الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد زيارة بوش؟؟

حسين علي الحمداني

2008 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من بديهيات القول إن منطقة الشرق الأوسط تحتل موقعاً استراتيجياً على الصعد الجغرافية والاقتصادية والسياسية وحتى الحضارية لذا فان التنافس الأميركي – الأوروبي راح يتبلور ويزداد وضوحاً في هذه المنطقة خاصة وان الفترة الماضية من عام 2008 شهدت زيارتين تاريخيتين لكل من بوش وساركوزي في وقت واحد وإذا ما نظرنا إلى واقع الشرق الأوسط خاصة بعد منعطفين كبيرين شهدهما يتمثل الأول بسقوط نظام الدكتاتورية في العراق والاتجاه نحو بناء نظام ديمقراطي تعددي في العراق والمنعطف الآخر تمثل بمؤتمر انابولس للسلام ,يضاف إلى ذلك الملف الإيراني الذي تحاول واشنطن وأوربا جعله ينضج تدريجا بانتظار سقوط الثمرة.
في قراءة أولية للتحرك أو الحراك الامريكي – الاوربي في الشرق الأوسط وبالذات في الخليج العربي ربما يحمل أكثر من معنى أو مغزى سياسي واقتصادي واستراتيجي ويمكن تحديدها بما يلي:-
01 تحاول أمريكا ومن خلال جولة الرئيس بوش طمأنت أنظمة الخليج العربي المحافظة ذات العلاقات الوثيقة بواشنطن من إن التغيير الحاصل في العراق لن يؤثر من قريب أو بعيد عليها وبالتالي يتوجب على دول المنطقة ان تكون عامل مساعد في استقرار العراق وعدم إثارة الفتن الطائفية فيه او دعم هذه الفئة على حساب الأخرى. خاصة وان اكثر من مسؤول عراقي اشار الى تورط أنظمة خليجية او من رعاياه في اعمال ارهابية دموية في العراق.
02 تحشيد الدعم الخليجي المادي واللوجستي لمجابهة العدو الجديد والخطر القادم الا وهو إيران بعد أن ظلت الأدبيات الخليجة ولأكثر من نصف قرن تركز على إن { إسرائيل} هي العدو وافاهم قادة وزعماء المنطقة إن عليهم أدلجت شعوبهم على نظرية العدو الإيراني المدجج بالسلاح النووي القادر على تدمير المنطقة برمتها.
03 تفعيل مؤتمرات السلام القادمة ما بين العرب وإسرائيل تحت المضلة الأمريكية واظهار الإدارة الأمريكية الجمهورية في عامها الأخير على انها راعية الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
هذه النقاط وربما غيرها هي التي دفعت بزعماء الخليج إلى جعل زيارة بوش مناسبة اكثر من وطنية تمثل في بعض منها بإعلان عطلة رسمية كما في دبي وأخرى بمنح أوسمة عالية الدرجة وما صاحب ذلك من حفاوة لو أستقبل بها الرئيس بوش في العراق لقيل ما قيل في فضائياتهم التي ربما ستنعت العراق بنعوت كثيرة!!
زيارة بوش للخليج لا تحتاجها الإدارة الأمريكية بقدر ما تحتاجها الأنظمة الخليجة التي ربما ساورها الشك من ان التغيير السياسي الكبير في العراق قد يطيح بمكانتها لدى الولايات المتحدة خاصة وان الرئيس بوش زار العراق أكثر من مرة والتقى زعماء العراق ويذكر العراق في كل مناسبة , لهذا فإن هذه الزيارة ربما تجعلهم يطمئنون الى حُسن النوايا الأمريكية خاصة وان أمريكا التي تقود العالم وتتخكم به تفصح بين الحين والآخر عن نواياها في تغير خارطة الشرق الأوسط خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 .
أما أوربيا ففرنسا ساركوزي تختلف عن فرنسا شيراك من حيث الاهتمام بالمصالح الفرنسية في المنطقة التي أضاعها شيراك حين رفض ان يكون حليفا لواشنطن في حربها ضد النظام الدكتاتوري في العراق 2003 وبالتالي في ساركوزي ربما بدأ يقرأ الأجندة الأمريكية بشكل صحيح ويستبقها أحيانا كما هو الدور الذي تلعبه باريس في لبنان الآن وما يمكن أن تلعبه في حال قررت أمريكا ضرب إيران وبالتالي فإن باريس ومن خلفها ألمانيا لا تريد ضياع أخرى ربما تجعلها معزولة عالميا وزيارة ساركوزي تتمثل بإقامة حلف جديد مع الخليج يحمل ذات الأهداف التي حملها بوش الا وهو الخطر الإيراني القادم على الصواريخ النووية.
السؤال المطروح الآن ماذا بعد الزيارة؟
أكثر من جواب نجده أمامنا الأول هو استقرار العراق أكثر مع انفتاح خليجي كبير على العراق ليس مبني عن قناعة سياسية أو فكرية وإنما تحت ما يمكن أن نسمية {{ الأمر الواقع}} خاصة وإنه بعد خمس سنوات لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
الجواب الثاني يتمثل بتوزيع الأدوار بين دول مجلس التعاون الخليجي تجاه إيران النووية كما يحلو للأمريكان أن يسمونها بين متخوف وحذر ومعادي وهذا ما يقود إلى بلورة رأي عام داخل المنطقة من ضرورة إزالة الخطر الإيراني او تحجيمه على أقل تقدير.
الجواب الثالث يكون ذو شقين الأول دعم السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس والشق الثاني يتمثل بوضع خيارين لا ثالث لهم أمام حماس التي عليها أن تختار ما بين الخليج العربي وإيران .
خلاصة القول جاء بوش وتجول وأستقبل بحرارة في خليجنا الدافئ وأكل التمر وشرب لبن النوق وشاهد صقور الخليج ووعدهم بزيارة أخرى تحمل ملفات أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون