الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلالويا حلت بأرضنا الديمقراطية

مالوم ابو رغيف

2008 / 1 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على عين اليتيمة عزل السوق يقول المثل العراقي متناغما ومنسجما مع المثل المصري جت اليتيمة تفرح ما لقتلهاش مطرح، ذلك هو حال الشعب العراقي الغلبان، الذي اعتقد ان مصطلحات السياسية الجديدة العجيبة الغريبة ستتخمه طعاما وتغرقه شرابا وتنعمه وتسعده وتجعله مثلما قال يوما الرئيس المؤمن الذي صعد لحما ثم نزل فحما عبد السلام محمد عارف في اطروحته الشهيرة لكسب ود الجنود الذين تفشى وفتك بهم السعار الجنسي مثل ما يفتك بالمجتمعات الذكورية السعودية المتأزمة فيتفجرون شبقا قبل ان ينفجروا في سياراتهم المفخخة سراعا لنكح بنات الله الحوريات. قال الرئيس المؤمن للجنود بانه سيزوجهم مثنا وثلاثا ورباعا ويسعدهم مثل سعادة """قاعدة وبيتك على الشط ومنين ما تمايلتي غرفتي""" اما عندنا فقد طبقنا ديمقراطيا فنائب الرئيس العابس يدعو للقضاء على الطائفية بالزواج الوطني وعبد العزيز الحكيم يزوج اولاد بدر على مليشيات الصدر وبنت العشائر تعرض نفسها على ان يكون مهرها قتل المحتلين واذنابهم..
عدد لا يحصى من المصطلحات التي غزت الحياة العراقية السياسية والاقتصادية والاجتماعية العراقية ودخلت دون ان تطرق الباب او يسمح لها بالدخول، هكذا عنوة فرضت نفسها بنفسها واصبحت محل نزاع بين السياسين الخائبين لانهم لم يجدوا ما يخدعون الشعب وما يلهون انفسهم فيه الا العراك على مصطلحات دوخت الشعب وصيرته اطرشا في زفة.
تكنوقراطية و ديموقراطية، حقوق انسان وحقوق حيوان، ومساواة ودولة القانون وبرلمان، الرئاسات الثلاث والناطقين الرسمين، الاقاليم و الفدراليات ، منظمات المجتمع المدني و الاتحادات ، منظمات حقوق المراة المسلمة والمؤمنة والمتدينة والسنية والشيعية ، التوافق والوفاق والشورى والدستور وتعديل الدستور والاستفتاء والانتخابات كم هائل من هذه التعابير والكلمات زادت على اسماء الله الحسنى وفاقتها في كبرها وحجمها وغرابتها وعجبها ان تجدها مطبوعة على فم علماني ولبرالي و رجل دين و شيخ عشيرة و اقطاعي ووهابي بالامس القريب كان يقول ان الديمقراطية رجس من عمل الشيطان ومؤامرة استعمارية وسيف صليبي مسلط على رقاب المسلمين.
الم يقولوا انها ديمقراطية!!
فها نحن نُختطف ونُقتل وُنسلب ونُنهب ونُسب ونُشتم وُنهجر ونُشرد ونٌطرد
ونُفقر وفق اليات ديمقراطية اسلامية دينية مقدسة، تعلن ان حياة الدنيا الا متاع الى حين. في العراق الديمقراطي يوجد جيوش للمقاومة التي لا يطهرها من نجسها ورجسها كل مياه زمزم ومياه حوض الكوثر الخيالية وعندنا جيش وانصار واحباب واصحاب واقارب ونسائب الامام المهدي، عندنا مليشيات لله وللنبي وللامام وللصحابة وللصحابيات وللخلفاء الراشدين والخلفاء المراهقين، عندنا كم هائل من المرجعيات الدينية باسماء تشابه اسماء الفنانين فمن مرجعية اليعقوبي الى الصدر( الاول والثاني والثالث) الى البغدادي الى الضاري. ولاول مرة في التاريخ تتشكل مليشيات للصاحين بعد افاقتهم من نومهم العميق فيدخلون الى التنظيم حتى من دون غسل ايادي ولا وجوه ليقبضوا المقسوم.
في العراق قلنا وداعا ايها الملل، فنحن مثل كل الشعوب الديمقراطية الاخرى، نتسلى بالفساد والفضائح، فالوزير الفلاني هرب بمئة مليون والاخر فر بمليار وعتال اصبح دكتورا ودكتور لا يقرا ولا يكتب وملا اصبح لبراليا ولبرالي اصبح ملا وهذا وطني نهارا وارهابي ليلا، وهذا طائفي ديمقراطي وهذا علماني يدعوا الى العلمانية في سبيل الله ومن اجل الدخول الى الجنة وكان العلمانية واللبرالية خداع للناس والضحك على ذقونهم.
في ديمقراطيتنا اصبحنا رومانسيين نكره ضوء الكهرباء الاصطناعي ونحب ضوء القمر الطبيعي نتسلى بالنجوم وضوءها الازرق فنعدها واحدة بعد الاخرى وان سترتها الغيوم ما علينا الا التمتمع بقدح شرار العيارات النارية. هل يوجد اجمل من النساء العربيات المسلمات وهن عائدات يتراقص الماء في جرارهم الفخارية؟
ليس مهما نوعية المياه قد تكون انهارا او بركا راكدة، وليس مهما ايضا اكانت المياه للشرب، للطبخ، للغسل او لطرد العفاريت والابالسة او للرقية الشرعية، المهم المنظر الجميل الذي سيرسمه الفنانون في لوحاتهم الخالدة .
الم يقولون بان ليس في السياسة صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة!!
ها نحن نرى خلف العليان عراب المقاومة ولسان حالها البائس يتجشم عناء الطريق لياتي مستفسرا عن صحة عدوه اللدود رئيس الوزراء نوري المالكي الذي اتهمه العليان بالاستبداد السياسي والطائفية والموالاة لايران وتنفيذ اجندة مذهبية اجنبية. ها هو يفتح فمه على اوسع ما يقدر ضاحكا فرحا مرحا مستبشرا للملاقاة الديمقراطية، بينما ينسى المالكي كل فضائح الارهابي عدنان الدليمي، فللمالكي ما يتسلى به، ليس مثل بقية الشعب الذي يتسلى بالفضائح، فيرحب به ويقبله بوجنتيه ويعده باطلاق سراح نجله الارهابي مكرما محترما دون المرور بروتين القانون وتعقيدات الدستور وبلاهة الكتاب والمتطفليين. عما قريب سترجع الكتل للحكومة التي ستزيد و تصرف كل الرواتب المتأخرة للوزراء والنواب ونواب النواب العائدون والتي تبلغ ملايين الدولارات. لا يهم بالطبع مصير الشعب ولا مصير العدالة ، ولا القانون ولا المساواة المهم هو سير العملية الديمقراطية وعلى راسها الديمقراطي الاسلامي المالكي.
في ديمقراطيتنا الفساد ماركة مسجلة، الفساد اساس النجاح، فكم من وزير ونائب ومدير فسد فساد وحكم و اصبح مليونيرا.؟
هل رأينا احدا امام المحكمة.؟
هل صودرت اموال احد.؟ هل تعقبوا اموالهم المنقوله وغير المنقولة.؟
لذلك نعطي الحق للوزير الطماطة( يرهم على كلشي!! فقد كان وزيرا للاسكان، فنام الناس في الشوارع، واصبح وزيرا للداخلية فكثرت الجرائم واصبح وزيرا للمالية فزاد الفساد وكثرت الاختلاسات) باقر جبر الزبيدي صولاغ الذي لم يقطع وعدا الا ولم ينفذه!! حيث قال بان لا ضرورة لهيئة النزاهة ولا للنزاهة كلها، فهي تعرقل العملية الديقراطية، وتجعل من الوزير خائفا مرتجفا مهتزا خوفا من الفضيحة، فلا يقدم على عمل ولا على اعمار ولا على بناء خوفا من هذه الهيئة البعبع التي نسمع عنها ولا نرى عملها.
هذه هي الديمقراطية... لنا الحق ان نقول ونكتب ونصرخ ونموت ونمرض وننتحر لكن لا يسمع لنا احد. هلالويا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل