الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي ..وساطة لتوحيد قوى اليسار

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2008 / 1 / 30
ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 


أثارت دعوتنا الموسومة (البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي ...) ردود فعل طيبة لدى من اطلع عليها ، من بينها أنني تلقيت رسائل من أشخاص فضلاء يمثلون قوى يسارية مختلفة . ولقد تفاجأت ليس في عدد القوى المنقسمة على نفسها داخل اليسار العراقي بل في حدّة هذه الانقسامات ، حتى أنني وجدت مفارقة هي أن " العامل السيكولوجي " الذي يفرّق بين قوى اليسار هو نفسه الذي يفرّق بين قوى الاسلام السياسي !.هذا العامل النفسي هو " التعصب " الذي يرى صاحبه أنه صح وعلى حق والآخر خطأ وعلى باطل . فضلا عن عامل آخر فيه بعد نفسي هو " الصراع على الهوية " .
ولقد خيل أليّ من خلال الرسائل التي قرأتها أن قوى اليسار لو كانت تمتلك السلاح لنشب بينها احتراب أشدّ ضراوة من الذي نشهده الآن بين فصائل من قوى الاسلام السياسي !..وكأن الوعي والتمدن واليمقراطية هي صفات يدّعيها اليسار للترويج لنفسه وليست منهجه، وأن حاله يبدو للناس مثل حال الذي يدعو الآخرين الى الصلاة ولا يصلّي!.
ان استمرار وجود هذه الانقسامات داخل قوى اليسار يفضي الى نتيجتين هما تقليل نسبة المقاعد التي ستحصل عليها هذه القوى في الانتخابات النيابية القادمة ، وهيمنة قوى الاسلام السياسي ليس على البرلمان فقط انما على الشارع العراقي ايضا ، وكلتاهما ليستا في صالح العراق والعراقيين واليسار بكل فصائله .
وبصفتنا ديمقراطيون مستقلون ومحبون لكل القوى التي تريد ازدهار الوطن ورفاهية أهله وترسيخ مبدأ الديمقراطية في احترام الرأي والرأي الآخر ، فاننا نطرح مبادرة وساطة مفتوحة لمن يريد المشاركة فيها لعقد مؤتمر يهدف الى توحيد قوى اليسار في العراق والمتعاطفين معها .
أيها المحبون للعراق :
ثمة مقولة للسيد المسيح :" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ".أعني أن تاريخ السياسة في العراق ، لاسيما بعد ثورة تموز 958 يحدثنا بأنه لا يوجد حزب أو تيار سياسي لم يرتكب خطئا او خطيئة ، سواء كان ذلك مقصودا متعمدا او مجبرا مضطرا . والمؤسف أننا لا نتعظ من التجارب حتى أنك ترى ما يحصل بين قوى اليسار ما تراه في لوحة الفنان " غويا " : فلاّحان يتعاركان وقد غاصت أرجلهما في رمال طينية متحركة ويستمران بضرب أحدهما الآخر بالهراوة غير مكترثين بأن الأرض ستبتلعهما !.
ان الوضع السياسي الآن في العراق معقد أكثر من أي وقت مضى في تاريخه الحديث ، وأن الانتخابات القادمة فرصة لليسار عليه أن لا يفرّط بها ،الأمر الذي يستوجب من المشاركين الذين سيحضرون المؤتمر المقترح أن يضعوا الماضي وراءهم ويركزوا فقط على توحيد صفوفهم في قائمة واحدة لانجاز مهمة لو تحققت فان مستقبل العراق سيتغير نحو الأفضل بما فيه ضمان وجود اجواء ديمقراطية يمكن لجميع قوى اليسار أن تأخذ حريتها في التنافس السياسي وحتى البقاء على خلافاتها ان أرادت موازنة بتفرقها وتباعد مواقفها الحالية الذي يفضي الى الحاق الضرر بها جميعا .
ان اغفال هذه الحقائق وعدم الاكتراث بالنتائج المترتبة على تشتت مواقف قوى اليسار في الانتخابات النيابية القادمة يعد تقصيرا بحق أنفسهم و"خطيئة " وطنية ترتكب بحق العراق والعراقيين .
لقد قدحنا الفكرة وتبقى مسألة انضاجها مهمة كل الطيبين الذين يضعون العراق في قلوبهم وأهله في حدقات العيون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟