الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاجئون.. أوضاع تسوء وأحلام تبتعد

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 1 / 30
القضية الفلسطينية


رغم قناعتنا التامة بالثمن السياسي الفادح للمليارات السبعة، التي اقر المجتمع الدولي تقديمها للسلطة الفلسطينية قبل أسابيع في مؤتمر باريس، وهو الثمن الذي اتضحت معالمه جلية عندما لم تستطع السلطة الفلسطينية الاستجابة للمطالب الفلسطينية الداخلية بوقف التفاوض أو حتى تجميده، احتجاجا على استمرار إسرائيل ارتكاب الجرائم وحصارها لقطاع غزة، ومواصلتها لسياسة الاستيطان وبناء الجدار.. رغم كل ذلك إلا أننا قلنا لعل وعسى هذه المليارات تساعد على تحسين أوضاع الشعب الفلسطيني الاقتصادية، وتعينه على الخروج من أزماته الخانقة التي يتحمل الاحتلال مسئوليتها بالدرجة الأولى وتتحمل سلطتنا بأدائها السيئ جانبا من المسئولية.. وتوهمنا نحن اللاجئون في لحظة معينة بان هذا الكرم الدولي سيطال في جزء منه وكالة الغوث، التي تقدم الخدمات الحيوية والهامة لملايين اللاجئين الفلسطينيين المشتتين في كل بقاع الأرض، والذين يعيش معظمهم تحت مستوى خط الفقر بدرجات كثيرة، وخصوصا أن الوكالة تعاني من عجز شبه دائم، يعود بالأساس إلى أن نادي الدول المتبرعة للوكالة-- وعلى رأسها الولايات المتحدة-- تسيّس المساعدات، وتماطل دوما بالوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يجعل الخدمات التي تقدمها الوكالة عرضة لعدم الاستقرار، ويؤدي بالوكالة إلى القيام بعمليات تقليص حادة لخدماتها، تطال حتى مختلف البرامج الحيوية كالتعليم والصحة، بالإضافة إلى المساس بقوة ببرامج الطوارئ التي تكون دوما هي الأولى التي يطالها التقليص.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الأزمة الاقتصادية بالضغط بقوة على كاهل مختلف الفئات الشعبية الفلسطينية، وتواصل معدلات الفقر والبطالة ارتفاعاتها.. ومع استمرار اعتماد عشرات الآلاف من الأسر اللاجئة داخل المخيمات وخارجها على المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث.. في هذا الوقت بالذات وفي ظل موجة غلاء لم يسبق لها مثيل-- تعلن وكالة غوث اللاجئين عن سلسلة من التقليصات، تطال برامج الإغاثة الأساسية وفي المقدمة منها برنامج توزيع الحصص التموينية، وهو البرنامج الذي كان يعتبر الحامي والواقي لآلاف الأسر من الجوع والفاقة، حيث أبلغت دوائر الوكالة جمهور اللاجئين بأنهم لن يتلقوا بعد اليوم حصصهم التموينية، مبررة ذلك بعدم قدرة الوكالة على توفير المصادر المالية الكافية للاستمرار بهذا البرنامج، كما وتعد الوكالة عدتها للشروع بتقليص آخر في خدماتها يطال هذه المرة برنامج تشغيل العمال وهو البرنامج الذي تستفيد منه آلاف الأسر، ويخرجها من وضع البطالة لبعض الوقت.
ويأتي شروع وكالة الغوث بهذه التقليصات في وقت لم تظهر فيه الآثار الملموسة لأموال الدعم الوفيرة، التي وعدت بها العديد من الدول في مؤتمر باريس، كما أنها تأتي ولم يلمس السكان الفلسطينيون بعد تحسنا في أوضاعهم-- كما وعدتهم بذلك حكومة سلام فياض، والذي من المتوقع أن لا تظهر آثاره-- حتى في حال التزام الحكومة بوعودها-- قبل عام على الأقل، وبالتالي فان تقليصات الوكالة ستؤدي إلى مزيد من إفقار اللاجئين والى مزيد من تدهور أوضاعهم.
وإذا ما ربطنا الاقتصادي بالسياسي فإننا سنلحظ أن مستقبلا قاتما بانتظار اللاجئين.. فالمؤامرات السياسية تشتد، والهدف الواضح لها هو تصفية قضية اللاجئين نهائيا، ونزعها من رزمة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني-- والمتفق على تسميتها بالثوابت، وهو خطر أصبح الآن حقيقي أكثر من أي وقت مضى، بعد أن تبنت الولايات المتحدة ورئيسها بوش الموقف الإسرائيلي بالكامل، والرافض لحق العودة، وتوجه هذه الإدارة لمطالبة القيادة الفلسطينية علنا بإسقاط حق العودة، واستبداله بالتعويض.. والأخطر هو ترافق هذه الدعوة الأمريكية بوجود بعض الفلسطينيين في مواقع القيادة-- ممن يطرحون مشاريع مشبوهة، تتفق جميعها على إسقاط حق العودة، واستبداله بمشاريع للتوطين وإعادة التهجير والتعويض.
مخيم الفارعة – 29/1/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا