الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات متعرفش الجغرافيا

إيمان كمال

2008 / 1 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إن أردت أن أعبر عن رأيي بالخروج لمظاهرة أضطر للسفر للقاهرة".. كان هذا رأي أحد المدونين وهو يعبر عن سخطه من احتكار القاهرة على كل شيء حتى الاحتجاج!.

لكن في القترة الأخيرة ظهرت حركة المعارضة العمالية في الأقاليم.. المحلة الكبرى، شبين الكوم، كفر الدوار، بورسعيد.. حيث ارتبطت جميعها بالمظاهرات والاعتصامات المنادية بتحسين الأوضاع الاجتماعية في ظل حالة الغلاء، ولتسحب البساط من تحت العاصمة القاهرة، التي قلما يتواجد بها مظاهرة أو اعتصام، وإن وجد فهو من النوع السياسي.. فالنخب منشغلة بقضايا عُليا مثل التوريث وغيرها ممن لا يجيده المهشمون، أما البسطاء من العمال كان لهم رأيا آخرا وهو لقمة العيش.. الكستور لا الدستور.. حتى من جاء من الأقاليم من عمال الضرائب العقارية، كانت مطالبهم اجتماعية أيضا..

ولنا في حركة (كفاية) خير مثال، فرغم دورها الذي لا ينكر، وإلي عدد أعضاؤها - حوالي تقريبا 10000 حسب موقع كفاية- تظل كل مظاهراتها وكافة مظاهرات حركات المعارضة ظاهرة قاهرية!.

فهل أصبح نجاح المظاهرات – وأخرها مظاهرات المحلة- يرتبط جغرافيا بالمدن الإقليمية؟ أم لأسباب أخرى؟
محنتها أكبر
الدكتور عمرو الشوبكي، المحلل السياسي والباحث في الشئون السياسية، يؤكد أن الأقاليم محنتها أكبر على المستوى الاقتصادي، ونسب البطالة فيها أعلى، كما أن سطوة السلطة المركزية فيها أقل من القاهرة التي بها ما تبقى من مهابة الدولة، كما أن الترابط الأسري والعائلي في الأقاليم أكبر مما يقلل من مقدرة قمع الحكومة لهم، فحتى الشرطة هناك تعرف الناس بشكل شخصي، كل هذه الإعتبارات جعلت الأقاليم صوتها في المطالبة بحقوقها أكبر، والمحلة على سبيل المثال بها تركز عمالي مما يكون نقطة ضغط على الحكومة لإنتزاع حقوقهم.

عن إمكانية أن تتحول هذه المطالب العمالية الفئوية لمطالب سياسية، يوضح الشوبكي أنه إحتمال وارد جدا حدوثه، خاصة أن الحكومة لن تستطيع تلبية كل المطالب بالرغم من أنها في الفترة الأخيرة غيرت من سياستها وإستجابت لبعضها، لكنها لن تستطيع تلبية الكل وبالتالي يتحول الوضع من مجرد مطلب إجتماعي لسياسي.

يتفق معه حسين عبد الرازق، أمين عام حزب التجمع، حيث يؤكد أن مظاهرات المحلة زاد من قوتها أن شارك فيها عدة آلاف من العمال، ولا يمكن أن نقول أن المشكلة في القاهرة أو الأقاليم، ولكن ممكن أن نقول أن التواجد الأمني في القاهرة غير عادي، فعلى العكس لو هناك مظاهرة عُمالية قامت في القاهرة دون هذا القمع الأمني سيكون تأثيرها أقوى من الأقاليم.
مسألة مصالح
"المسألة غير مرتبطة بالجغرافيا وإنما بالمصالح والتكتلات"، هكذا بدأ الكاتب صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، كلامه مضيفا أن ما يحدث في المحلة هو لأسباب اقتصادية، وقد قام العمال في الفترة الأخيرة بالعديد من الإضرابات والإعتصامات ليس في المحلة وحدها ولكن في العديد من الأقاليم، وكذلك فعل موظفو الضرائب العقارية والسكك الحديدية بالقاهرة قليلة.

يضيف: "لا يمكننا أن نقول أن العاصمة لا تقوم فيها تظاهرات، ولا ننسى أهالي قلعة الكبش وغيرهم، فالناس أصبح لديهم الوعى بمطالبهم خاصة بعد نجاح البعض في تحقيق جزء منها من خلال الإضراب والاعتصام، فالمسألة مسألة تكتل ومصالح مشتركة، والدليل أن الفلاحين لا يقومون بإعتصامات لأنهم أفراد متنافرين في مناطق بعيدة، ولكن عند تواجد كتلة بشرية في مؤسسة لها مشاكل معينة تحاول أن تصل لحلول من خلال بعض الأعمال المشروعة".

ويرى عيسى أن التظاهرات هى ظاهرة صحية تدل على وجود مناخ ديمقراطي، ففي الماضي كان من يتحدث يتم القبض عليه، ولكن الآن يتم التفاوض والوصول لحلول وسط، فالسلطة أصبحت تتعامل معها على أساس أنها من طبائع الأمور، فلم يعد هناك ضرب وإنما يتم محاصرتهم حتى لا تنتقل لجهات أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد