الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد العراقي اليوم...!!

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2008 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


المشهد الساعة.. هو هذا الهدوء المريب الذي تقطِّعه بين الفينة والفينة جلبة التفجيرات وضوضاء سيارات الإسعاف وبعض تصريحات فارغة من مسؤول هنا ومسؤول هناك .
تصريحات لا تغني ولا تسمن ولا توقف هذا الجحيم الذي ما فتيء اوراه يشتد منذ خمس سنوات ليحرق ليس الأخضر واليابس فحسب إنما كل شيء، بما في ذلك منظومة القيم العراقية الاصيلة مثل النخوة والغيرة.
اليوم يُجرالرجل ليُقتل أمام أعين الجمع فلا احد ينتخي لإنقاذه، وتُجرالمرأة امام الجمع لتذبح فلا يهتز احد غيرة ليحميها، وتنتهك حرمة بيت بعملية دهم من قبل المحتلين او من قبل عصابات تضل دائما مجهولة فلا يهب الجيران لنجدة جارهم!!
..أليس كذلك؟
(وهذه امثلة من كثير اوردناها تحسبا لمعترض ربما اعترض على ما جاء في الفقرة السابقة.)
أما خلفية المشهد ومع دخول السنة الجديدة فهو سيل الإحصاءات هذا الذي يتدفق عبر بيانات الحكومة العراقية والقيادة العسكرية الأمريكية وتقارير المنظمات الدولية والمحلية المعنية، عن عدد ضحايا هذه الحرب اللعينة.
هو الماضي الذي انقضى وخلَّف ما خلَّف من يتامى وأرامل وثكالى وحرائق ودمار.
هو التاريخ الذي كتب وانطوت صفحاته لكن جراحه مازالت فاغرة.
القتلى من العراقيين ازدادوا في العام 2007 فيما بيانات الحكومة تعلن تراجع العمليات الإرهابية، وكأن الموضوع له علاقة فقط بعدد العمليات وليس بنوعيتها وبما تخلفه من خسائر بشرية.
(ورغم الانخفاض الحاد في أعمال العنف في كانون الأول إلا أن الإحصاءات التي نشرت قبل يوم من انقضاء العام أظهرت أن عدد المدنيين الذين قتلوا خلال عام 2007 ارتفع إلى 16232 مقارنة مع 12360 في عام 2006 .)..
هذا الخبر بثته وكالات الأنباء لما هو معلن على طول العام، والكل يعلم أن هنالك الكثير ممن لا تذكرهم البيانات. فلم يتابع احد الجرحى الذين يقضون بعد إعلان الحصيلة الأولية أو بالأحرى العدد المسموح إعلانه، هذا سوى ضحايا العنف المذهبي والقومي التي لا يركز الإعلام عليها لأسباب متعددة منها أن مسرحها في مناطق تخضع لسلطة المنظمات الارهابية ما يشكل خطورة على الصحفيين، وبالتالي لا يوجد حضور إعلامي فيها، ومنها امتناع الجهات الصحية والأمنية عن إعلان أعداد الضحايا استجابة إلى تهديدات من المنظمات المتخصصة بالقتل.
الأجهزة الحكومية لا تركز على أعداد الضحايا لان ذلك ربما اضر بموقف الحكومة أمام الكونغرس الأمريكي أن يقال خطة فرض القانون قد فشلت. فعدد العمليات الإرهابية وأعداد عمليات القتل قد انخفظت. ولا يهم بعد ذلك أن تكون العملية الواحدة هي في حقيقتها اختزالا لعدة عمليات بما تخلفه من ضحايا بشرية.
ولهذا ففي الزمن (الديموقراطي) يترحم الناس على الزمن الديكتاتوري .. أليس في هذا مفارقة تستحق البحث والدراسة والدهشة ايضا !؟
أم سيقال انه مرض ستوكهولم تبريرا في غير محله!؟
فقد أصبح العراقيون وما يجري في العراق مثلا لشعوب وبلدان المنطقة ..لا يحتذى!
أم هي الأمية الديموقراطية!؟؟
لقد اخطأ المعلم إذن..!!
اما كان عليه قبل أن يلَّقن التلاميذ الكلمات أن يعلمهم الأبجدية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟