الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخيماتنا الفلسطينية بين الفقر القاتل وإلغاء النصف شاقل

ناصر اسماعيل جربوع

2008 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الفقر ظاهرة توجد في جميع المجتمعات وجميع العصور ولكن بدرجات متفاوتة وتعتبر المخيمات الفلسطينية أكثر المجتمعات في العالم فقرا وذلك انطلاقا من التعريف العالمى للفقر
"انه هوعدم القدرة علي بلوغ الحد الأدنى من مستوي المعيشة اللائق هذا وأضاف برنامج الأمم المتحدة الانمائى تعريف جديد للفقر سنة 1997 والتي اعتبرت الفقر هو فقدان الإنسان للكرامة والاحترام والحرية "
ولو نظرنا عزيزي القارئ لواقع المخيمات الفلسطينية بشكل عام ومخيمات غزة بشكل خاص لوجدنا أنها تعيش في مستوى اقل من خط الفقر بكثير وتعيش ضمن مايسمى بالفقر المدقع القاتل والذي يعنى افتقار الإنسان للموارد الضرورية للبقاء علي قيد لحياه-
ويرجع ذلك اعزائى لعدة أسباب الكل يعرفها ومنها :
- الدخل المتدني أو الدخل غير المنظم كم هو الحال الان
- انعدام الدخل أصلا لغالبية الأسر
- تفشى البطالة بين شريحة كبيرة من ابناء المخيمات
- كبر عدد الأسرة والمعيل شخص واحد( الأب- الأم -الأخت او الأخ الأكبر)
- النكبات ا لسياسيه المتلاحقةالتى يشهدها الفلسطينيين من الاحتلال وأذنابه والرجعية العربية وسياساتها المتخلفة
- سياسة الاحتلال الصهوينى المتمثلة بالحصار والإغلاق وحرمان أكثر من 140 ألف عامل من الوصول إلي أعمالهم وتدمير الورش والمصانع الفلسطينية
- الغزو الممنهج للبضائع الصينية رديئة الصناعة رخيصة الثمن واعتبارها سلع بديلة عن الصناعات الوطنية الأمر الذي أدي إلى إغلاق العديد من المصانع المحلية ولاسيما الخياطة وتشرد العديد من عمال الخياطة
- سيادة نظرية الرأسمالية- وهي احد النظريات الثلاث للفقروالتى يرى أصحابها أن ظهور الفقر يتمثل في سعي الرأسماليين من اجل زيادة رأس مالهم ونمو أرباحهم من خلال خفض الأجور للعمال المحتاجين واحتكار السلع الأساسية واستغلال الحاجات الإنسانية من اجل تكديس ثرواتهم وزيادة انتفاخ كروشهم العفنة-ولاسيما طبقة الكمبرادور التى تربطها مصالح مشتركة مع الاحتلال --
كل هذا يضاف أليه انعدام الخدمات الصحية في المخيمات والافتقار للمياه النظيفة وعدم توفر انظمه الصرف الصحي الملائمة مما يجعلها عرضة لغزو البعوضة وأعوانها ويصبح ابن المخيم بين نار الاحتلال وأذنابه من جهة ونار البعوضة من جهة أخري-
وبعد تلك المقدمة العلمية عن تداعيات الفقر في مخيماتنا الفلسطينية نرجع إلي قضية المقال الأساسية وهى النصف شيكل
( أهمية النصف شيكل في حياة المخيم )
نظرا للقحط الاقتصادي الذي اشرنا إليه سابقا تعتبر القطعة النقدية من فئة نصف شيكل وبالرغم من عدم قيمتها الاقتصادية عالميا ومحليا إلا أنها لها قيمتها العملية في واقع المخيم التعيس كالتالي
- تعتبر النصف شيكل ثمن وجبة ساندويتش الفلافل- كباب الفقراء- الذي يسد رمق وجوع أبناء المخيم إما صباحا اومساءا
- تعتبر النصف شيكل ضريبة يومية يأخذها أطفال المخيم من آبائهم الفقراء لشراء حاجاتهم المتواضعة من حلويات ومرطبات اوشبسيات رخيصة الثمن- ورغم قلة قيمتها إلا أن أطفالنا وبكل صعوبة يحصلون عليها ولمرة واحدة كل يوم اويومين وفي بعض الحالات كل اسبوع—وبدون مبالغة
- وجبات صحن الفول المدمس التى يصطف ابنا المخيم علي شكل طوابير صباحا ومساءا قيمتها فقط نصف شيكل
- والآن وفي ظل الانعدام المالي وخلو جيبه الرجل حتى من منديل يمسح به عرقه وصل الحال عند التجار في الأسواق الشعبية أن يبيع كيلو الطماطم والباذنجان وغيرها من الخضار بنصف شيكل فقط—
وبعد هذا السرد المحزن نفاجئ أخي الحر الكريم أن دولة الاحتلال الغاشم تأخذ قرار اقتصادي يخدم مصالحها الضيقة بإلغاء القطعة النقدية من فئة النصف شيكل
وبدأت الحسرات والتنهدات – تخرج على شكل نكات جميلة من أفواه الفقراء – ويالحسرة أطفالنا ويا لهموم الآباء فقد زاد الهم-وزادت الآلام والحسرات ومن أراد منكم اعزائى القراء ا لعرب أن يتعرف علي ثنايا ما حملته السطور فلينظر وبنظره تفحصيه ناقده الي أعين أطفال المخيم ويرى الإجابة الصحيحة علي كل التساؤلات
وبعد إن أوردت لكم اعزائى الشرفاء أهمية النصف شاقل في حياة أطفالنا اترك لكم التفكير في مصير أطفالنا وآبائهم بعد
إلغاءه
أفيقوا أيها الزعماء يا أصحاب الأبراج العاجية أفيقوا أيها المسلمين – أيها العرب المستعربة وفكروا في أطفال المخيمات الذين يتضورون جوعا وألما وتخيلوا أن أولادكم بينهم واسترشدوا بأقوال سيدكم عمر بن الخطاب " لو أن بغلة في العراق تعثرت لخشيت إن يسألني الله عنها لماذا لا اعبد لها الطريق"--- الله- الله ياعمر تسأل عن بغلة وغيرك ينام في الحرير ويفطر المن والسلوى وأطفال المخيم سيحرموا من شطيرة الفلافل والفول—اللهم اشهد- اللهم اشهد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا