الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاية : إلي أحمد الجار الله : ماشأنك بمصر الشعب ؟

محمود الزهيري

2008 / 1 / 30
كتابات ساخرة


نعم هي المجاملات التي تكون علي حساب مصالح شخصية , أو مصالح عائلية , أو حتي مصالح يبتغي من ورائها كل صاحب مصلحته فيما يرسم ويخطط لها ويحدد لها من أهداف وطرائق للوصول إليها , فالأوطان في بلاد الأعراب مازالت تدار بمفهوم وعقلية الفردالإله ,أو من خلال أسرة الإله الحاكم , بلاشريك له أو منازع في الحكم والسلطة , ومن ثم كان ولابد وحتماً من وجود آلة إعلامية يقودها جيش من الأعراب المعاريب يبررون للحكام الألهة أو أنصاف الألهة مايصنعون بشعوبهم حتي لو كانت هذه الصناعة هي مصادرة الحريات وإنتهاك حقوق الإنسان , بداية من تأميم الحكم والسلطة لصالح الفرد الحاكم وأسرته !!
ومن ثم كان الأجدر بأحمد الجار الله أن ينظر في أحوال حقوق الإنسان والحريات داخل إطار دولة الكويت قبل أن يوجه خطابه للرئيس المصري , طالباً منه الصبر والتريث علي الشعب المصري , ومحذراً الشعب المصري من ثورة الحليم الذي هو الرئيس المصري , إذا غضب , وطبعاً الغضب يكون علي الشعب المصري بمزيداً من الإنتقاص من الحريات ومصادرة حقوق الإنسان قائلاً بالحرف الواحد في صحيفة السياسة الكويتية الصادرة الأحد 27 1 2007 وموجهاً الكلام للرئيس المصري : .. فيا سيادة الرئيس, حين كانت مصر في قبضة الاجهزة ومراكز القوى لم نكن نسمع مثل هذه المواقف والترهات, بل كانت محافل ومنتديات دولية كثيرة تتغاضى عن كل ما يتعلق بحقوق الانسان محاباة منها وتوسلا لصفقة هنا أو هناك.. ونحن لا نطالبكم, يا سيادة الرئيس, بالعودة عن الديمقراطية ومناخ الحرية, بل بأن تأخذوا حق مصر, وشعبها الطيب, من هذا النفر التائه, فالمصريون يقولون اليوم لحركة »كفاية«.. »كفاية كدة«, ويدعون »الاخوان المسلمين« لعدم لعب دور الفاسقين , ولهؤلاء , أصحاب الألسنة السوداء نقول : لا تستغلوا الديمقراطية , فلولاها لما وجدتم ولا ظهرت لكم مواقف .. ولا تحرجوا المسؤول فتخرجوه .. واذا كان الرئيس حسني مبارك رجلا حكيما وحليما, فاحذروا ثورة الحليم إذا غضب ..
وكأان الأجدر بأحمد الجار الله أن ينظر إلي حالة حقوق الإنسان والتعذيب الممنهج داخل دولة الكويت , وهذا تقرير صادر منذ العام 2004 عن منشور علي موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن جمعية ضحايا التعذيب والإعتقال التعسفي جاب به في شهر :
يونيو 2004
في تصريحات غريبة لرئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس الأمة النائب وليد الطبطبائي حاول من خلالها تجميل وجه امن الدولة القبيح ، خلال حضوره اجتماع اللجنة للبحث في تقارير دولية عن ادعاءات بوجود حالات تعذيب واساءة للمعتقلين في الكويت " وجود متابعة رسمية لهذه الحالات المحدودة جدا والتي لا تتجاوز الحالة الواحدة سنويا"، وكأن حقوق الإنسان هبة أو منحة من الحكومة للشعب الكويتي وليس حقاً مكفول لأبناء الأمة

ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية مؤخرا بأن هناك انتهاك منظم لحقوق الانسان في دولة الكويت وهذا ما تحاول السلطات أن تنفيه أو تفنده على غير الجادة والصواب .

ونحن من جانبنا في جمعية ضحايا التعذيب والاعتقال التعسفي نود ان نؤكد على صحة ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية ( أمنيستي ) بشأن الكويت ، ونعلن رفضنا واستنكارنا لما نشر على أنه ورد على لسان وكيل وزارة الداخليه لشؤون امن الدوله اللواء عبد الله الفارس منقولاً على لسان الطبطبائي في جريدة الرأي العام عدد 13511 بتاريخ 17يونيو 2004 حيث صرح ( بأنه لا صحة لهذه التقارير وأنها مجرد ادعاءات وحالات التعذيب للمعتقلين محدوده جدا ) .

ونشدد على ما يحصل الآن على الساحه الكويتيه من انتهاك اجهزة امن الدوله لأبسط حقوق المواطنين والمقيميين ونورد احد الامثلة التي حدثت على سبيل المثال لا الحصر: ما حدث مؤخراً لشاب كويتي الجنسيه يبلغ من العمر 17 سنه وهو محمد شجاع العتيبي الذي لم يشفع له صغر سنه من أن يتعرض للإنتهاك المنهجي لكرامته كإنسان نفسيا وجسديا ونذكر بما يحصل الآن خلف اسوار السجن المركزي من انتهاكات خطيره على ايدي (رجال الامن) وليس استثناءا ما يحصل داخل معتقل امن الدولة.

وهذا بعض ما يحصل في دولة دستور (فصل السلطات) التي رأينا فيها ان السلطات جميعها في يد القيادة الامنية والتي لا يعد القضاء والنيابة الا شعبه من شعبها، كيف لا ، والقضايا التي رفعها المتضررون من التعذيب تحفظ بدون ان يعلم اصحابها كي لا يتم الطعن فيها ، ومما سبق نرى ان هذه ليست دولة القانون وان ما سبق هو قانون الغاب .. وما اعتراف اللواء عبد الله الفارس بوجود حالات تعذيب محدوده الا كمن اعترف برأس جبل الجليد فقط ، ولا يفوتنا أن ندين الموقف المساند لهذه التجاوزات من قبل لجنة حقوق الانسان في مجلس الامة من خلال التبرير والتقليل من شأن الانتهاكات التي تمارس ضد ابناء الشعب الكويتي .

إن ما تقوم به الحكومة حالياً من الحديث عن حقوق المواطنة وغيرها من الكلام عن الإصلاحات، إنما هي محاولات للتلاعب واستهلاك الوقت، لأن الواضح أنه لا توجد إرادة حقيقية للإصلاح، خاصة مع وجود اعتداء واضح علي المواطن الكويتي وعلي كرامته وحرمة بدنه وحقوقه، وهو نفس المواطن الذى لو سافر إلي خارج البلاد فسوف يتمتع بمستوي هائل من الحريات المسلوبة في بلادنا.. وهذا ما يدفع الجماعات العنصرية في أوروبا وغيرها إلي مطاردة العرب وحجتهم في ذلك أن العربى لا يتمتع بأي حقوق فى بلاده.

إن حقوق المواطن التزام علي الحكومة تجاه المواطنين، بمعني أن إحدى مهام الحكومة هي المحافظة علي حقوق المواطن وحقوق الإنسان، والقانون يكفل الحقوق للمواطن وحماية جسده وخصوصيته.

إننا في جمعية ضحايا التعذيب والاعتقال التعسفي ندين ونستنكر مثل هذه التصريحات اللامسئولة والتي تعتبر تستراً على الانتهاكات الفاضحة في الكويت، ونناشد كافة منظمات حقوق الإنسان الدولية الوقوف والضغط على السلطات الكويتية لوقف مثل هذه الانتهاكات ، ونطالب رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس الأمة النائب وليد الطبطبائي التوقف عن التستر ومحاولة إخفاء الحقائق بما لا يخدم مصالح الأمة . وينبغي على وكيل وزارة الداخلية العمل على وقف الانتهاكات افضل من محاولة التدليس أو التبرير أو نفي حدوث الانتهاكات المروعة بحق المعتقلين وانتهاك الحريات الشخصية للمواطنين.
ومن ثم كان الأجدر بأحمد الجار الله أن ينتقد الدولة الكويتية قبل أن يمالئ النظام المصري وكأنه يحرضه علي الشعب المصري فيما ينقل علي لسانه :
... ونحن نعرف يا سيادة الرئيس, انك لست ديكتاتورا, وأنك اخترت إشاعة الحريات واحترام الرأي والرأي الآخر, وأنك الضامن الأول لحقوق الانسان في مصر, بدليل أنك لم تواجه هذا النفر التائه بفتح أبواب المعتقلات, وكان ذلك عين العقل الذي يؤيدكم فيه كل ذي فكر حصيف, فعفوا إذا صارحناك, بأن هذا النفر المعتاش من صناعة الأقاويل واختراع الاشاعات, انما يتصرف مثل تصرف يهوذا مع السيد المسيح , فأعاب على مصر ما ليس فيها , وأوصل هذه الصورة المهزوزة الى الاتحاد الأوروبي وغيره , ليساعد من يريد الاساءة لأرض الكنانة على تسديد سهامه نحوها , ويقول أيضاً :
لكننا بتنا نرى في مصر المحروسة حناجر سوداء تبرز اللوز من داخل حلوقها بسبب حدة صراخها , ولا تحمل سوى الكلام المتوحش وتتاجر بقميص عثمان وتدبج القصص والروايات المغلوطة لضرب مشروع التنمية والتحديث الذي تقودونه..
نعم يا سيادة الرئيس , هؤلاء لا يتورعون عن بيع مصر بفواتير سياسية الى الاتحاد الأوروبي وسواه .
وكأن أحمد الجار الله يمن علي المواطنين المصريين بثمة مناخ من مناخات الحرية , أو يستكثر عليهم أن يكون لهم رأي حتي لو كان هذا الرأي متمثلاً في الصراخ من أجل مطالب إجتماعية عادلة تخص أبسط المطالب الإنسانية البسيطة المتمثلة في رغيف الخبز وكوب ماء نظيف , وقرص دواء , وسكن آدمي , وفرصة عمل مناسبة , بعد أن تم بيع القطاع العام دون أن يجد المواطن المصر أثراً من آثار هذا البيع !!
وأحمد الجار الله تذكرني مقالاته بما يتم تدبيجه من كلام لأصحاب الأعمدة اليومية لبعض الكتاب في الصحف القومية المملوكة لأنظمة الحكم العربية , الذين كان ينقصهم أن يعلنوا عودة نظام حكم الألهة وأسرهم في البلدان العربية الموكوسة , والمنكوسة بغالبية هؤلاء الحكام والذين جعلوا الفارق بين الشعوب المتقدمة , والشعوب المتخلفة هو فارق زمني واسع قد يبلغ في أحيان كثيرة الفارق الزمني بين التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي , مع ضياع التاريخ المصري الفرعوني من تلك المساحة الزمنية التي كان السبب في ضياعها هؤلاء الأعراب المعاريب في كل زمان وكل مكان !!
إن الشعب المصري مازال متمسكاً بأصوله الثابته بالرغم مما حصل لتلك الأصول من إهتراءات كان من أسبابها الفساد والإستبداد وإغتصاب الحكم والسلطة وغياب مناخ الحريات وتقليص حقوق الإنسان , وهذا الشعب المارد الجبار من الممكن أن يكون حقيق به هذا الوصف إذا أتيحت له المقومات بخلاف شعوب أخري عديدة منتمية للإنسانية !!

إن الحديث عن حركة كفاية بهذا الأسلوب لايليق أن يتحدث به شخص آخر من غير المصريين , وكذلك الحديث عن الإخوان المسلمين الذين نختلف معهم علي طول الخط في أدق التفصيلات الذي يقوم عليه منهجهم الدعوي المختلط بالمنهج السياسي المبني علي أسس ميتافيزيقية حالمة بواقع سياسي مختلط بواقع ديني ملتبس في عقلية ووجدان الإخوان المسلمين , ليس علي المستوي القطري , ولكن علي مستوي التنظيم الدولي المشعب فيما يزيد عن 86 دولة , بل الأمر قد يصل في بعض الحالات إلي مرحلة الإفتراق والفرقة والخلاف حول المفاهيم الدعوية , ومعها المفاهيم السياسية الملتبسة بالمفاهيم الدينية , وفي أحيان كثيرة نرفض جماعة الإخوان المسلمين كما نرفض أي جماعة دينية لها وجود علي الساحة المصرية او الساحة العربية أو بالأعم علي الساحة الدولية والعالمية سواء كانت جماعات دينية تدعي في إنتمائها لأي دين من الأديان السماوية الثلاث , والذي نرفضه كذلك هو المحاكمات العسكرية وإنتهاك حقوق الإنسان الحريات, والتعذيب والقتل الممنهج , بل نرفض تقسيم البشر علي أسس دينية أو عرقية , أو نوعية , أو جنسية , أو لونية , ومن ثم جاء الخلط بين حركة كفاية بصفتها فصائل سياسية لها مطالب إجتماعية تؤدي في النهاية إلي إصلاحات سياسية تمهيداً لإحداث التغيير السياسي المطلوب داخل الوطن المصري بحدود مصر الأربعة جغرافياً , وهذا بخلاف منهج الإخوان المسلمين المبني علي أسس دينية حتي في رفضه للمرأة وغير المسلم من تولي منصب الرئيس في مصر , أو منصب الأمير في الكويت , أو منصب الملك في السعودية أو الأردن أو المغرب , أو منصب السلطان في عٌمان , حسب تعدد مناصب الحكام الذي لم يستقر عليه فقهاء جماعة الإخوان المسلمين حال فشلهم في وضع منظومة سياسية دينية تتماشي مع العصر الحديث , شأنهم في ذلك شأن الأنظمة العربية الفاشلة في إحداث التغييرات الإجتماعية المتوائمة مع الأنظمة الدولية المبنبة علي إحترام الحريات وحقوق الإنسان , وإحترام الأقليات ودمجهم داخل مجتمعات الأغلبية التي لايمكن بأي حال من الأحوال التعرف علي أن هناك أقليات أو أغلبيات عرقية أو دينية بسبب من العدالة والحرية والمساواة بين المواطنين !!
فإذا كان أحمد الجار الله يريد الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني الهادف للتغيير في مصر , في إشارة إلي حركة كفاية وتنظيم الإخوان المسلمين ضارباً حركة كفاية بصفتها حركة شعبية بتنظيم الإخوان المسلمين بصفتها حركة تغيير دينية , أقول له إن ماتريده هو واقعاً بالفعل بين بعض فصائل حركة كفاية , وتنظيم الإخوان المسلمين , الذي نختلف معه في المنهج والأسلوب , ولكن الأمر الذي لايختلف عليه الكثير هو أن النظام الحاكم في مصر وتنظيم الإخوان المسلمين لهما فيما بينهما بعض التدابير التي تتم بالتوافق فيما بينهما تحت الترابيزة الأمنية التي توظف جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق مآرب يسعي إليها النظام المصري , ومآرب يدعي الإخوان المسلمين أنها من خلالها تحقق لهم الإنتشار الدعوي كالمظاهرات الأخيرة من أجل حصار غزة في مواجهة قرار البرلمان الأوروبي الكافر بتعبير الجماعات الدينية , أو المتدخل في شوؤن مصر والتأثير علي قرارها الداخلي , بالرغم من تلقي هذا القرار للمعونات والهبات والعطايا الأوروبية والأمريكية والمتباكي علي مبلغ 200 مليون دولار أمريكي ينتقص منهم مبلغ 100 مليون دولار بسبب حقوق الإنسان والحريات وحقوق الأقليات داخل الدولة المصرية , فأين هو القرار الوطني إذا كانت المسألة تبني علي المعونات والهبات والعطايا , من غير إستقلال إقتصادي ونهضة صناعية تجارية تقوم علي تحقيق حد الكفاية والتصدير !!
وإلي أحمد الجار الله أقول : عليك أن تنظر أولاً إلي الدولة الكويتية أولاً وتوجه لها النص والإرشاد , قبل أن توجه النصح والإرشاد للدولة المصرية !!
ومن لايستطيع النظر من الغربال حسب المثل المصري , فهو أعمي !!
أو يتوجب النظر عليه فيمن يأكل من لحوم المصريين علي خلفية العمل مقابل الإقامة بالكويت , أو بالكفالة في مملكة آل سعود !!
ولتحيا الأمة العربية , وليحيا حكام العرب الشاوس !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عيب يااستاذ احمد الجار الله
AbdelazezMohamed ( 2011 / 9 / 8 - 08:36 )
الاستاذ / احمد الجار الله
رئيس تحرير السياسة الكويتية

أولا انا عشت في الكويت 12 سنه واعلم كل مايدور فيها .. عموما ياريت ياأستاذ عدم التدخل في شئون الغير ، اهل مكة أدرى بشعابها وهل انتم خائفين مما يحدث في مصر من ثورة ، ان تطال بلدكم ويثور الشعب المقهور والا ايه بالضبط ، عموما نحن مبدأنا طول عمرنا عدم التدخل في شئون الغير ، ونحن مستعدين ياأخي الفاضل أن نعيش 50 سنه مش 40 حتى تصبح مصر حرة ومستقلة يعني متقلقش نفسك انته بينا ، احنا المصريين وانته والعالم اجمع يعلم معني كلمة مصريين ، نحن شعب لانهاب ثورة الباغي العنيد ، نحن ارباب الحراب نحن انداد الاسود -الفراعنة- عموما احب ان اقول لحضرتك ياريت كل شخص يهتم بشأنه الداخلي هل انتم داخليا ممتاز وتمام وبتدورا تصلحوا بقية الكون .. اسال الله العفو والعافية اخوكم عبد العزيز

اخر الافلام

.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR


.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-




.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه


.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد




.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??