الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد في العراق وجه آخر للإرهاب (بصدد حادثة إحراق البنك المركزي العراقي)

طه معروف

2008 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بدا واضحا بإن الفساد الإقتصادي والإداري والسياسي يتصدر ألأولوية لدى المسؤولين في حكومة ألإحتلال الميليشياتية في العراق وأن هذه الطغمة من المافيات السياسية يتفقون و يساومون بعظهم بعظا من أجل بسط سيطرتهم على أموال الجماهير بأكثر الطرق الغير الشرعية حتى أصبحت الفساد الأسلوب السائد و المهيمن على المشهد الحكومي مقابل تجاهل المعاناة اللامحدودة للجماهير العراقية التي يعاني أشد المعاناة جراء نتائجه الكارثية على حياتها اليومية. ومما لا شك فيه أن المافيات الفساد الحكومية هم وراء حرق البنك المركزي العراقي وبعض مؤسسات الوزارية الأخرى بغية إتلاف الوثائق والمستندات والمستمسكات الموجودة في هذه المؤسسات في إطار صراعهما الرجعي و للتغطية على اعمالهم الغير الشريفة و المكشوفة لسرقة اموال الجماهير. وتشاركهم في هذه الجريمة ايضا قوات الإحتلال عندما يشارك في العملية احيانا أويتغاضى عنهاعمدا ،ثمنا للخدمة الخبيثة التي يقدمونها له من أجل بقائها إلى امد طويل في العراق .
وحسب تقارير الدولية وصلت مبالغ الفساد في العراق إلى 80 مليار دولار في هذه الضروف الجماهيرية الصعبة الذي دفع بالجماهيرالمحرومة نحو الهلاك و قد يكون الفساد لها نتائج كارثية على صعيد السياسي والإقتصادي والإجتماعي لا يقل بأي أحوال عن الحرب والعمليات الإرهابية الأخرى التي تطال الجماهير بشكل يومي .الفساد هي العامل الأساسي التي أدت إلى: ظهور ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس نتيجة الفقر وعدم إمكانية العوائل العراقية لإعالتهم، سببت في غرق شوارع المدن في الطين والأوحال لإفتقارها لشبكات تصريف المياه، كما أدى إلى إنعدام الكهرباء ومياه الصالحة للشرب تقريبا لمدة خمس سنوات، وإضافة لذلك ، فهناك التهديد المستمر بتقليل مفردات البطاقة التموينية بل إلغائها نهائيا، أوالإستلاء على الممتلكات والعقارات للمواطنين في إطار الصراع الطائفي وخلقت شبكة من المهربين لتهريب النفط العراقي بصورة مستمرة ومنظمة كما سببت في التفشي البطالة الواسعة في صفوف العمال وأدت إلى إنتشاروأحياء أوبئة القرون الماضية مثل كوليرا التي ضربت كردستان وأنحاء متفرقة في العراق ، الفساد هي وراء إلإنتشار الواسع للدعارة ومختلف الظواهر الإجتماعية السلبية و الإنحطاط الإجتماعي ،وبسبب الفساد يواجه المتشردين والمهجرين في الداخل العراق او في دول المجاورة اصعب الضروف ويقضون حياتهم في المخيمات والأكواخ الذي هو معقل للأوبئة وشتى انواع المرض ،والفساد هي السبب الرأيسي في موت المبكر للرضيع والأطفال والمرضى في المستشفيات ،والفساد هي وراء قطع الرواتب او انخفاض نسبة معدل الأجور بصورة تعسفية ...الخ فتجاهل هذه المعاناة الجماهيرية الصعبة، مقصودة تهدف إلى إخضاع وتركيع الجماهير،كعقاب جماعي لكي تحول وتبقى الجماهير وقودا لتشغيل ماكنة السلطة الميليشياتية في العراق. وإذا كان العمليات الإرهابية بالمفخخات تحصد أرواح من بعض المدن ،فأن الفساد تسببت في خلق اكبر كارثة انسانية في عموم العراق التي يقضي على الجماهير بالشظايا الجوع والمرض في المسكن والمدارس والمستشفيات في طول وعرض العراق .
الفساد،أبشع انواع الإرهاب تمارسه الميليشيات وحكومة المليشيات عمدا بهدف تجويع ومن ثم تحطيم إرادة الحرة للجماهير من اجل اهداف سياسية معروفة من قبل هؤلاء الإسلاميين والقوميين الرجعيين و هي أذكى السلاح لديها ولولاها لما كان بإمكانها أن يتحكموا بمصير الجماهير العراقية بهذه الصورة المأساوية والكارثية.من ناحية أخرى ، قامت الميليشيات بتشكيل الهيئات الوهمية من نفس القماش تحت يافطة" مكافحة الفساد " على شاكلة أجهزة النزاهة والرقابة والمفتشيين وما شابه إلى ذلك الموالين لهذه الكتلة الطائفية أو ذاك الغير محايدين إطلاقا بل ممثلين عن مطامع القذرة لسلطانهم الطائفية .ولا يرفعوا أصواتهم يوما إلا من اجل مصالحهم او إذا لم يحصلوا على الأموال مثلما يحصل عليها الطرف الآخر.
من جهة أخرى ،إن ظاهرة الفساد في العراق يشكل أحد ألأعمدة الرأيسية لتمويل الميليشيات في صراعها من أجل السيطرة والإستحواذ على السلطة وبدونها عاجزة الوقوف على رجليها في الساحة السياسية. ومهما قيل ويقال عن القضاء على الفساد من قبل الحكومة الميليشياتية إدعائات ليس إلا ،فكيف يقضي هؤلاء على اركان وأسس بقائها على الساحة السياسية ؟ عكس ذلك، فإن ممارسة الفساد بالنسبة لتلك القوى الميليشياتية المشاركة في العملية السياسية هي اعمال طبيعية وروتينية يعكس طبيعتها السياسية الرجعية المعادية للنظام والقانون والتمدن .إن الوعود بمكافحة الفساد من بغداد او من أربيل من قبل قادة تلك الميليشيات المتسلطة على رقاب الجماهير،هباء يندرج ضمن تلك إلإدعائات المسمومة للخداع بهدف حماية سلطتها من قهر وغضب الجماهير.
ظهور ونمو اصحاب الملايين و المليارات في الوضع الإقتصادي العراقي المهدم والمنهار الذي يعاني الحرمان في شتى الميادين ، ما كان أمرا ممكنا من دون سلطة فاسدة المرتبطة و المحاطة بشبكة من العملاء الموالين له من التجار والسماسرة الجشعين الذين ويديرون أعمالها الغير الشرعية على صعيد الداخلي والخارجي حيث يقيمون العلاقات مع ألشركات والمؤسسات الإقتصادية الأجنبية لمشاركتها في هذه السرقة المنظمة عن طريق إبرام العقود والإتفاقات الإقتصادية الكاذبة او الوهمية أو شراء و إستراد البضائع التالفة منها بأسعار رخيصة .
عكس إدعائات قوات اإحتلال الأمريكي وحكومة الإحتلال، إن القضاء على الإرهاب في العراق يمر عبرالتحرك والتدخل الجماهيري الواعي عن طريق القوى الشيوعية العمالية و اليسارية والمدنية لإنهاء الإحتلال وبالتالي إسقاط حكومة الإحتلال الفسادة في العراق .تفشي الفساد أدى إلى خلق قطاع جماهيري واسع من العاطلين والمتشردين الذين يتسابقون فيما بينهم للإنضمام إلى المنظمات القومية والإسلامية الإرهابية بغية إدامة بحياتهم بهذه الطريقة المحفوفة بالمخاطر .الفساد والإرهاب في الوضع العراقي وجهان لعملة واحدة أحدهما يغذي الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد