الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقط من اجل شرف الحقيقة

عزيز العراقي

2008 / 1 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لو قالها شخص آخر غير الدكتور ابراهيم الجعفري " ان المحاصصة الطائفية ( التي وصفها ) السيئة الصيت هي التي اودت بالعراق الى الوقوع في حالات التمييز والتخندق " لوجدنا له بدل العذر , ألف عذر , ورئيس الوزراء السابق الجعفري وصل لهذا المنصب لكونه رئيس حزب " الدعوة " الشيعي فقط . ويتهم بعض اعضاء حزب " الدعوة " الجعفري بالمساومة للاستئثار بمنصب رئيس الوزراء مقابل عدم حصول الحزب على وزارات عدة يمكن للحزب ان يستفاد منها اكثر , حاله حال " المجلس الاعلى " و" التيار الصدري " وباقي اطراف " الائتلاف " الاخرى . ولهذا السبب يرجعون ايضاً اضطرار رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي الى تعيين اغلب اعضاء قيادة حزب " الدعوة " كمستشارين له , للتعويض عن الغبن الذي شعروا به نتيجة رئاسة الجعفري للحزب . وبسبب هذا ( التعويض ) يتهمهم الجعفري بأنهم تآمروا عليه وانتخبوا بدله المالكي لرئاسة الحزب , ويطالب باعادة الانتخابات الحزبية .

ولعل ابرز انجازات الجعفري عندما تولى منصب رئاسة الوزراء , تمكنه مع وزير داخليته السيد بيان جبر من وضع اليد على وزارة الداخلية التي اصبحت من ( حصة ) " الائتلاف " , واستغلال اعادة تأسيسها , لملئ جهاز الشرطة وباقي المواقع المهمة بعناصر المليشيات الشيعية , والمتهم بعضها ( قوات بدر ) التابعة للمجلس الاعلى بالارتباط العضوي مع حرس الثورة الايراني . والكل يعرف الجرائم التي ارتكبت بأسم منتسبي الشرطة في الوسط والجنوب , ولعل ما قاله مدير شرطة البصرة ما يختصر الكثير في برنامج " مهمة خاصة"الذي قدمته قناة " العربية " , ومن اعداد الصديق نجاح محمد علي مساء 20080124 , " ان اغلب الجرائم تقوم بها قوات الشرطة , كأشخاص , او معدات مثل السيارات والملابس والاسلحة والبنايات , واغلب المنتسبين يخضعون لتوجيهات احزابهم الشيعية" .
ولاشك ان تشكيل وزارة الداخلية بهذا الشكل , كان سبب اساس في تعميق الصراع الطائفي , وجريمة قزمت امامها مئات الجرائم الصدامية , ولو تيسر للعدالة ان تتحقق في العراق لدفع الجعفري ووزير داخليته اغلى الاثمان . ونتيجة تفشي هذا المرض الطائفي في اجهزة وزارة الداخلية حجبت عنه الثقة من قبل كل القوائم السياسية بما فيها قائمته " الائتلاف " بعد الانتخابات االاخيرة , ولكنه اصر على الاستمرار في الترشح مرة ثانية , وأخر العملية السياسية ثلاثة اشهر , ولغاية تدخل الامريكان الذين اجبروه على التنحي .

المذكور ليس بالشئ الجديد ومعروف للجميع , ولكنه لتذكير السيد الجعفري بأنه لايستطيع ان يخدعنا مرّة اخرى بلباقته وادعائه بأنه يعمل فقط لوجه الله والصالح العام . وفي رده على سؤال حول نشاطه الحالي ومحاولته تشكيل تيار جديد , والمنشور في " صوت العراق " يوم 20080125 نقلاً عن مقابلته مع راديو " سوا " شدد الجعفري :" على ان مشروعه ليس بديلاً عن مشروع الحكومة , وانه لاينوي القيام بتحرك مضاد لحكومة نوري المالكي , وان الجبهة التي ينوي تشكيلها لاتختلف على امر فيه مصلحة العراق " . اذن ما هي ضرورة تشكيل هذه الجبهة الجديدة ؟! ولايزال حزبك " الدعوة " في رئاسة الوزراء , وقائمتك " الائتلاف " تقود العملية السياسية .

الجعفري حاله كحال رئيس الوزراء الذي سبقه الدكتور اياد علاوي , حينما وجد نفسه عاجزاً عن الايفاء لشروط العملية السياسية امام رغبته الجامحة في العودة لمنصب رئيس الوزراء , فأخذ يدور ويستجدي تأييد الانظمة العربية , كما يفعل اليوم ابراهيم الجعفري في زيارته الحالية للقاهرة والتي صرح فيها بأنه سيزور بعض العواصم العربية لتوضيح ما يحتاجه العراق حسب وجهة نظره . ومن جهة اخرى لانستغرب لقاء الدكتور اياد علاوي بالبعثيين وامكانية التفاهم معهم , لكونه في الاساس كان بعثياً وانشق عن عصابة البكر – صدام قبل ان ينفرد صدام في الحكم , وكان يطمح لاستيراث البعث . ولكن ما الذي يدعو الجعفري للالتقاء بعصابات كان يعتبرها السبب الوحيد في تدهور وضع العراق عندما كان رئيساً للوزراء ؟! حيث قال في ذات المقابلة مع " سوا " : "التقيت بفصائل حملت السلاح ولديها مشروع وطني " . والسؤال هو للسيد رئيس الوزراء : هل يتمكن من ايقاف الجعفري عن مواصلة هذه اللقاءات , او احالته الى لجنة تحقيقية , كما هدد الدكتور اياد علاوي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا