الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يمل؟ يمل!

مردخاي كيدار

2008 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أجرى طاقم إخراج البرنامج الانتقادي الساخر ((لا يمل)) نقاشا حادا استمر حتى ساعات الصباح لأن حسن نصرالله أعطاهم الكثير من الإمكانيات لإنتاج فصول انتقادية كثيرة وهم الآن في حيرة لكثرة هذه الإمكانيات: هل يعرضون نصرالله وهو يطلق خطاب تحريضي ضد حكومة لبنان في قناة ان بي ان تحت غطاء الهدوء المزيف أو ربما نجح في انتحال هذا المظهر الهادئ بواسطة تدخل جراحي من نوع ما؟ هل سيكون هذا نصرالله الكربلائي العاشورائي الذي يسحق شاشات البلازما العملاقة بسلسلة من الخطابات التي لا تضيف شيء للمشاهد اللبناني على الصعيد الداخلي؟ أوهل سيكون هذا نصرالله الكانيبال الذي يمارس تجارة الأشلاء بأيديه الملطخة بالدماء بعد أن وصفه اللبنانيون بأنه ((فرانكنشتاين)) المتعطش للدماء الذي يربط تجارة الأشلاء بمصير لبنان؟

ولكن من المتوقع أن يتخلى طاقم إخراج ((لا يمل)) عن جميع هذه الأفكار خشية على حياتهم بالرغم من أن هناك إمكانية أنهم سيتحلون في لحظة الحسم بجرأة مخرجي ((بسمات وطن)) من قبل سنتين. كما هناك إمكانية أن قرارهم بعدم الالتفات إلى طاغية الشاشات الذي يعيش خارج العصر ينبع من أن سماحته لا يناسب عنوان البرنامج ((لا يمل)) لأنه في حقيقة الأمر يمل الجميع ويثير الاشمئزاز بل والقرف عندهم وهم جربوا نفاقه ويدركون بعض الحقائق المتعلقة به:

نصرالله يقدم نفسه وكأنه الحامي الوحيد للدولة اللبنانية ولكن آلاف الصواريخ التي استلمها من إيران وسوريا لا تدفع به إلا للمزيد من التحرش بالآخرين والمقامرة على مستقبل لبنان حتى بعد أن اعترف بأنه شخصيا كان من جر على شعب لبنان مصائب حرب تموز.
الثلث المعطل في الحكومة الذي يطالب نصرالله به باسم العدالة السياسية التي يستخدمها أيضا لدفع لبنان إلى هاوية الحرب الأهلية ليس إلا ثلثا يريد سماحته استخدامه كفأس لضرب رقبة الديمقراطية اللبنانية والاستقلال اللبناني ولتمهيد الطريق أمام إيران وسوريا لتسليط ((ديمقراطيتهما)) على بلاد الأرز.
ربما نجح نصرالله مع أسياده الإيرانيين والسوريين في إعادة بناء عضلات حزب الله وهو يهدد بحرب جديدة ، للدفاع عن لبنان طبعا. ولكن حزب الله لم يعيد بناء ما دمرته الحرب حيث أن الكثير من البيوت والبنى التحتية والاقتصاد في لبنان لا تزال في نفس حالها منذ انتهاء الحرب ، فأين الوفاء بالوعود الرنانة التي سمعناها طيلة الشهور بعد الحرب؟
حزب الله لا يضيع أي فرصة للإعلان أنه أعاد بناء قوته العسكرية بينما لا يزال المواطن اللبناني يدفع ثمن مغامرات سماحة الأمين العام دام ظله.
منذ حرب لبنان يخشى حامي لبنان الخروج من جحره الذي يختبئ فيه تحت الأرض ومن داخله فقط يجرؤ على الخروج بالخطب المسجلة ليطل على الجماهير من الشاشات العملاقة . أما في المناسبات القليلة التي خرج بها فعلا إلى نور الشمس نجد أن الجماهير هي التي تحميه بدلا من أن يكون هو حاميها ربما لأنه في حقيقة الأمر ((حراميها)). فقد خرج ((قائد المقاومة)) يوم السبت التاسع عشر من كانون الثاني كالفأر من جحره ، اختطف قطعة جبنة من طعم العلاقات العامة وهرع إلى ما وراء الجدران ليستخدم آخر صيحة التطور التكنولوجي للغرب الكافر ليبث عبرها خطابه الناري بمناسبة العاشر من محرم.


لقد أدرك اللبناني السليم العقل أن مصير لبنان على كفة الميزان لأن مستقبل المؤسسة السياسية اللبنانية والمحكمة الدولية وانسجام لبنان في التطورات السياسية والاقتصادية الإقليمية ، موجودة اليوم تحت رحمة بهلوان شاشات البلازما الذي يستمد علمه وخبرته وأجندته من لدن ملالي قم ومراجع نجف. ربما يتمكن البعض من مقارنة مسرحية نصرالله بدور صدام حسين في تمثيليته عام 2003 قبل أن سقط من المنصة إلى مزبلة التاريخ. ما بقي للبنانيين هو التأكد من متانة المنظومة السياسية اللبنانية كي تتمكن من الصمود أمام محاولة ((عرقنتها)) كليا وإغراقها في مستنقع الحرب الأهلية مجددا. من المؤكد أن نصرالله سينزل عاجلا أم آجلا من المسرح السياسي اللبناني وليس للبنانيين إلا أن يتأكدوا من أن رؤياه الهدامة لمستقبل لبنان ستختفي للأبد قبل أن تهدم لبنان المعاصر المستنير الديمقراطي.



= = =



مردخاي كيدار – محاضر في قسم الدراسات العربية وباحث في معهد بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان – إسرائيل









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية عنيفة من الاحتلال على رفح في قطاع غزة


.. 6 شهداء وجرحى وصلوا مستشفى الكويت التخصصي برفح جراء قصف إسرا




.. الخارجية الأمريكية: لا ينبغي أن تكون هناك مساواة بين إسرائيل


.. وجوه جديدة تظهر في سدة الحكم أبرزها محمد مخبر النائبِ الأولِ




.. العلماء يكتشفون فيروسات نادرة عملاقة عمرها 1.5 مليار عام