداخل الفلسطيني وتوطينهم حيث هم [أو تهجيرهم الى المهاجر البعيدة] وفتح المجال أمام شعارات أصولية إسلامية أو مسيحية أو خلافها في الشرق الأوسط لإغراقه وإغراق كياناته السياسية في حروب متنقلة، إختلاق محاور وقضايا صراع تخفي معها موقع الصراع الرئيسي العربي ـ الإسرائيلي...

وعلى مستوى غزة ولبنان فهذا المشروع يستلزم بشكل رئيسي ... إزالة حالة غزة [وإذا أمكن إزالة شعبها] وضمان صمت وتآمر عربي رسمي يغطي هذه الجريمة ويؤمن لها شروط شرعيتها (الرد على المغامرين... وهو الشعار نفسه الذي حاولوا معه تغطية العدوان الأميركي ـ الإسرائيلي على لبنان عام 2006) وفي لبنان فإن هذا المشروع يقتضي إبقاء الجرح اللبناني نازفاً وإغراق البلد في حملة صراعات ذات أبعاد طائفية ومذهبية تغطي وتخفي إمكانية تحول الأزمة الحالية وحلها الى بوابة لحل دائم للأزمات المتتالية في بلدنا....



* * *



على مستوى غزة لقد فعل النظام الرسمي العربي، فعله التآمري منذ لحظة وجود جورج بوش في المنطقة... إذ أنه ورغم صراحة جورج بوش في عدوانيته وتبنيه الكامل للمشروع الإسرائيلي ولدولة إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني... فإن النظام الرسمي العربي بمكوناته "المعتدلة" وهي الصفة الملطفة لفعل الخيانة والتآمر العربيين استقبل المجرم الكبير بحفاوة لا أعتقد أنهم يوفرونها للخلفاء الراشدين فيما لو عادوا اليوم للحياة....

وليست الحفاوة فقط بل أنه توفيراً له لظروف وشروط أكثر ملاءمة لتنفيذ مشروعه، وفروا له عبر كذبة صفقات السلاح، التمويل الكافي (الأضاني) لمشروعه التآمري ولموازنة العدو الإسرائيلي الضرورية لتنفيذ الجزء المتعلق بها في إعتداءاتها على شعب فلسطين وعلى الجنوب اللبناني... حارمين من هذا الوفر النفطي فقراء العرب الذين يعانون دولاً وشعوباً مخاطر الجوع والمرض والتخلف....

وكأن ذلك الدعم كله لمشروع التصفية الأميركي للشعب الفلسطيني لا يكف.... فأتت خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع ( وربما غداً الرصاص) لتشدد من قبل النظام الرسمي العربي (المصري) الحصار على غزة عبر معبر رفح....

فماذا كان الموقف الرسمي العربي من ذلك كله... إجتماع على مستوى المندوبين للجامعة العربية؟؟

لا... لم يعد كافياً لك وللجامعة أيها السيد الأمين العام عمرو موسى أغنية "شعبولا" كي تثبت عروبتك وعروبة الجامعة....

كما أن المواقف المستحية والتابعة دون الحد الأدنى والمتلطية بالصراع الفلسطيني الداخلي لم تعد تكفي لتغطية موقف "السلطة الفلسطينية" (أية سلطة؟؟) ولا لتغطية الصراع عليها من قبل الفصائل الفلسطينية المختلفة في الضفة وغزة....

أليس ما يجري اليوم على مستوى الأنظمة العربية شبيه بما جرى في أربعنيات القرن الماضي من تآمر للملوك والرؤساء (أحفادهم وأبناؤهم في الحكم اليوم وبالتالي لا غرابة في ذلك)؟



* * *



وفي بيروت.... وعبرها بين دمشق والرياض....

ماذا قدم النظام الرسمي العربي (عبر وكيله العام) من جديد لإنقاذ لبنان وشعبه...

حتى لا نظلم قدم لأساتذة الرياضيات واللغة العربية مسألة جديدة ربما تساعدهم في تقريب فهم الكسور والأعداد العشرية والتباسات التعبير اللغوي....

وغير ذلك ماذا قدم؟ عناصر جديدة تضاف على الأزمة فتزيدها عمقاً... ذلك أن الحل العربي بدأ من النقطة الخطأ أي وقع [ربما عن قصد] في تبني التشويه الذي رسم صورة الوطن اللبناني منذ القرن الماضي حتى الآن أي تبنى الإلتباس القائم في تحديد "مكونات المجتمع اللبناني" هذا التعبير الذي يستخدمه أرباب النظام اللبناني وتبناه النظام العربي الرسمي (والعالمي؟)....

فمكونات المجتمع اللبناني، عند عمرو موسى والنظام الرسمي العربي، كما عند التحالف السياسي الطائفي الحاكم في لبنان هي الطوائف اللبنانية... المجتمع اللبناني، الوطن اللبناني هو جمع كمي لطوائف تختصرها زعاماتها وتتحاصص قضاياها الإقتصادية، الإجتماعية والوطنية على السواء.... فالمقاومة لا يمكن إلا أن تكون "طائفية" وإلا فأنها لن تكون لبنانية (في فهم النظام الرسمي العربي) وهذا طبعاً ما يسهل التآمر الداخلي والخارجي عليها...

والإقتصاد الوطني، لا يمكن إلا أن يكون عبر طائفة أخرى جزءاً من خطة العرب في مكان آخر وأي إنتقاد لسياسة الدولة في هذا المجال هو هجوم على "الطائفة الكريمة وأهلها" وإيقاظ "للفتنة" ـ "لعنة الله عليها" يجب أن نلعن "إيقاظ" الفتنة وليس الفتنة هكذا يفهم "السنيورة" الحل أو هكذا أفهموه....

أما الدعوة الى الإصلاح فهنا الطامة الكبرى.... فأية دعوة للإصلاح والتغيير تصبح هجوماً وإهانة لمن "أعطي مجد لبنان له"....

أيها السيد الوكيل الشرعي للنظام الرسمي العربي... فشلك حتمي لأنك تعتبر مكونات لبنان هي طوائفه وإذا كان الأمر كذلك فأنك تختطئ العنوان، الحل لا يكون عندها في لبنان بل عند المرجعيات الدولية والإقليمية لزعامات الطوائف والناطقين زوراً باسم مصالحها....

إن "مكونات الوطن اللبناني" هي المواطن اللبناني، عماله، فلاحوه، مثقفوه، صناعيوه.... نساؤه وشبابه.... فإذا كان هنالك من مجال لحل جدي فلا يكون إلا بإعادة تعريف المواطن اللبناني ومكونات الوطن اللبناني.... وخلاف ذلك فالأمر لن يتعدى مسائل حسابية ولغوية ستترك أثراً سلبياً على الطالب اللبناني والطفل اللبناني وعلاقته المستقبلية مع "اللغة" و"الحساب"....



* * *



رائحة النظام العربي الرسمي أصبحت كريهة.....

أصبح الواجب دفن هذا النظام.... ولكن المشكلة الثانية التي تطرح، هل هنالك بديل جدي لهذا النظام الرسمي يحمل مشروعاً جدياً ويساهم في دفن القديم....

للأسف هو التحدي أمام القوى السياسية العربية والمجتمع المدني العربي... وبشكل خاص هو التحدي أمام القوى اليسارية والديمقراطية العربية....









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح