الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمه الأنسان العراقي .... الى متى .....والى اين

سرى الصراف

2008 / 1 / 28
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


القتل ..... الخطف ..... السيارات المفخخه ..... العبوات والأحزمه الناسفه ..... الأغتيالات المنظمه ......
كلمات ذات معاني مخيفه ووقع مرعب على الأذان والنفوس . في بلدنا العراق وبعد سقوط بغداد اخذ الناس يتناقلون اخبار القتل , الخطف ....الخ , بخوف وفزع وشكلت هذه الأخبار شغلهم الشاغل حتى لا يكاد يخلو منها حوار , سواء اكان الحوار بين مثقفين او ابناء العامه او حتى الأطفال . وهم لا يتناولون تلك الأخبار لمجرد الحديث فقط بل بهدف التحليل ايضا , فتراهم مره يسألون عن سبب وقوع الأنفجار في هذا المكان وهذا التوقيت ؟ ..... ومره عن سبب خطف شخص معين ؟ .... واخرى عن سبب اغتيال هذا العالم دون غيره ؟ ..... ماهي الدوفع لكل هذا ؟ ..... ومن الممول ؟ ...... ومن هو الشخص او احزب الذي يستطيع ان يخرج البلد من هذه ( الورطه ) على رأيهم ؟ ..... كل هذه الأسئله وغيرها كثير كانت مواد للنقاش بين الناس , فكل واحد منهم كان يحاول ان يعبر عن رأيه مهما كان ( ربما ليعوض عن سنوات الكبت والصمت والسلبيه التي عاشها العراقيون في زمن النظام البائد ) .
ولكن ... وان اضع ثلاث خطوط تحت هذه الكلمه .....
بعد مرور سنوات على دخول العراق في دوامه العنف وغرقه في بحر الدماء اصبح الناس يواجهون هذه الأحداث بلا مبالاه ملفته للنظر , فبعد كل تلك النقاشات والأختلافات وبعد ان كان لكل شخص في المجتمع العراقي جهه او حزب او حتى سياسي مقتنع به وبقدراته وبوفائه للوطن , حل السكوت والأبتعاد محل كل هذا .
فلماذا ياترى هذا السكوت وهذا الأبتعاد عن هذه المواضيع ؟.....
قد يقول احدهم لأن هذه المواضيع اصبحت تتكرر بكثره في حياه المواطن اليوميه ففقد الأثاره بالحديث عنها وتركها ......(ممكن) ...... ويقول اخر ان الأنسان العراقي فقد الثقه بقياداته ولم يعد يجد فيهم احد يستحق ان يدخل نفسه في نقاشات من اجله .......(ربما)...... او ان اراده الحياه لابد ان تغلب اراده الموت ويجب على الأنسان ان يترك كل ماهو مؤلم ويفكر بالمسرات (وما اكثر الألام في العراق) ....... وانا اقول ( ياريت) ....... وكل مايمكن ان يقال مقبول ولكن من وجهه نظري ( كأنسانه عاشت هذه المأساه بكل تفاصيلها ) ان العراقين شعروا بالعجز وقله الحيله وفقدان الثقه في انفسهم وادركوا ان مايحدث اكبر من ان تستوعبه عقولهم واقوى من قدرتهم على مواجهته وحله وايقنوا انه حتى حريه الكلام والنقد التي كانت مباحه في البدايه اصبحت الأن ممنوعه وقد تؤدي بالأنسان الى الهلاك وان منحهم تلك الحريه في البدايه كان لمجرد التنفيس عنهم ( لكي لا ينفجروا بوجه عدوهم الحقيقي ) لا لجعلهم اصحاب قرار في اداره بلدهم وشؤنهم ...... والمعترض على هذا الكلام اتمنى منه ان يجيبني على هذه الأسئله : من وراء قتل عشرات النساء في البصره ؟ ولماذا ؟ ....... من خلف تفجيرات الموصل ؟ وكيف نفذت ؟ ...... من المسؤول عن اغتيالات الأساتذه الجامعيين واخرهم عميد كليه طب الأسنان _جامعه بغداد الدكتور منذر مرهج ؟ ومن يقوم بهذه الأغتيالت المحترفه ؟ ...... وما حقيقه ما حصل في البصره والناصريه في يوم عاشوراء وقتل عشرات الشخاص بحجه انهم ينتمون الى جماعه اليماني ؟ ..... هذه الأحداث وغيرها الكثير ( ولكني اخترت هذه الوقائع بالذات لقرب فترتها الزمنيه ليس الا ولمن يريد المزيد فالأرشيف العراقي ملىء بمثلها وبما هو افضع منها ) .....ويبقى السؤال الأهم من هو المستفيد من كل هذا ؟ وانا اعتقد ان الجواب واضح ولكني لن اجيب بل اكتفي بالأجابه على سؤال اخر , من هو المتضرر ؟ وهنا اجيب بكل ثقه ان المتضرر الوحيد هو الشعب العراقي ...... بعد كل هذا لم يبقى امام الفرد العراقي سوى العيش لمجرد العيش ( والسير بجنب الحيط ) على رأي اخواننا في مصر كي لا يقع في مطب ربما يودي بحياته والحياه هي الأخرى اصبحت بلا قيمه لديه فالبعض يعتبر الموت راحه ابديه من هذه الفوضى العارمه والخراب المستمر ........... عذرا لهذا العرض السوداوي المتشأم للواقع ولكننا لسنا بحاجه لمن يجمل الواقع فخبراء التزييف والتلوين كثيرين ومحترفين , لكني انبههم الى ان الواقع العراقي كالمرأه الدميمه التي مهما حاول خبراء التجميل تحسين شكلها فشلوا , فهي بحاجه الى ( جراحات ) تجميليه وعلى ايدي اطباء متخصيين ومحترفين لا بل وبروفيسورات في هذا المجال كي يستطيعوا تحسين مضهرها , لأنها لو وضعت بيد اطباء عاديين سوف تكون النتيجه اسوأ من قبل ( وما نعانيه اليوم هو نتيجه هؤلاء الأطباء الغير كفوئيين ) ..... فأي حزب او تيار او شخص يريد اصلاح الواقع العراقي والنهوض بالفرد والمجتمع سياسيا واقتصاديا وعلميا وفكريا ويريد ان يحداث تغيير حقيقي وملموس في كل جوانب الحياه ويعوض الناس عن كل ما مروا به من حروب وويلات ومجازر ( وهذا ما تطمح اليه قوى اليسار الديمقراطي العلماني ) يجب ان يدركوا انها مهمه صعبه تتطلب الأبتعاد عن الشعارات الكبيره والأحلام العظيمه والبدأ خطوه خطوه ( فرحلت الألف ميل تبدأ بخطوه ) . كما ويجب ان تكون هذه القوى مستنده على ناس اكفاء مخلصين للوطن ومحبين للمواطن العراقي البسيط المغمور ليسوا ممن يعيشون في ابراج عاجيه بعيده عن معاناه الشعب ويودون ان يطبقوا نظرياتهم وافكارهم بغض النظر عن الواقع , كل هذا وغيره الكثير ان لم يوضع في نظر الأعتبار فأن هذه التيارات سوف تنكسر على صخره الواقع العراقي الذي كسر تيارات واحزاب لاتعد ولا تحصى ......
واخيرا اقول ان اي مشروع وطني لايمكن ان ينفذ او بنجح في ارض محتله ومغتصبه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة