الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم الكارثة العالمي:لمواجهة الفاشية العنصرية الكارثية الداشرة في اسرائيل

احمد سعد

2008 / 1 / 30
القضية الفلسطينية


قبل سنتين أقرت هيئة الامم المتحدة ان يكون يوم السابع والعشرين من شهر كانون الثاني "يوم الكارثة العالمي وذكرى تحرير جيتو اوشفيتس" في كل سنة، حيث يجري في هذا اليوم ليس فقط دغدغة الذاكرة الجماعية عالميا وفي كل بلد حول جرائم الفاشية والنازية الهمجية ضد البشرية التي ارتكبتها الانظمة العنصرية الهتلرية في المانيا والفاشية في ايطاليا، بل كذلك وبالاساس، ايقاظ الضمير الانساني وشد الهمّة الانسانية لاستخلاص العبر وتصعيد الكفاح في كل بلد ومكان ضد جميع مظاهر النازية والفاشية والعنصرية واللاسامية ولمنع تكرار الكوارث الانسانية التي عانت منها شعوب وقوميات وانتماءات اثنية في الحرب العالمية الثانية، على ايدي وحوش النظام الهتلري النازي العنصري، وبضمنها اليهود. وقد استغلت الاوساط الصهيونية الحاكمة في اسرائيل والمنظمة الصهيونية العالمية جرائم الكارثة الوحشية ومعسكرات الموت الهتلرية، التي لا مجال للتأتأة في ادانتها، لتجنيد العطف والتأييد العالميين للسياسة العدوانية الاسرائيلية، ومن خلال خلط الاوراق بين الجلاد الاسرائيلي وضحاياه من الشعب العربي الفلسطيني في مختلف اماكن تواجده، في المناطق المحتلة والشتات وداخل اسرائيل على ارض وطنه المستباح. ولكن حبل الكذب قصير، ولا يمكن خداع الرأي العام العالمي طيلة الوقت، فشتان ما بين ادانة الفاشية والعنصرية وجرائمهم وبين ايتام الفاشية العنصرية المتقمصين رداء الحضارة الدمقراطية الانسانية و"محاربة الفاشية" امثال ارباب السياسة الرسمية الاسرائيلية. ففي ذكرى يوم الكارثة وتحرير معسكر الموت اوشفيتس العالمي هذا العام، فان اكثر الانظمة المدانة عالميا من جراء ممارساتها الاجرامية العنصرية وارتكابها لجرائم حرب همجية ضد شعب آخر هو النظام العنصري في اسرائيل. فالاوساط الصهيونية الحاكمة في اسرائيل لم تستخلص العبر والدروس الصحيحة من جرائم الفاشية والنازية الهتلرية الدموية، التي عانى منها اليهود وغيرهم، بل تمارس جرائم فاشية عنصرية دموية وجرائم حرب في المناطق الفلسطينية المحتلة تعيد الى الاذهان جرائم النازيين ضد الشعوب المحتلة اوطانهم. ففرض العقوبات الجماعية على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل، تحويل القطاع الى معسكر اعتقال جماعي الى "اوشفيتس" الفلسطيني للموت البطيء منذ سبعة اشهر، ومحاصرة هذا المعسكر باغلاق جميع معابره، فرض حصار التجويع على اهله وقطع الكهرباء والوقود عنه، وارتكاب المجازر الدموية والاغتيالات ضد اهله المدنيين والمقاومين.
فأكثر من اربعين سنة على الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية والعربية قد اوجد وأنعش الخلفية والمستنقع الآسن للفاشية العنصرية المتصاعدة في اسرائيل التي تشحذ انيابها السامة وتغرزها في لحم الضحايا في المناطق المحتلة وداخل اسرائيل ضد المواطنين العرب والدمقراطية. وأهم رسالة من الاهمية بمكان بثها بمناسبة يوم الكارثة العالمي للجماهير الشعبية في اسرائيل والعالم هي، ان هيّا على الكفاح، وبأوسع وحدة صف كفاحية، لمواجهة التدهور الفاشي – العنصري في اسرائيل، لمواجهة التصعيد الجنوني لمخاطر الفاشية – العنصرية وللسياسة العنصرية الفاشية الرسمية الممارسة والمعادية للعرب وللدمقراطية. فدولة تشرعن قتل مواطنيها من اقلية قومية وترد عليهم وتصدر عمليا صك البراءة للقتلة المجرمين هي دولة عنصرية. وهذا هو مدلول قرار المستشار القضائي للحكومة، مزوز، باغلاق ملف جرائم قتلة ثلاثة عشر شابا عربيا على ايدي قوات القمع السلطوية في هبّة اكتوبر الفين احتجاجا على مجزرة القدس والاقصى التي ارتكبها المحتلون. وقرار مزوز العنصري الذي يهدر عمليا دم العرب ويحرض على قتلهم جاء في يوم الكارثة العالمي وكأنه بمثابة نذير ورسالة مدلولها السياسي تحذير من الانفلات العنصري في اسرائيل ودعوة لجميع انصار حقوق الانسان والمواطن من عرب ويهود الى النضال ضد الفاشية العنصرية الداشرة في اسرائيل، ضد الاحتلال والتمييز القومي العنصري.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت


.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا




.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و


.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن




.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا