الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراراتكم التاريخية الاخيرة اثلجت صدورنا!

شيرزاد شير

2008 / 2 / 1
كتابات ساخرة


لم أكتب خلال فترة زهاء عام واحد مضى في الصحافة أو الاعلام الالكتروني مقالا واحدا تجنبا للصداع، وتمردا على ما نراه بأعيننا في هذه الأيام من العجائب والغرائب و المفاجئات وعلى جميع المستويات أولا، واستنكارا وامتعاضا وتذمرا من التدهور الصارخ لكل القيم والأعراف والتقاليد والعادات والأخلاق في السياسة ثانيا ... فحاولت قدر المستطاع أن أبتعد عن الخوض في تلك المشاكل وفي تعقيداتها التي لا تحصى و لا تعد!
ولكن، ما من يوم يمر الا ونصطدم بحالة جديدة وفريدة من نوعها من واقعنا المثالي ... وفي مثل هذه الحالات تشعر وكأنك تعيش في عالم آخر! حاولت التظاهر باللامبالاة، فانتفض القلم بوجهي وابىَ ان يترُكَني لحالي منغلقا على نفسي الى حد ما ... ولم يفارقني، لا بل أقفل أمامي كل المسالك والطرق كي لا أهرب من المواجهة، وبات يرافقني حتى في منامي، فجرفني الموج مع التيار ودَوَّن تلقائيا هذا الغيظ من فيض من الأفكار التي تدور وتجول كالدود في خاطري، خوفا من النسيان أو الضياع وخَرَجَت الى الوجود كما هي ...
"يلاحظ كل متابع لتطورات الأحداث في بلادنا الواسعة في الأونة الأخيرة أن الأوضاع العامة في كل ارجاء الوطن بدأت "تستقر شيئا فشيئا وتسير في الاتجاه الصحيح" يوما بعد آخر، ويحس المواطن العادي "بتحسن واضح في جميع الخدمات وفي كل المجالات" وشرع الاقتصاد الوطني "يخطو خطوات جبارة الى الامام" وبدأ "يتعافى" من الأمراض المزمنة التي عانى منها منذ عقود!!!؟
ولم يبقى مجالا واحدا لم يتأثر به المواطن (طبعا بشكل ايجابي!) من جراء القرارات الشجاعة والمصيرية التي اتخذها معالي فخامة وسيادة كل من المجلس النيابي والبرلمان الكوردستاني الموقرين والمُنتَخَبيَن بمنتهى الحرية، والاجراءات الحاسمة والسريعة التي باشرت الوزارات والمؤسسات والمديريات العامة بتنفيذها كل دقيقة وكل ساعة للانتقال بتجربتنا الرائدة الى مرحلة نوعية ومميزة بكل المقاييس والمعايير الدولية، سوى بعض الاجراءات البسيطة (رتوش) هنا وهناك ...!؟
فمن القرارات الهامة والفريدة من نوعها، التي شغلت بال ممثلينا الكرام في المجلس والبرلمان والحكومتين خلال كل عام 2007 يمكننا ابراز ثلاثة قرارات تأريخية، لما لنتائجها من انعكاس مباشر على حياة الناس وتحسين أوضاعهم وخدماتهم الأساسية والضرورية ...
القرار الأول هو لمجلس النواب بتغييرالعلم العراقي القديم بأخر "جديد ونموذجي"، حيث كانت النجمات الثلاث تعرقل بشكل ملفت للنظر كل المحاولات الجادة من جانب سلطاتنا التشريعية والتنفيذية والقضائية، وحتى من جانب السلطة الرابعة لوضع الحلول النهائية لمشاكل حياتية تمس كل مواطن ويجري الحديث عنها في كل الأروقة، كمعضلة الفساد وأزمة الكهرباء وشحة الوقود والغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية والهجرة المتواصلة الى الخارج لأمواج من الهاربين من الواقع المزري في البلد، بالاضافة الى المئات من المشاكل اليومية والتي قد تمرعشرات السنين، بل قرون لكي ترى بصيصا من الأمل في سبيل ايجاد الحلول لها...
هذا في وقت يظهرعلى الساحة كل يوم وليد جديد (سوبرمان) برداء مزركش، كتحالف أو تنظيم أو جبهة أو تيار جديد أو مهدي منتظر آخر، مبشرا بيوم الخلاص وانقاذ الوطن من الغرق أو الاختناق أو الانتحار أو الزوال التام من الخارطة الجغرافية.
والقرار الثاني والذي لا يقل أهمية عن القرار الأول، ان لم يكن أهم منه هو، الاسراع بفصل الطالب ( أ. ش. ي.) من الدراسة في المرحلة المتوسطة "بالمدرسة النموذجية في عينكاوا" لانقطاعه عن الدوام لفترة وجيزة!! عفوا " قد يكون لأسباب أمنية، لأنه خلال فترة غيابه قد يكون تدرب في معسكرات القاعدة بمناطق جنوبي بغداد !!!" وهذا ما لا يمكن أن نقبل به نحن العراقيون الشرفاء...!
كل ذلك وانطلاقا من المصلحة العليا للعراق الفيدرالي الموحد وللارتقاء بالمستوى العلمي للطلبة في كل المراحل الدراسية، "قررت وزارتي التربية في بغداد وأربيل قبل أيام وبقرارين حكيمين الغاء كل العطل والاجازات (حتى المرضية) والانقطاعات عن الدوام في جميع المدارس والمعاهد والمؤسسات التابعة لها والى الأبد، وعلى جميع الطلاب والمعلمين والمدرسين والأساتذة والموظفين المخلصين للشعب والوطن الالتزام بها، حرصا على سلامة وسمعة ومستقبل الوطن، ولا تهاون أو تساهل أو تسامح قيد انملة مع كل من يخرق هذين القرارين...!؟" ليش هي هوسه ؟
فبفضل الجهود المستميتة للكادر التعليمي وحرصه الدائم على مستقبل الأجيال الصاعدة وتحسين المستوى العلمي للطلبة، سيما وأن كل دقيقة من الدراسة هي بقيمة المبالغ الهائلة التي تختفي كل يوم من مخصصات الميزانية وتودع في حسابات مجهولة !!! و"استنادا الى قرار وزارة التربية في كوردستان تم القضاء على هذه الميكروب الخطر والقاتل، بإبعاده عن (الرحلة) التي كان يجلس عليها، مما كان على وشك أن يتسبب في أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة وأن يوقف او على الأقل يعرقل كل المشاريع التربوية والتعليمية والثقافية ليس في محافظة أربيل وحدها، بل وفي العراق عموما...!" وكأن ما يرويه الناس ونقلا عن أقوال لبعض الاساتذة في جامعة صلاح الدين حول تدني المستوى العلمي للطلبة فيها هو كذب واختلاق، وان المستويات بشكل عام لم تهبط الى الحضيض نتيجة لجملة من العوامل المعروفة للجميع، بالاضافة الى الأوضاع والظروف الاستثنائية التي يمر بها الاقليم، رغم الاستقرار النسبي فيه، ولا حوادث تذكر في كوردستان؟
فإذا كان ذلك (طبعا استغفر الله و لا سمح الله) صحيحا " فكيف سيكون اذن المستوى الدراسي في كل المراحل الأخرى ؟
ولا يمكن هنا أن تفوتني الاشارة الى القرارالأخير لحكومتنا الرشيدة في اقليم كوردستان، والذي جاء مكملا وتتويجا للقرارات الأنفة الذكر بإهداء 150 سيارة فارهة للقضاة في كوردستان، بقيمة 250 الف دولار فقط للسيارة الواحدة، حسب (صحيفة جماور) الصادرة باللغة الكوردية!، في وقت تمر معظم مناطق الاقليم بظروف صعبة للغاية من جراء الظروف المناخية الغيرطبيعية والانقطاع الكلي تقريبا للكهرباء فيها، علما ان قيمة سيارة واحدة منها تكفي لتزويد الاف المساكن بالكهرباء ... فبالأمس القريب منح أعضاء برلمان كوردستان أيضا امتيازات كبيرة يسيل لها اللعاب !
عرب وين، طنبورة وين! يا ناس !؟
واني اذ انتهز هذه المناسبة السعيدة، لا يسعني الا أن أهنئ قادتنا الميامين في مجالس الرئاسة والحكومتين الوطنيتين وبرلمانيَنا المحترمين والساهرين جميعا (ليل ونهار) على صحة وسلامة المواطنين، متمنيا لهم الصحة والعافية والعمر المديد والمزيد من الرقي والتقدم والنجاح على طريق تحقيق كل أماني وتطلعات الشعب من خلال اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة كهذه ...
ولم يبقى لي شيئا آخر أضيفه هنا سوى أن أقول – عيش وشوف !!! وباللغة الكوردية – هه تا سه ر سه لامه ت بيت ......... عاجباتى ده بينيت !!! وعذرا للقارئ على حذف كلمة واحدة من المقولة الشعبية الكوردية الشهيرة !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة