الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوضوية تظهر من جديد

عامر شاوي

2008 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الفوضوية هي مبدأ يقول برفض كل أشكال السلطة المركزية.فهي ترى إبدال الدولة بنظام التعاون الطوعي بين الأفراد.وقد أسس مؤيدوها أكثر الحركات تطرفا في (الاحتجاج على الظلم)في جميع النظم ألاجتماعيه والسياسية.
جذور الفوضوية يمكن أن تمتد إلى التعليم الديني المسيحي.فالهراطقة في القرون الوسطى كانوا مظهرا من مظاهر التفكير الفوضوي.ففي رفضهم العالم المادي عارضوا أكثر المثل المعاصرة وجلبوا عليهم غضب الكنيسة والدولة.فهم يرون إذا كان العالم فانيا فمن حق الإنسان أن يرفض المثل ألقائمه وان يخط لنفسه.تميز عهد إصلاح الهراقطه بالرغبة في التبديل الاجتماعي الاقتصادي وكان أول من نادى بهذا الشيء توماس مونتزير وهو متعصب دينيا انقلب إلى ثوري اجتماعي .وجاءت فيما بعد فئة فوضوية هي فريق انابيست التي دعت إلى نفي ضرورة وجود حكومة ,فما دام المعمدون على صله مباشره مع الله فلا ضرورة إذا للوسائط كالدولة والكنيسة.
ونشأت بعد تلك الحركات.حركات دينيه نيوفوضوية كثيرة منها حركة (الديكيرز)خلال الحرب الأهلية الانكليزيه وكان زعيم هذه الحركة دنستنلي الذي دعا إلى رفض السلطة والملكية.وكانت الثورة الفرنسية أول من ابرز العقائد المدنية الفلسفية للفوضوية.وارتفع العنف الىدرجة الاعتقاد إنها ضرورة أخلاقية للعمل السياسي.
وبين المؤمنين بها مارا وهيبر اللذان آمنا إن العنف يمكنه أن يحقق أشياء كثيره .وعبر بايوف بوضوح أكثر عن (فلسفة العنف)هذه في مؤلفه (تآمر المتكافئين)الذي دعا فيه إلى قيام فئة مختارة متآمرة لقيادة الجماهيربالعنف لإنجاح ثوره اجتماعيه يقام عبرها مجتمع المساواة من فوق.اقترح برادون أول فيلسوف فوضوي حلا قائما على إنشاء اتحاد غير متماسك للوحدات الإدارية الصغيرة في الدولة يكون فيها العمل العنصر الأساسي في المجتمع الجديد.وهذا بالتالي يعود إلى الفوضى النقابية .وقدر للحركة الفوضوية أن تشهد أجمل أيامها عندما خلقت الثورة الصناعية الألم واليأس الاجتماعي وعندما هزمت حركات ثوريه أخرى فاشلة في أوروبا ودخل الحلبة خليط من القديسين والأوغاد .وكان بينهم الروسي بيتر الذي حلم بمجتمع حيث العلاقات المشتركة لا تحددها القوانين ولا السلطات بل الاتفاق بين أعضاء المجتمع ومجموعه من العادات الاجتماعية,انه حلم خيالي للفوضى في أنقى حالاتها وقد تأثرت به جماعات من الفوضويين الشيوعيين والنقابيين شملت قاده ومفكرين.وقد شهدت شوارع عدة مدن في روسيا وأوروبا الغربية وبريطانيا والولايات المتحدة رمي قنابل وإطلاق الرصاص,وقمعت الحكومات هذه الأعمال دون شفقه وفي الإجمال بنجاح وأصبحت الفوضوية القائمة على العنف غير موجودة .أما الآن فأن الفوضويون الحديثون فئات محدودة تدور في فلك اليسار وتعمل في الظلام.
وفي عصرنا الحالي ظهرت العديد من الحركات وخاصة في العراق بعد سقوط الحكومة السابقة على يد القوات الامريكيه يمكن أن تشكل هذه الحركات مظهرا من مظاهر الفوضوية الحديثة حيث تنطوي مبادئها على عنصرين أساسيين هما الإيمان بالاتصال المباشر مع الله عن طريق أفراد معينين.وثانيهم الرفض لأشكال الحكومة المركزية .وهذان العنصران يجعلانها تندرج تحت خيمة الفوضوية ,أكثر هذه الحركات تستمد مبادئها من الموروث الديني
وكان للكبت الفكري الذي عانى منه العراق في الماضي الأثر الكبير في بلورة تلك الأفكار والمباديء وهي الآن موجودة في أجزاء عديدة من العراق وبعض الدول المجاورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م