الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنا القاهرة

يحيى رباح

2008 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


علامات على الطريق
من جديد نذهب إلى القاهرة كفريقين، وبرنامجين، و رؤيتين، ولكن الموضوع الذي نذهب من أجله هو موضوع واحد ومحدد، وهو تخليص قطاع غزة من الحصار الذي رأينا قسوة مفاعيله التي أنكرها بعضنا أشد الإنكار مدعياً أن الناس يمكن أن يأكلوا الخطب الرنانة بدلاً من الخبز، ويمكن أن يدمنوا الحصار والعزلة بدلاً من الاتصال والحرية، ولكن المشهد الذي ارتسم بكل الألوان، وبعيون كل الكاميرات، وعلى وجه كل الشاشات، ان غزة، قطاع غزة، هذا التكوين الذي ولد من رحم النكبة، هذا النموذج للمأساة والبطولة، لا يستطيع أن يعيش منفرداً بذاته، ولا يستطيع أن يعيش معزولاً عن جواره الحيوي، ولا يستطيع أن يكون نموذجاً اقتصادياً أو إسلامياً أو علمانياً، بل لا يستطيع الحياة بالحد الأدنى إلا إذا كان جزءاً من كيان، سواء كان هذا الكيان فلسطينياً كما نتطلع إلى ذلك، أو أي كيان آخر يؤمن له عناصر الحياة الأساسية، والحد المطلوب من القدرة على التواصل.
المشهد الذي ارتسم بكل الألوان ومن خلال عيون كل الكاميرات يقول أن فكرة دولة غزة قد سقطت، وأن فكرة إمارة غزة الإسلامية قد سقطت، وأن هذا السقوط نهائي ولا عودة إليه، وأن أهمية غزة تكمن في كونها نموذجاً لصعوبة القضية ونموذجاً لضرورة الحل الحقيقي والعملي والممكن وليس شطحات الخيال والجنون!!!.
- في القاهرة:
نذهب كفريقين مع الأسف الشديد، لكي نتوصل إلى صيغة، يقدر عليها الطرف المصري، ويستطيع تسويقها، ونترك له ان يحدد مساحة ما يقدر عليه، ويقدر على تسويقه، من خلال الوعي مسبقاً أن القاهرة بحجمها الكبير إقليمياً ودولياً لديها التزامات، وأن الدول المهمة مثل الشقيقة مصر، ولأنها مهمة، فهي الأكثر وفاءً بهذه الالتزامات، وهذا يعنى أن على الفر قاء الفلسطينيين أن يعرفوا الفرق بين لغة المسيرات والاعتصامات ولغة المفاوضات وراء الطاولات، فهناك حساب القرايا وهنا حساب السرايا!!!. وبما أن القاهرة لها صوت بارز في حديث الشرعية الدولية، فإن الصيغة التي يجب أن نتهيأ لها لإدارة المعبر الحدودي في رفح لابد أن تكون صيغة متناسقة مع متطلبات الشرعية الدولية، معبر تقف على جانبه الفلسطيني الشرعية الوطنية الفلسطينية بكل المعايير التي يقبلها ويوافق عليها الجميع!!! ولقد تأكدنا خلال أحداث الأسبوع الماضي الدراماتيكية، أن الصراخ مهما علا فلابد له ان يهدأ، وأن الفوضى مهما اتسعت فلابد لها ان تستقر، وأن الشعارات مهما حلقت في الفضاء البعيد فلابد لها أن تهبط على أرض الواقع.
- في القاهرة:
نذهب والوضع العربي كله يواجه تجربة حذرة جداً بسبب تفاعلات الأزمة اللبنانية، وما رشح حتى الآن عن خفايا هذه الأزمة اللبنانية مما قد يحولها إلى جرح نازف يتطور إلى حريق محتمل في هيكل العلاقات العربية، لدرجة أن القمة العربية القادمة في دمشق تواجه أخطاراً حقيقية!!! وحين يكون الوضع هكذا، فإن علينا كفلسطينيين أن نكون أكثر واقعية وسلاسة وأن نضبط, خلافاتنا حتى لا تصبح هذه الخلافات نفسها وقوداً في النيران المستعرة!!!.
- في القاهرة:
يمكن أن يتحول الاتفاق الموضوعي على صيغة لإدارة المعبر، إلى مدخل حقيقي لاتفاق شامل يعيد الأمور إلى نصابها داخلياً، ينهى حالة الانقسام والانفصال، وينهى رقصة الموت التي نرقصها منذ سنتين، ويؤسس لقاعدة انطلاق فلسطينية جديدة تقوم على أعلى درجات التوازن في رؤانا السياسية بين الطموح المشروع والممكن العملي، أي نؤسس لقيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، دون أن نجعل الاجتهادات تتحول إلى استحالات قاتلة.
- في القاهرة:
ومن خلال هذا الحراك المتعدد الرؤوس على الصعيد الإقليمي والدولي، ومن خلال كثرة الاحتمالات، فإنه ليس لدينا ترف المماطلة، وإحراق الوقت، والاختباء وراء فلسفة التأويلات، فالذي نعجز عن الوصول إليه اليوم قد يصبح غير مطروح بالمرة غداً !!! دعونا ننتبه إلى أهمية عنصر الوقت، وأن الوقت في هذه المرحلة، قد يعنى الحياة أو الموت.
- هنا القاهرة:
دعونا لا نكرر الفشل.
[email protected]Yahya








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا