الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا ابا شهد.....

سعد البغدادي

2008 / 2 / 5
الصحافة والاعلام


بالامس ودعنا الزميل والصديق والاخ المصور علاء عبد الكريم الذي اغتالته الايدي الاثمة وهو في طريقه الى سامراء لتصوير الضريح المطهر
اغتالته الايدي الاثمة .ايدي لطالما اوغلت بدماء شعبنا. ظنا منها انها تسكت صوت الاعلام. والشهيد الشاب علاء عبد الكريم واحد من المع مصوري قناة الفرات. له القدرة على التعامل مع الكاميرا بشكل لايرقى اليه احد . وله القدرة على محاكاتها واستخراج اللقطة الفائقة منها وسماع صوتها
هل سمعتم مصورا يسمع صوت الكاميرا
اجل انه علاء عبد الكريم
. معرفتي بالصديق الشهيد قديمة فقد كنت اخرج معه في بعض اللقاءات المهمة التي يجريها مع الشخصيات السياسية والاجتماعية. كنت ارقب حركته السريعة فاذا هو اكثرهم مهارة وصنعة وحرفية . يجهد نفسه كثيرا من اجل اقناع الضيف ان يجلس في الزاوية المحددة . ولاتفوته المزحة مع الجميع فهو ما فتا ضاحكا. مبتسما وحينما ينتهي العمل لايفوته ان يراقب الفيلم في مراحل انتاجه الاخيرة كان الشهيد حريصا جدا في عمله ذلك الامر وحرفيته في التصوير جعلت منه المصور المرغوب لاغلب البرامج المهمة التي تجريها قناة الفرات. وجعلت من مقدمي فضائية الفرات ومراسيلها يتسابقون عليه لتصوير برامجهم لانهم يضمنون ان برامجهم ستكون بايدي امينة.
تعرض ابو شهد في عمله لكثير من المضايقات كان اخرها الاعتداء الغاشم من قبل حماية احد الوزراء عليه في منطقة الامين في بغداد الجديدة .لانه صور المنشات الكهربائية العاطلة ولانه نقل من دون كل المراسلين والمصورين الذين دعاهم السيد الوزير. الحقيقة بدون رتوش وما ان خرج من تلك المنشات العاطلة حتى تلاقفه حماية الوزير بالضرب والاعتداء من اجل سرقة الشريط وفعلا تمكنوا من ذلك.
وفي ظل الظروف الامنية الصعبة التي عاشها بلدنا كان علاء يشارك في اصعب المهمات خارج بغداد قبل سنة او اكثر لم يكن احد من المصورين ليجرؤ على الذهاب الى مناطق ساخنة كديالى او الدورة او السيدية لكن الشهيد كان هناك.. مصورا ومقاتلا وبطلا.
ما يميز ابو شهد عن بقية المصورين من زملائه انه لن يشعرك ابدا ان التعب والملل قد تسللا اليه وهذه ميزة يكاد يتفرد بها. في احد اللقاءات تاخر علينا ضيفنا وهو مسؤول كبير في الدولة. بقينا حوالي ثلاث ساعات في مكتبه الاعلامي تسرب الضجر الينا وخارت قوانا حينها ادركنا علاء بفكاهته وليونته وكرمه بقينا حتى ساعة متاخرة من الليل شعرنا بوجود علاء بحلاوة اللقاء.
في يوم استشهاده وقبيل ساعة فقط كنت اتحدث معه تحدثنا بكل شئ الا الموت فلم نتصور ان يداهمنا بهذه العجالة ... لا اتذكر ماذا قلت له حتى قال لي ..لاول مرة .. وابتسم رجوته ان يكمل حديثه لكن ضحكته العالية جعلتني اعانقه واذهب.. ولحظات حتى سمعنا الخبر وبين هذه اللحظات امتد الزمن وتلاشت الصور لكن صورة الشهيد البطل وهو يحضن ابنتيه لم تفارق مخيلتي وداعا اخي علاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24