الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الله بن سبأ وإيران وصندوق النقد الدولي

عبد الحسن حسين يوسف

2008 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عبد الله بن سبأ شخصية تاريخية ظهرت في بداية ظهور الإسلام بعد وفاة محمد
(ص ) وتحديدا مع خلافة عثمان بن عفان ، ورغم اختلاف المؤرخين في تحديد أسمه وموطنه إلا أن بعضهم ينفي وجوده أصلا ، إلا أن الثابت عقلاً أن ما نسب
إليه من أعمال كبيرة لا يمكن أن يقوم بها شخص مهما أوتي من دهاءه ومكر وحيله ، فقد نسب ألي هذا الشخص أنه كان السبب في الفتنة الكبرى التي حدثت في عهد عثمان ، وكان هو وراء ظهور التيارات المعارضة للحكم الإسلامي مثل الشيعة
والخوارج وغيرها من الفرق الإسلامية وقد أستطاع بن سبا هذا إن يحرض أباذر الغفاري ضد عثمان ويحرض عمار بن ياسر ضد عثمان ، وأن يؤلب أهل مصر ويحرضهم على الثورة ويكسب أهل الكوفة ضد الدولة الإسلامية ، ويقول التاريخ الرسمي أن عبد الله بن سبأ يهودي ويحمل ((خبث
اليهود وخستهم )) .
أن المسلمين الاوئل حاولو من خلال هذه الشخصية أن يقولوا أن الفتنه دخيلة وجاءت من خارجهم ولولا ولاء الدخلاء لكن المسلمين موحدين (سمن على عسل ) ولبقوا كما تركهم نبيهم مثلهم كمثل الجسد أذا أشتكى منه عضو تداعت
له سائر إلا عضاء بالشهر والحمى ...
أن محاولة المسلمين الاوئل تضخيم العدو الخارجي وهو يهودي وربطة مع مسلمين آخرين ولكنهم عير صادقين في أسلامهم أي أن هناك مسلم حقيقي وأخر مشوه ومزيف وله جذور يهودية و ضعها ذلك اليهودي بن السوداء ( عبد الله بن سبأ ) ....
هكذا أستطاع التاريخ الإسلامي الرسمي عبر كل أزمانه الطويلة ربط معارضة ضده بأنها خروج عن الحق ألا لاهي الممنوح للأولي الأمر ..

ما أشبه اليوم بالبارحة فعندما تحدثُ حرب أو تخريب أو احتجاج سرعان ما يتم التعتيم عليها ونبحث عن عامل خارجي نحمله هذه القضية ونستعمل قاموس اللغة العربية الثري بالمصطلحات بذمها وكيل الاتهامات لها وأنها مؤامرة تستهدف الأمة وقائدها ( الرمز ) ، وأن هناك مأجورين يساندونها التفكيك المجتمع ومن حق السلطة حماية المجتمع من هذت المؤامرة من تعدم وتسجن من تسجن بهذه الذريعة .......
وإذا كان العرب المسلمون الأوائل قد حاولوا تصدير مشاكلهم إلى خارجهم ونسبوها إلى شخصية واحدة مثل عبد الله بن سبأ فأن دولنا الحالية قامت كل واحدة منها بصناعة عبد الله بم سبأ خاص بها وضعت عليه كل مشاكلها وسيئاتها التي صنعتها هي ......






فصدام حسين (( طيب الله ثراه )) مثلاً كان يوزع اتهاماته يميناً وشمالا ً فمرة يلقيها على أسرائي وأخرى على إيران وثالثة على الكويت ويعتبرهم سبب البلاء الذي تعيش فيه ، فقام بشن الحروب على إيران والكويت وبذر ثروات الشعب تحت هذه الشعارات الزائفة مثل شعار ( تحرير القدس يمر عبر طهران ) ، إي أنه خلق له عبد الله بن سبأ خاص به علق علية كل جرائمه بحق الشعب وقام بإعدام مئات الآلاف من أبناء شعبنا بدعوى أتباع عبد الله بن سبأ الذي خلقة وعبد الله يصيح بأعلى صوته ( والله العظيم مو أنه ) !!!

والجرائم التي تحدث ألان في العراق من ذبح وقتل وتهجير ومحاصصة طائفية جعلت كل فريق يخلق له عبد الله بن سبأ خاص به فلو سئلت أحد أفراد تيار سلفي من هو الذي يفجر المفخخات والسيارات الملغمة في الشوارع بغداد وأماكن تجمع العمال وجامعات بغداد ؟ . لقال لك وبسرعة أن إيران هي التي تقوم بذلك وهي مسؤولة عن كل الجرائم . ولو سئلت أحد أفراد تيار سلفي أخر عن السبب لقال لك أن دول الجوار قد فتحت أبوابها وحدودها للإرهابيين وجعلت العراق ساحة حرب لها ....

ولو سئلت أي وزارة خدمية عن عدم توفر خدماتها للناس لخلق لك هذا الوزير عبد الله بن سبأ خاص بة يلقي علية بكل تقصيرها ، فالبروفسور ( حسين الشهر ستاني ) وزير النفط هو صاحب تصريحات صحفية كثيرة فهو من الناحية النظرية ملء بيوت العراقيين بالنفط والغاز والبنزين ووصل به الحد أنه يريد توزيع العوائد
النفطية على أبناء الشعب بالتساوي لكن ( صندوق النقد الدولي ) لا يسمح له بذلك وقد فرض علية رفع سعر لتر البنزين من ( 50 دينار ) إلى ( 450 دينار ) وكان
هذا شرطه لإطفاء ديون العراق البالغة 40 مليار دولار لأي أنه خلق له عبد الله بن سبأ لوزارة النفط فقط يعلق علية كل التقصيرات الكبيرة ....

أن العامل الخارجي له دور ايجابي أو سلبي في أية قضيه ولكن العامل الداخلي هو الأساس ، فصراع المسلمين الأوائل على السلطة ومصالحهم المتباينة هي التي شرذمت وحدتهم وليس عبد الله بن سبأ ، وتركيبة السلطة الحالية هي خليط عجيب من قوميين وطائفيين وأصحاب ولاءات مزدوجة هي التي سهلت للعامل الخارجي أن يكون له حضور بما فيه وجود المحتل الأمريكي ....

أن توحد جماهير الشعب وبالذات القوى اليسارية البعيدة عن الفكر الشوفيني والسلفي وغيرها من الأفكار الرجعية هو الكفيل بطرد عبد الله بن سبأ المعاصر
وعلى حل مشاكل بلدنا المستعصية وطرد المحتل من أرضنا وبناء وطن خال ِ من العبودية ويعيش بسعادة بعيدا ً عن خبث عبد الله بن سبأ وكل من يحاول خلقه من جديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر