الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض-

نبيل يعقوب

2008 / 2 / 1
حقوق الانسان


هابيل وقايين .. قصة من بغداد

النص الانجيلي يأتي بقصة ابني آدم وحواء، هابيل وقايين، والتي تروي كيف قتل قايين اخيه، فسأله الرب "ماذا صنعتَ؟ إن صوت دماء أخيك صارخ إليَّ من الأرض". قصة عن اقدم جريمة قتل في التاريخ كما اتى بهاالانجيل، سفك الاخ لدم اخيه، ليصدر الرب ادانته للقاتل. النص الانجيلي ينطلق من ان الانسان اخ للانسان. ولكن واقع التاريخ لا يثبت صحة هذا التجريد الانساني الطوباوي، بل ينقضه. الحروب التي فشلت البشرية حتى الآن في التخلص منها، كل الحروب الاهلية والعالمية دفعت وبررت قتل الانسان لاخيه الانسان.

والمجرمون ليسوا فقط مرتكبو جريمة القتل ضد الافراد العزل وضد الجماعات المسالمة، بل ايضا الذين يخططون وينظرون ويبررون للعنف سواء باسم الدين، أو باسم الوطن، فهم هم الذين يسخرون الدين وكافة القيم السامية لتبرير اهدافهم الوضيعة. ولا يمكن غض النظر عن الذين يلتزمون الصمت ازاء الجرائم التي تغطي وجه الارض في العراق وفي غير العراق. من يلوذ بالصمت يدعم الجريمة والمجرمين وان لم يدري! اما الذين يشرعون قتل الابرياء باسم الدين او يبررون قتلهم باسم الامة فهم ضالعون في الجريمة ولن يرحمهم التاريخ.

هذه السطور هي كلمة عزاء لصديق كرس حياته منذ شبابه للنضال من اجل المساواة بين البشر ـ من حيث هم بشر، على اختلاف لون بشرتهم واعراقهم واللغة التي ينطقون بها. وقد ناضل بالكلمة، وبسلاح العلم، من اجل حياة افضل لشعبه، ولكنه لم يكتفي بسلاح النقد بل لجأ ايضا، عندما احتاج الامر، لنقد السلاح، عندما ذهب مع الانصار الشيوعيين العراقيين، وهو العربي، الي كردستان ليقاتل دفاعا عن الشعب الكردي المضطهد في ظل حكم البعث القومي المتطرف. ولم يعبأ صديقنا بانتقام حكم البعث من، مثلما جرى مع العديد من رفاقه، فصادروا بيته وحقوقه وحرموا عليه الحياة في وطنه. ولكنه بانكار ذات وتواضع آثر مواصلة النضال في ظل ظروف المهجر الصعبة وفضل العيش في زهد وكرامة على المناصب محافظا على استقلاليته وكبريائه. وبادراكه للتحولات التي جرت في العالم اولى جهده لتأسيس نشاط ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان. ولا زال صديقنا يقدم يوميا انتاجه الفكري مقارعا قوى الظلام والاستبداد والتضليل لا يصله الوهن ولا التعب.
وهو الآن في خضم الالم حيث امتدت يد الاجرام الدموي منذ ايام لتغتال اسرة من اقربائه. قتلوهم في بيتهم، قتلوا الام والاب والابنة، طفلة في الخامسة عشر من العمر، واصابوا ابنا للاسرة اصابة بالغة..
لماذا هذه الجريمة؟ من هم المجرمون؟ من ارادوا ان يصيبوا؟

اسئلة كثيرة تراود الذهن، اسئلة تعذب عشرات الآلاف من العراقيات والعراقيين والذين غيب الاجرام احبائهم.

ولكن المأساة التي اصبحت حدثا "عاديا" في بغداد والعراق المعذب منذ عشرات السنين تدين الاجرام سواء اجرام جاء به المحتل الغاصب، او اجرام القادمين من ظلمة التاريخ البائد ليطبقوا فتاوى لقتلة يرتدون مسوح الدين، او لفاشيين يواصلون باسم "الامة" تحويل الوطن لصحراء خالية من البشر.


عزيزي د. كاظم حبيب
العزاء القلبي لك ولاسرتك ولاقربائك ورفاقك في العراق وفي المهجر.
وانا على ثقة من استمرار عطائك الذي نحتاجه
مع تمنياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف